"بالروح بالدم نفديك يا يمن".. شعار قضَّ مضاجع مليشيا الحوثي في إب وأربك حساباتها

تراجعت مليشيا الحوثي عن قرار إيقاف مديرة مجمع تربوي للبنات في محافظة إب (وسط اليمن)، على خلفية ترديد آلاف الطالبات الشعار الجمهوري "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن" في فعالية أربكت حساباتها، أقيمت احتفاءً بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وقضَّ مضجع المليشيا المدعومة إيرانياً، بإسقاطه الصرخة الخمينية.

وطالب القيادي الحوثي مدير المركز التعليمي في مديرية الظهار عصام البرح، الخميس، بإيقاف مديرة مجمع السعيد التربوي للبنات في مديرية الظهار فايزة البعداني، وإحالتها للتحقيق، على خلفية ترديد آلاف الطالبات والحاضرين الشعار الوطني (بالروح بالدم.. نفديك يا يمن)، وأغاني وهتافات وطنية، في فعالية أحياها المجمع التربوي صباح اليوم نفسه، احتفاءً بالذكرى الـ60 لثورة 26 سبتمبر والذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر.
التراجع الحوثي الذي جاء بعد ساعات على المطالبة، طفت عليه شهوة الإذلال والتركيع، في زيارة نفذها القيادي "البرح" برفقة مسؤول أمني حوثي إلى منزل البعداني، ومماوسة ضغوط عليها انتهت بإكراهها على كتابة نفي بخط يدها وتحت امضائها، ينفي "الجريمة".

وذكر مصدر تربوي لوكالة "خبر"، أن اشتراط النفي الخطي، جاء عقب رفض البعداني نشر نفي نصي على حسابها الشخصي في موقع "فيسبوك". وهو ما اعتبره المصدر إدانة ثانية لحجم الانتهاكات الحوثية بحق التربويين، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد وصريح تجاه الجرائم والانتهاكات الحوثية، وممارستها إكراه المجتمع على القبول بطائفيتها.

الإرباك الحوثي تجلى في القرارات المتسارعة والاشتراطات المتنوعة، لا سيما وقياداتها قد أغرقت مكاتب قيادات الصف الأول بتقارير وهمية مضمونها "بنجاح، تم تطويع المحافظة وأبناءها، واستكمال تجارب استنساخ الفكر الطائفي". وهي ما فضحت زيفها أوّل احتفائية ثورية لهذا العام، احتضنتها مديرية السدة شمالاً في سبتمبر الفائت، وجاء التأكيد بالامس من عاصمة المحافظة، على أن أبناء المحافظة جمهوريون وإن أفرط الجلاد بسياطه.

ووفقا للمصادر، قبل احتدام الموقف، كانت قد أرجعت مليشيا الحوثي، اعتراضها على الفعالية إلى كونها "صاخبة" بـ"الاغاني". في اشارة للاشارة الوطنية فليس سواها-، حينما وزعت مديرة ومعلمات المجمع مقاطع تسجيلية من فقراتها والاغاني الوطنية وشعار "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن"، يدوي في كامل المدينة، بصورة قضَّت مضاجع المليشيا الطائفية التي عمدت إلى طمس مثل هكذا شعارات وطنية، واستبدالها بصرختها الخمينية منذ أولى ساعات الانقلاب العسكري الذي نفذته في العام 2014م.

وأوضحت مصادر تربوية، أن موجة السخط الواسع تجاه القرار الحوثي، اندلعت شرارتها الأولى في مجموعة على تطبيق (واتساب)، تضم تربويي الوحدة التعليمية في المديرية، حينما انحاز مشرفها إلى صف المسؤول الحوثي "البرح"، وقام بإزالة المديرة البعداني ومقطع مرئي من الفعالية كانت قد نشرته في المجموعة، ليشمل قرار الإزالة كل من اتخذ موقفا مناصرا للبعداني، ومنهن: أمة الرحمن الوادعي وبشرى السالمي- وكيلتا المجمع، ونورية سلام -تربوية، واخريات.

موجة السخط الشعبي تجاه العنصرية الحوثية، وافراطها المتعمد والمستمر في تجريف المفاهيم والشعارات، ومحاولة فرض مفاهيم وشعارات طائفية بديلة، وإصدار قرارات إيقاف واطاحة بحق كل من يعارض فكرها الطائفي، فجر الساعات الماضية، انفجرت به مواقع التواصل الاجتماعي، وحملة تضامن واسعة وعفوية مع المعلمة البعداني، لما عرفت به من كفاءة إدارية وقبول محلي واسع بين أولياء الأمور، وولاء وطني خال من التسييس.

وفي 9 أكتوبر الجاري، وجه مدير الإدارة التعليمية بمكتب التربية والتعليم في مديرية السدة بالمحافظة نفسها فواز مسعد غليس، بايقاف رئيسة قسم تعليم الفتاة في الإدارة "فاطمة شديوة"، عن العمل داخليا، وكذلك خارجيا في مدارس الغد المشرق الأهلية التي تتولى إدارتها.

وجاء القرار رداً على إقامة مدارس الغد المشرق احتفائية بالذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر، وترديد هتافات وطنية وجمهورية خالية من الشعارات الحوثية وصرختها الطائفية.

ومنذ انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً، وسيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، تعمدّت تغييب الشعارات الوطنية من البرامج والإذاعات والأنشطة المدرسية والجامعية، والفعاليات الوطنية.

وعكفت المليشيا في مشروعها الطائفي على إذابة الأعياد الوطنية لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين في قوالبها الطائفية، وتقديم انقلاب 21 سبتمبر بديلا عنهما، ورصد موازنات بمليارات الريالات لإحياء ذكرى الانقلاب، في الوقت الذي تلاحق وتطيح بكل من يحتفل بالثورتين الأم، وإن كان بنفقة شخصية وجهود ذاتية، في أبشع انتقام لم تتجل صوره إلا فيها.