داعش يسعى لإصدار عملته من الدراهم والدنانير

يريد تنظيم داعش إصدار عملة خاصة به؛ حيث إنه يعتزم إعادة إصدار عملات الدينار الذهبية والفضية. وعلى ما يبدو، فإن ذلك التنظيم الإرهابي بمنطقة الشرق الأوسط يعتزم إصدار عملة إسلامية خاصة به كجزء من محاولاته لتعزيز أسس الخلافة المؤقتة للتنظيم.

وأفادت التقارير بأن التنظيم يريد إعادة الدينار الأصلي، وهو عبارة عن عملة قديمة كانت تستخدم في الأيام الأولى للإسلام، ويبدو أن رجال الدين في الموصل ومحافظة نينوى بالعراق أعلنوا في المساجد إعادة تلك العملات. ويذكر أن عملة الدينار - التي كانت تتكون فيما مضى من العملات الذهبية والفضية الخالصة - تستخدم في الوقت الراهن في عدد من الدول، ولكنها تصنع من مواد مختلفة عن العملة الأصلية. ولكن، من المفهوم أن تلك الجماعة الجهادية تعتزم العمل على استعادة العملات الذهبية والفضية الأصلية، التي أدخلت لأول مرة أثناء الخلافة العثمانية.

كان الدينار الإسلامي الأصلي عبارة عن عملة مصنوعة من الذهب يعادل وزنها 4.3 غرام، أما العملة المصنوعة من الفضة فكانت معروفة بالدرهم الإسلامي وتزن 3 غرامات من الفضة. وكان كل منهما يأخذ شكلا مستديرا، وعادة ما يتضمن أحد جوانب العملة رسالة إسلامية، بينما يحتوي الجانب الآخر منها على تاريخ سك العملة وحاكم البلاد.

وبينما لم يؤكد التنظيم مسألة إصدار العملة، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمزاعم حول إعلان شخصيات دينية بارزة ذلك الأمر حديثا في الموصل ومحافظة نينوى.

ويُعتقد أن ذلك التنظيم الإرهابي يريد استخدام عملة مستقلة في الأماكن التي يسيطر عليها كجزء من حربه ضد الغرب. وستتغير العملة - التي قد يتم إصدارها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة - لتتحول من الدنانير والليرة العادية إلى الدينارات الذهبية والدراهم الفضية. وقد اتضح، في الشهر الماضي، أن «داعش» يعمل على جمع الأموال بمعدلات كبيرة، وتمكن بالفعل من تحقيق مكاسب بقيمة مليون دولار في اليوم الواحد فقط جراء مبيعات النفط في السوق السوداء؛ حيث يعمل التنظيم على استخراج النفط من الأراضي التي استولى عليها في سوريا والعراق، ويبيعه للمهربين.

ومن جهته، أوضح ديفيد كوهين، الذي يقود جهود وزارة الخزانة لتقويض الوضع المالي لتنظيم داعش، أن المتطرفين يحصلون على عدة ملايين من الدولارات شهريا من جانب مانحين أثرياء، وجراء عمليات الابتزاز والأنشطة الإجرامية الأخرى التي يقترفها، مثل نهب البنوك. وأشار إلى أن التنظيم حصل هذا العام على فدية لا تقل قيمتها عن 20 مليون دولار من عمليات الاختطاف. وأوضح أيضا أن الغالبية العظمى من إيرادات هذا التنظيم، الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي العراقي، جاءت من خلال الأنشطة الإجرامية والإرهابية المحلية التي يقترفها.