نكبة الحوثي.. انتكاسة كبرى في تاريخ اليمن

تصادف اليوم الذكرى الثامنة لسقوط العاصمة اليمنية صنعاء في قبضة ميليشيا الحوثي التابعة لإيران وبدء مسلسل انهيار الدولة وظهور مشاريع الفوضى والنهب والسلب ورهن البلاد لمشاريع خارجية.

وفتحت النكبة الحوثية باب الشرور على مصراعيه وأغرقت البلاد في حالة من الفوضى وانعدام الأمن والتنكر للحقوق وانتهاك حقوق الأفراد بشكل خطير وغير مسبوق في التاريخ الحديث.

وبفعل الانقلاب الحوثي أصبحت الدولة تعاني من أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، واستبيحت مواردها ونهبت المليشيات أكثر من خمسة مليارات دولار من الاحتياطي النقدي الخارجي للبنك المركزي اليمني، واستولت على إيرادات مؤسسات الدولة وعطلت البنوك وانتعشت السوق السوداء للصرافة والمشتقات النفطية وتزايدت أسعارها بشكل لم يكن أحد من اليمنيين يتخيله.

وتعرض اليمن لعواقب وخيمة منذ النكبة الحوثية لعل أبرزها آلاف القتلى والمصابين وتدمير أغلب البنية التحتية للبلد وسيادة قانون الغاب من سلب ونهب وتعسفات وقيود على حرية الرأي والتعبير، وانتهاكات لحقوق الإنسان واختطافات وتعذيب حتى الوفاة.

بفعل النكبة الحوثية هُجِرَ اليمنون وشردوا من منازلهم ومناطقهم في أكبر عملية نزوح داخلية حيث وصل عدد النازحين داخل اليمن أكثر من أربعة ملايين نازح، خمسة وسبعون في المائة منهم يعيشون ظروفاً معيشية وصحية قاسية ومؤلمة.

وتركت النكبة تداعياتها على كل مناحي حياة اليمنيين فمستقبل الأجيال في خطر حقيقي ومحدق منذ تحويل المدارس إلى ثكنات مسلحة، وتسريح أكثر من مائة ألف معلم وانقطاع رواتبهم واستبدالهم بعناصر حوثية، وحوثنة الإدارة التربوية وتحريف المناهج وتضمينها مفاهيم ترسخ من أحقية المليشيا الكهنوتية في التسلط على رقاب اليمنيين، وتسعى لغسل أدمغة الأطفال لتسهيل انقيادهم وتحويلهم إلى وقود لحروب المليشيا التابعة لإيران.

وفي القطاع الصحي عاودت الأمراض والأوبئة في التفشي، بفعل انهيار القطاع الصحي، وارتفاع تكلفة الحصول على الرعاية الصحية مع تزايد أعداد الفقراء والجوعى، وتنصل الميليشيا من القيام بواجباتها والتزاماتها تجاه المواطنين في مناطق سيطرتها، ما يجعل البلد يواجه أكبر كارثة ونكبة وجودية تهدده حاضراً ومستقبلاً.