المخاوف من انتفاضة جديدة 'لا تخيف' اليهود المتشددين

حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت أعضاء الكنيست على التحلي بضبط النفس فيما يتعلق بالمسجد الأقصى الذي كان محور التوتر المتزايد مع الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة.

وأدت الاشتباكات اليومية بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في شوارع القدس الشرقية والحرم القدسي إلى اثارة المخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.

وفي مؤشر على القلق من احتمال تصاعد الموقف دعا نتنياهو في بيان "كل أعضاء الكنيست الى تهدئة حدة التوتر فيما يتعلق بجبل الهيكل (الحرم القدسي) والتحلي بالمسؤولية وضبط النفس."

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تسعى لتغيير الوضع القائم بالفعل عند المسجد الأقصى.

وتدير وزارة الاوقاف الاردنية المسجد الاقصى، وبموجب القواعد المطبقة يسمح بدخول اليهود إلى الحرم القدسي لكن لا يسمح لهم بالصلاة داخله.

ويقول نتنياهو إن إسرائيل لا تنوي تغيير الوضع القائم لكن نشطاء من اليمين المتطرف وأعضاء بالكنيست يلحون بشدة من أجل السماح لليهود بالصلاة في الموقع.

وغالبا ما تفرض الشرطة الإسرائيلية قيودا على دخول المسجد الأقصى عندما تشعر بالقلق من احتمال اندلاع أعمال عنف هناك ولا تسمح سوى بدخول النساء والرجال ممن هم فوق سن الأربعين أو الخمسين.

وبعد وقت قصير من بيان نتنياهو قال موشي فيغلين أحد قادة الحملة من أجل صلاة اليهود في الموقع على حسابه على تويتر إنه سيتوجه إلى المجمع الأحد.

وقالت الشرطة إن فلسطينيين ألقوا قنبلة أنبوبية السبت على قوات تقوم بدورية قرب مسجد في حي شعفاط بالقدس الشرقية دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات.

وكان يهودا غليك وهو من المطالبين أيضا بصلاة اليهود في الموقع قد أصيب الأسبوع الماضي برصاص اطلقه من يشتبه بانه مسلح فلسطيني مما أدى إلى اصابته إصابة خطيرة. وأقام فيغلين ونحو 150 آخرين صلاة جماعية في القدس السبت من أجل شفاء غليك.

وقال وزير الاسكان الإسرائيلي أوري أرييل وهو من حزب البيت اليهودي اليميني خلال التجمع "لا أقبل أن يهددنا أي شخص هنا في أرض إسرائيل بالقول بأن الوضع ملتهب ويجب علينا عدم تصعيده."

ولاحقت الشرطة الإسرائيلية المشتبه به في الهجوم على غليك وقتلته بالرصاص في تبادل لإطلاق النار الخميس. وأثار ذلك اشتباكات عنيفة في المدينة ودفع الشرطة إلى اغلاق المجمع لما يقرب من يوم بأكمله.

وكان هذا أول اغلاق كامل للموقع منذ اكثر من عشر سنوات. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال المتحدث باسمه إن هذا الإجراء يرقى الى إعلان حرب.

واتهم نتنياهو عباس يوم الخميس بالتحريض على العنف عندما قال الشهر الماضي انه يجب منع المستوطنين اليهود من دخول الحرم القدسي بأي طريقة.

وتفجرت انتفاضة فلسطينية عام 2000 بعد زيارة زعيم المعارضة اليميني آنذاك ارييل شارون للموقع عندما انهارت محادثات السلام التي كانت تجرى بوساطة أميركية.

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الأبدية الموحدة" وهو أمر غير معترف به دوليا.

ويريد الفلسطينيون أن تصبح القدس الشرقية -التي ضمتها إسرائيل بعد حرب عام 1967- عاصمة دولتهم التي يزمعون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.