انتقادات واسعة لاسرائيل بسبب سياسة الاستيطان

تعرضت اسرائيل خلال الفترة الاخيرة لحملة انتقادات واسعة لسياستها الاستيطانية، ومن المتوقع ان تواجه المزيد منها خلال اجتماع طارىء لمجلس الامن عصر الاربعاء في نيويورك مخصص للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الامن في الساعة 15،00 بالتوقيت المحلي (19،00 تغ) بناء على طلب الاردن.

والاردن العضو غير الدائم في مجلس الامن دعا الى عقد هذا الاجتماع بناء على طلب من المندوب الفلسطيني لدى المنظمة الدولية رياض منصور الذي دعا اعضاء مجلس الامن ال15 الى "مناقشة الوضع المتأزم في القدس الشرقية المحتلة".

وكانت اسرائيل اعلنت الاثنين تسريع خطط بناء الف مسكن في القدس الشرقية ما زاد من توتر الاجواء بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في القدس الشرقية.

وحذر الفلسطينيون مرارا من "انفجار" الوضع امنيا في حال واصلت اسرائيل سياسة الاستيطان المكثفة في القدس والضفة الغربية.

وتزامن الاعلان عن بناء المزيد من المساكن الاستيطانية في القدس مع اضطرابات تعم القدس الشرقية منذ اشهر عدة وتفاقمت خلال الفترة الاخيرة. ويخشى الفلسطينيون من ان تحد اسرائيل من الدخول الى المسجد الاقصى وحذروا من ذلك مرارا ما دفع اسرائيل الى نفي عزمها على القيام بخطوات في هذا الاطار.

ومن المستبعد ان يصدر عن اجتماع مجلس الامن اي قرار، الا ان الاردن يسعى الى صدور اعلان يدين سياسة الاستيطان الاسرائيلية.

ويرى دبلوماسيون في الامم المتحدة ان العمل على بناء مساكن استيطانية جديدة يقضي على آمال الفلسطينيين بالتمكن في المستقبل من انشاء دولة لهم تكون اراضيها متواصلة بسبب بناء المستوطنات في اماكن عدة من الضفة الغربية.

وطلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من اسرائيل التراجع عن قرارها بناء المزيد من المستوطنات التي اعتبر انها "غير شرعية وتتعارض تماما مع مواصلة العمل على حل الدولتين".

ولا يزال من غير المعروف ما اذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على صدور اعلان عن مجلس الامن يدين الاستيطان. ومع ان الادارة الاميركية تندد دائما بمواصلة بناء المستوطنات فانها تبقى الحليف المدافع على الدوام وبشراسة عن الدولة العبرية.

واستخدمت الادارة الاميركية حق الفيتو عام 2011 ضد مشروع قرار يدين الاسيتطان الاسرائيلي. وهو الفيتو الاميركي الوحيد منذ وصول الرئيس باراك اوباما الى البيت الابيض.

الا ان المواقف الاميركية الاخيرة تدل على انزعاج متنام لدى الادارة الاميركية ازاء الاستيطان.

فقد نقل موقع "ذي اتلانتيك" الاخباري على الانترنت عن مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه وصفه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو "بالجبان"، وان الاخير "لن يقوم بأي شيء للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين او الدول العربية السنية. وهو مهتم فقط بحماية نفسه من الهزيمة السياسية..انه لا يتمتع بالشجاعة".

وسارع نتانياهو الى الرد على هذا الكلام امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) قائلا الاربعاء "لن اقدم تنازلات ستعرض دولتنا للخطر" مؤكدا "مصالحنا العليا وعلى رأسها الامن ووحدة القدس لا تقف على رأس اولويات المصادر المجهولة التي تهاجمنا وتهاجمني شخصيا".

واعتبر نتانياهو ان "الهجوم علي جاء فقط لانني اقوم بحماية دولة اسرائيل".

كما زادت الدول الاوروبية من ضغوطها على اسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية. وعلى سبيل المثال لا الحصر اعلنت السويد انها مستعدة للاعتراف بفلسطين، كما ان مجلس العموم البريطاني صوت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين بشكل رمزي.

وذهب الاتحاد الاوروبي الى حد التهديد بفرض عقوبات على اسرئيل، ما لم تضع حدا لتوسيع الاستيطان.

ومن المقرر ان يلقي جيفري فيلتمان مساعد الامين العام للامم المتحدة كلمة امام مجلس الامن لدى بدء الاجتماع الاربعاء.