تنظيم متشدد يدعو الى اغتيال رئيس الحكومة التونسية

دعا تنظيم متشدد، الخميس، الى اغتيال رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة وشخصيات بارزة في الحكومة في خطوة تأتي كرد فعل على تقدم التيارات العلمانية على حركة النهضة الاسلامية في الانتخابات البرلمانية.

ودعا التنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم "كتيبة عقبة بن نافع" والذي يتزعمه لقمان أبوصخر في تونس، الخميس، إلى قتل رئيس الحكومة التونسية المؤقتة مهدي جمعة، ووزير الداخلية لطفي بن جدو، والناطق الرسمي باسم الوزارة محمد علي العروي.

واتهمت كتيبة "عقبة بن نافع"، في بيان على موقعها الرسمي، المسؤولين بالتسبب في قتل عناصرها، كما وظفت 3 آيات قرآنية في البيان للدعوة إلى القتال، وفقاً لصحيفة الشروق التونسية.

وبايعت جماعة "كتيبة عقبة بن نافع"، التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، الدولة الاسلامية بزعامة أبوبكر البغدادي، ودعتها "إلى التقدم وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان" والتحرك خارج العراق وسوريا، وفقاً لبيان أصدرته في وقت سابق.

وتطارد تونس منذ نحو عامين مقاتلي التنظيم في مناطق جبلية على الحدود التونسية الجزائرية، خصوصاً جبل الشعانبي الذي يعد معقلاً لهذه المجموعة الإسلامية المسلحة.

و"كتيبة عقبة بن نافع" ليست التنظيم الوحيد الذي يستهدف عملية الانتقال السياسي في تونس، فهناك ايضا جماعة "انصار الشريعة" التي لطالما هددت بتعطيل عمليات الاقتراح في الانتخابات التشريعية التي اقيمت في 26 اكتوبر/تشرين الاول.

وشهدت تونس خلال السنوات الثلاث الماضية بروز جماعات إسلامية متشددة من بينها أنصار الشريعة، التي أعلنتها تونس والولايات المتحدة منظمة إرهابية بعد هجوم استهدف السفارة الأميركية في تونس العاصمة واغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية العام 2013.

وكشف رئيس الوزراء التونسي، الذي تسعى "كتيبة عقبة بن نافع" الى قتله، إن السلطات اعتقلت منذ بداية العام حوالي الف و500 جهادي، مشيرا إلى استعداد حكومته للتصدي للمجموعات الإرهابية في إطار خطة تهدف لإنجاح الانتخابات الرئاسية، المقرر اجراءها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.

وكان التنظيم المتشدد توعد التونسيين في سبتمبر/ايلول بأنه "لن يسمح بالوصول إلى فترة الانتخابات" الرئاسية والبرلمانية، وأكد أن "خلاياه المنتشرة في المدن تنتظر ساعة الصفر لتنفيذ الأوامر".

وتحسبا لأية هجمات، جندت وزارة الداخلية التونسية 50 ألف عنصر لحماية الانتخابات.

وتمكنت تلك القوات من الخروج بالاقتراع البرلماني الى بر الامان، لكن تهديد تلك الجماعات المتشددة مازال قائما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وهو التهديد الذي توعدت الحكومة التونسية في اكثر من مناسبة بحصاره.

لكن يبدو ان انشطة الجماعات المتشددة في تونس لا تنحصر فقط في استهداف الحكومة المحلية والفعاليات الانتخابية، ففي 20 اكتوبر/تشرين الاول قال وزير الداخلية لطفي بن جدو لإذاعة "شمس أف أم" الخاصة إن الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش أحبطت عمليات ارهابية تتمثل في استهداف سفراء وتفجيرات بواسطة سيارات مفخخة واغتيالات"، ما اثار حينها مخاوف من تغلغل الخلايا النائمة للجماعات الجهادية في القرى والبلدات التونسية.

وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة يقدر الخبراء الأمنيون عدد الخلايا النائمة التابعة لتلك الجماعات بأكثر من 200 خلية تضم كل خلية ما بين 3 و5 أشخاص.