روسيا تصعد في أوديسا.. 17 قتيلا بضربة من "طائرة استراتيجية"

أصابت صواريخ روسية مبنى سكنيا ومنتجعا بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في ساعة مبكرة، صباح الجمعة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصا وإصابة العشرات، في أحدث هجوم صاروخي دام.

وقالت وزارة الطوارئ الأوكرانية، إن صاروخا أصاب مبنى من تسعة طوابق في بلدة بيلهورود دنيستروفسكي حوالي الساعة الواحدة صباحا (2200 بتوقيت جرينتش الخميس)، متسببا كذلك في اندلاع حريق بمبنى ملحق به يستخدم كمخزن.

ولكن الكرملين نفى اتهامات بأن صواريخ روسية قصفت المبنى في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين "أود أن أذكركم بكلمات الرئيس (فلاديمير بوتين) بأن القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع الأهداف المدنية".

مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات في هجوم صاروخي روسي على أوديسا

من جهته، قال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا، سيرغي براتشوك، إن الصاروخ أطلقته "طائرة استراتيجية" من سماء البحر الأسود"، وفقا لفرانس برس.

وأوضح للتلفزيون الرسمي الأوكراني أن عملية الإنقاذ جارية إذ لا يزال أشخاص تحت الأنقاض بعد انهيار جزء من المبنى، وفقا لما نقلته "رويترز".

وأضاف براتشوك أن صاروخا آخر أصاب منتجعا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم طفل وإصابة شخص آخر.

خسائر روسية

وقتلت القوات الأوكرانية في المنطقة الجنوبية التابعة للقيادة المشتركة لقواتها المسلحة 35 جنديا روسيا وعطلت دبابتين وأربع عربات مدرعة، بحسب بيان عسكري أوكراني على فيسبوك، الجمعة.

وقال حاكم منطقة كريفي ريه، أولكسندر فيلكول، على تلغرام إن "القوات المسلحة الأوكرانية لا تتمسك فقط بخطوط الدفاع، بل تشارك أيضا في عمليات ناجحة تهدف إلى تحرير البلدات المحتلة في منطقة خيرسون من الغزاة". 

وأضاف أن القوات الأوكرانية استعادت بلدة بوتيومكين، وفقا لـ"رويترز".

استعادة جزيرة الثعبان كييف طردت القوات الروسية من جزيرة الأفعى

جاء ذلك بعد أن قالت روسيا، الخميس، إنها قررت الانسحاب من جزيرة الأفعى "كبادرة حسن نية" لإظهار أن "موسكو لا تعرقل محاولات الأمم المتحدة لفتح ممر إنساني يسمح بتصدير شحنات الحبوب من أوكرانيا"، حسب رويترز.

فيما قالت كييف إنها طردت القوات الروسية من الجزيرة الواقعة بالبحر الأسود بعد هجوم بالمدفعية والصواريخ، وأشاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالفوز الاستراتيجي.

وقال في خطابه المسائي عبر الفيديو "إن ذلك لا يضمن الأمن بعد.. إنه لا يضمن بعد أن العدو لن يعود.. لكن هذا يحد بشكل كبير من أفعال المحتلين"، مضيفا "خطوة بخطوة، سنبعدهم عن بحرنا وأرضنا وسمائنا".

وأضاف زيلينسكي "تفوق المحتلين في القوة العسكرية لا يزال واضحا إلى حد كبير، لقد جلبوا ببساطة كل احتياطياتهم لضربنا".

واستعادت أوكرانيا جزيرة الأفعى بعد أسابيع بدا فيها أن الزخم في الصراع المستمر منذ أربعة أشهر يتحول لصالح روسيا.

ويمثل رفع الحصار الروسي عن الموانئ الأوكرانية هدفا أساسيا للغرب، واتهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، روسيا بتعمد نشر الجوع في العالم فيما وصفه بأنه "ابتزاز".

وتنفي موسكو إغلاق الموانئ وتلقي باللوم في نقص الغذاء على العقوبات الغربية التي تقول إنها تحد من صادراتها.

تصعيد في دونباس

ومع تركيز قواتها البرية في منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا، صعدت روسيا من الضربات الصاروخية في جميع أنحاء البلاد في الأسبوعين الماضيين، باستخدام صواريخ غير دقيقة تعود إلى الحقبة السوفيتية في أكثر من نصف الهجمات، وفقا لما ذكره أحد القادة العسكريين الأوكرانيين.

ولقي آلاف المدنيين حتفهم منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير فيما تصفه أوكرانيا بأنه عدوان غير مبرر، وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط فيما تسميه "عملية خاصة" للتخلص من القوميين الخطرين، وفقا لرويترز.

وفي دونباس، قالت السلطات الأوكرانية، إنها تحاول إخلاء من تبقى من السكان من مدينة ليسيتشانسك حيث تعتقد أن نحو 15 ألف شخص ما زالوا هناك.

وتحاول القوات الروسية تطويق المدينة منذ استيلائها على سيفيرودونيتسك، الواقعة على الجهة المقابلة من نهر سيفرسكي دونتس، الأسبوع الماضي بعد معارك شرسة استمرت أسابيع.

وصرح الحاكم الإقليمي، سيرغي غايداي، للتلفزيون الأوكراني بأن المدفعية الروسية قصفت المدينة من اتجاهات مختلفة بينما اقترب الجيش الروسي من عدة جهات.