زلزال أفغانستان: الحداد يُخيم على الشوارع

"وصلت إلى الموقع طائرتان هليكوبتر، لكن ليس من الواضح ماذا يمكن لهما القيام به غير نقل الجثث"، كانت تلك العبارة هي التي استهل بها أحد الأفغان وصفه الموقف الحالي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مخلفا مئات القتلى.

ووقعت تلك الهزة الأرضية العنيفة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، مما أدى إلى انهيار المنازل وسحق من كانوا نائمين داخلها.

واستخدم المنقذون جميع ما لديهم، حتى أنهم حفروا بالأيدي لعدم وجود أدوات للحفر، وذلك إذا تسنى لهم الوصول إلى الأماكن المتضررة من الزلزال. فالمناطق الريفية شرقي أفغانستان ليست بالمكان الذي يسهل التنقل فيه. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا عندما تتضح الصورة أكثر للموقف الحالي.

وقال أحمد نور، مواطن أفغاني: "وقع الزلزال في الواحدة والنصف صباحا. كنت خائفا، وخرجت للبحث عن أصدقائي الذين فقد بعضهم ذويهم وأقارب لهم بينما نجا البعض الآخر، لكن منازلهم انهارت".

وأضاف: "يمكنك سماع صافرات سيارات الإسعاف في كل مكان. كما تحدثت مع الكثيرين الذين غلبهم الإحباط جميعا بعد أن فقدوا أحبائهم وأصبحوا في موقف بائس".

ووصف شهود عيان الموقف الحالي بعد الزلزال المدمر في أفغانستان بأنه "في كل شارع تذهب إليه تجد الناس في حداد بعد أن فقدوا ذويهم".

وأظهرت صورة التقطتها عدسات بي بي سي فتاة صغيرة - ثلاث أو أربع سنوات - تقف أمام منزل شبه منهار. وبدت الفتاة في حالة ذهول بينما لم يتضح بعد ماذا حدث لأسرتها. ولا تزال بي بي سي في محاولات للاطمئنان عليها وما إذا كانت تتلقى الرعاية المناسبة.

وسافر أليم وفا، 49 سنة، إلى ولاية ولاية باكتيكا، إحدى أكثر الولايات الأفغانية تضررا من الزلزال، لمساعدة العالقين هناك.

وقال وفا: "لا يوجد عمال إغاثة تابعون للحكومة، لكن الناس في المدن والقرى المجاورة جاءوا للمشاركة في جهود الإنقاذ".

وأضاف: "وصلت صباح اليوم، وعثرت وحدي على 40 جثة. أغلبهم من الشباب، وأطفال صغار جدا".

وتواجه أفغانستان الكثير من الصعوبات والأزمات على مختلف المستويات، فالفقر متفشي بين سكانها علاوة على الصراعات التي عانت منها البلاد على مدار عقود من الزمن.

واستولت حركة طالبان على السلطة في البلاد العام الماضي، وهو ما أدى إلى قطع المساعدات المالية التي كانت تحصل عليها أفغانستان لغرض التنمية من جانب عدد من دول العالم.

ولا يبدو أن قطاع الخدمات المتهالك في البلاد سوف تكون لديه القدرة على تلبية المتطلبات التي تحتاجها البلاد لاجتياز كارثة الزلزال.

وقال طبيب في حي غايان في ولاية باكتيكا: "الأطباء وطواقم التمريض من بين الضحايا".

وأضاف: "لم يكن لدينا طواقم عمل ومنشآت كافية قبل الزلزال، والآن دمر الزلزال القليل منها الذي كان لدينا. ولا أدري كيف بقي الكثير من زملائنا على قيد الحياة".

وتحاول منظمات الإغاثة المساعدة لكن صعوبة الاتصالات وتوصيل إمدادات مياه الشرب إلى المناطق المتضررة يزيد من التحديات التي تواجهها تلك الجهات التي تركز على توصيل إمدادات طعام، والأدوية، ومستلزمات الإيواء العاجل لمن يحتاجون إليها.

وقال سام مورت، مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف): "أحضرنا طواقم العمل المتنقلة المتخصصة في الصحة والتغذية إلى الأحياء المتضررة لتوفير الإسعافات الأولية للمصابين".

وأضاف: "لدينا أيضا شاحنات المساعدات وهي في طريقها إلينا محملة بإمدادات تحتوي على أدوات للنظافة وبطاطين وخيام وأغطية بلاستيكية. ولكن هطول الأمطار مستمر، مما يضيف المزيد من التعقيد إلى جهود الإنقاذ".

وتابع: "بالطبع، يتم كل ذلك على خلفية تلك المجتمعات التي تعاني الجوع، والفقر، والمرض، والجفاف".