ماذا يعني سقوط ماريوبول لروسيا وأوكرانيا؟

أصبحت مدينة ماريوبول الأوكرانية الآن في أيدي القوات الروسية، بعد أكثر من شهرين من القتال العنيف والقصف المستمر الذي دمر مساحات شاسعة من المدينة وقتل الآلاف من المدنيين.

لعدة أشهر، احتفل الأوكرانيون بالعدد القليل من الجنود الذين تمكنوا من منع وقوع المدينة في أيدي الروس، على الرغم من القصف شبه المستمر وكثافة القوة النارية الروسية.

وبات مصنع آزوفستال للصلب آخر معقل مقاومة للأوكرانيين في المدينة ماريوبول، تحت سيطرة الجيش الروسي الكاملة مساء الجمعة في حين تقصف المدفعية الروسية بكثافة منطقة دونباس شمالا.

لماذا ركزت روسيا بقوة على ماريوبول؟

تقع ماريوبول بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، ومنطقة شرق أوكرانيا المسماة دونباس، التي كان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون على الكثير منها بالفعل. يدور معظم القتال الحالي في منطقة دونباس.

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "استقلال" جيبين هناك قبل الغزو الشامل لأوكرانيا، وهما دونيتسك ولوغانسك، وتقع ماريوبول بينهما.

ويرى خبراء أن الاستيلاء على ماريوبول هو جزء من الحملة  الروسية في الجنوب والجنوب الشرقي لأوكرانيا لربط المناطق التي تسيطر عليها موسكو بشكل أساسي.

من خلال السيطرة على ماريوبول، عززت روسيا جسرها البري إلى شبه جزيرة القرم وتسيطر الآن على الشاطئ الشمالي لبحر آزوف بأكمله.

ماذا يعني سقوط ماريوبول لأوكرانيا؟

على المدى القصير، تم عزل الجنود الأوكرانيين في ماريوبول عن بقية القوات المسلحة الأوكرانية لعدة أشهر، حيث قُدر أن بضعة آلاف فقط قد تركوا في المدينة عندما تمكن الروس من محاصرة مصنع آزوفستال، حيث تسعى كييف لعودة هؤلاء الجنود عبر عمليات تبادل أسرى. 

أما على المدى الطويل، فقد كانت ماريوبول مركزا اقتصاديا مهما لأوكرانيا بسبب وضعها كمدينة ساحلية. في زمن السلم، تعد المدينة من المواقع الرئيسية لتصدير الصلب والحبوب الأوكرانية.

وقال العقيد المتقاعد في القوات الخاصة الأميركية الذي درب القوات الأوكرانية ليام كولينز للإذاعة الوطنية الأميركية إن هذا الوضع تغير بالفعل بسبب الحرب، لأن سقوط ماريوبول يعني أنها لن تكون قادرة على المساهمة في المجهود الحربي.

وأضاف كولينز أن التأثير الأكبر سيحصل في حالت كانت هناك تسوية من أجل انهاء الصراع تنتهي بتقسيم جزء من أوكرانيا، على الرغم من كييف رفضت في وقت سابق القيام بذلك بعد عامي 2014 و2015 عندما احتلت موسكو شبه جزيرة القرم. لكن مع ذلك تبقى كل الاحتمالات قائمة وفقا لكولنز.

إذا احتفظت روسيا بماريوبول لفترة طويلة، فهذا يعني أنها ستحرم أوكرانيا من الوصول إلى بحر آزوف، وسيؤدي ذلك إلى الإضرار بالموارد المالية للبلاد ويعيق قدرتها على بيع وشحن منتجاتها.