اتهام السلطة بـ«تسليم العدين للقاعدة».. مئات الإرهابيين يجولون بسياراتهم مدينة مترامية في غياب «دولة»

صعَّد القاعدة، الاثنين، تحركاته وهجماته باتجاه مدينة العدين ومديرياتها. وأعاد مسلحوه السيطرة على المدينة «العدين» ومديرية «الفرع» التابعة لها، بحسب ما أفاد "خبر" للأنباء، مصدر أمني في وقت سابق. وفي الأثناء، أفادت المعلومات بأن أطقماً وسيارات محملة بمسلحي القاعدة تحركت من العدين باتجاه مدينة إب عاصمة المحافظة.

وأكدت لوكالة "خبر"، مصادر محلية في مديرية الحزم التابعة للعدين إدارياً، أن القاعدة أقام نقطة في «الصلبة»، مفرق الحزم، لتكون ثالث مديرية تحت سيطرة مسلحي القاعدة. وعملياً، فإن المئات من عناصر التنظيم الإرهابي، يتواجدون في مناطق جبلية ومحليات تابعة لمديرية الحزم منذ أشهر، وتزايدت أعدادهم الأشهر الأخيرة، إثر تسللهم، جماعات، من أبين خلال العملية العسكرية في أبين وشبوة.

وصدرت اتهامات تحمّل السلطتين، المركزية والمحلية، المسئولية وراء تغوُّل القاعدة وعودة مسلحيه في مديريات ومحليات العدين، دون إجراءات لمواجهة الانتشار المُشَاهد والتحرُّكات والهجمات العنيفة المتكررة التي ينفذها القاعدة.

وهاجمت مجاميع مسلحة من القاعدة، مساء الأربعاء، بالتزامن مع انتشار مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين في مدينة إب، مقرات إدارة الأمن، ومبنى المجلس المحلي، وفرع "كاك بنك" بمدينة العدين، وقُتل في الهجمات عدد من الجنود قبل أن يغادر المسلحون، صباح اليوم التالي الخميس.

وتجاهلت السلطات دعوات ونداءات إلى تأمين المدينة من هجمات قادمة ومتوقعة.

ويقول مسئول محلي في العدين لوكالة "خبر": إن السلطات المحلية في المحافظة ومدينة إب، لم تعزز الأمن إثر ذلك الهجوم، ولم تتخذ أي إجراءات لتأمين المدينة من هجمات متوقعة وجديدة.

وأفاد مصدر أمني، بإدارة أمن مديرية العدين التابعة لمحافظة إب (وسط اليمن)، بأن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا، الاثنين، بإحراق إدارة أمن مديرية العدين، بعد سيطرتهم عليها بشكل كامل. موضحاً لـ"خبر" للأنباء، أن مسلحي التنظيم قاموا، أيضاً، بإحراق مقر مبنى المحكمة والنيابة.

وأكد المصدر الأمني، أن سيارات، بمسلحين، تابعة للتنظيم، توجّهت من مدينة العدين صوب مدينة إب.

يأتي ها عقب أن سيطر مسلحو تنظيم القاعدة، الاثنين، على مديريتين بمحافظة إب (وسط اليمن)، بعد انسحاب قوات الأمن بعد الهجوم الذي نفّذه التنظيم في 15 أكتوبر الجاري.

وتقع العدين إلى الغرب من مدينة إب ويصله خط مُعبَّد إلى الجراحي بتهامة الحديدة. كما تتصل المدينة من جهة الجنوب بشرعب تعز التي سيطر مسلحو القاعدة على جبل فيها، الأحد.

وأوضح مصدر أمني لـ"خبر" للأنباء، أن مسلحي تنظيم القاعدة سيطروا، بشكل كامل، على مديريتي العدين وفرع العدين، مشيراً إلى أنهم قاموا برفع العلم بالمجمّع الحكومي التابع لمدينة العدين.

ولفت إلى أن "مسلحي التنظيم قاموا بتفجير منزل زكريا المساوى، وهو ضابط في الأمن ومحسوب على أنصار الله "الحوثيين".

وشدد المصدر الأمني أن "سيطرة التنظيم على المديريتين، جاءت عقب انسحاب الأجهزة الأمنية في تاريخ 15 أكتوبر من مديرية العدين، بعد الهجوم الذي نفّذه التنظيم على العدين وأسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 2 آخرين وعدم تمكنها من العودة بسبب عدم وجود تعزيزات".

ويعتقد أن تواجد عناصر اللجان الشعبية لجماعة "أنصار الله" الحوثيين في مدينة إب، يهدف إلى قطع إمدادات القاعدة من العدين (غرب) إلى جبهة رداع بالبيضاء (شرق) والرضمة والسدة بإب، حيث يخوض الحوثيون والقاعدة مواجهات شرسة خلفت العشرات حتى الآن ومنذ أسبوع تقريباً.

إلى هذا اتهم صحفي يمني، من أبناء حزم العدين بإب، السلطة المحلية في المحافظة (وسط اليمن)، بتسليم مدينة العدين ومديرياتها لتنظيم القاعدة. محملاً السلطة المركزية تبعات تجاهل الخطر المتزايد منذ عدة أشهر لتواجد القاعدة في حزم العدين ومحليات أخرى مجاورة. داعياً إلى التحقيق مع نائب برلماني من حزب الإصلاح دأب على نفي وإنكار أخبار تواجد القاعدة في العدين واتهمه بـ«الدفاع» عن القاعدة.

وقال الصحفي أمين الوائلي، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": «السلطة المحلية في إب بدرجة رئيسة تتحمل مسئولية تسليم العدين ومديرياتها للقاعدة»، مشيراً إلى أنها «هي من تركت المدينة دون حامية ودون حماية دائماً ومنذ أيام تحديداً مع الهجوم الأخير الذي نفذته عناصر القاعدة».

وقال إن «محافظ إب أدلى لوكالة سبأ قبل يومين بتصريح (عنتري)؛ بأن السلطة المحلية ستتخذ كافة الإجراءات بموجب توجيهات الرئيس القائد الأعلى لفرض الأمن والاستقرار..»، وجاء هذا عقب ليلة من استيلاء القاعدة على العدين، الأربعاء.

وتابع الوائلي: «لكن المحافظ والتوجيهات العليا لم تفعل شيئاً ولم تؤمن العدين وتركتها لمئات العناصر المسلحة للقاعدة الذين يجولون مديريات العدين ويتجولون ويقطعون عشرات الكيلوهات وصولاً للعدين نهاراً جهاراً على مرأى ومسمع دون أن تفعل تصريحات (عنتر) إب شيئا».

وأضاف: «جميع من وقف في وجه تأمين مدينة العدين منذ أيام، شركاء مع القاعدة فيما يحدث اليوم في العدين والحزم من عربدة وعنف من قبل المتطرفين».

وقال: «الإصلاح ونوابه الذين جادلوا وكابروا وأنكروا مراراً عبر الإعلام تواجد القاعدة في العدين والحزم ليسوا أبرياء أو بمعزل عما يحدث الآن».

وشدد: «النائب الإصلاحي محمد ناصر الحزمي، يجب أن يطلب للنيابة العامة عن تأييده للقاعدة».