"ذي ايكونوميست" البريطانية: الهدنة في اليمن استراحة محارب والسلام بعيد المنال

قالت صحيفة ذي ايكونوميست البريطانية، إن الهدنة التي أعلن عنها في اليمن في الثاني من أبريل الجاري، لن تصمد طويلاً وإنها قد تكون مجرد استراحة "محارب" قبل جولة أخرى من القتال.

وأفادت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أنه بالرغم من أن الهدنة منحت اليمنيين بعض الراحة خلال عطلة رمضان، والتي يأمل بعض الدبلوماسيين في أن يتم تمديدها وأن تؤدي إلى سلام أكثر ديمومة، إلا أن هذا السلام يبدو بعيداً، فالمجلس الرئاسي الذي أعلن عن تشكيله عقب مشاورات الرياض التي رفض الحوثيون حضورها، يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة، إما لمحاربة الحوثيين بشكل فعال أو للتوسط في اتفاق سلام، بحسب الصحيفة البريطانية التي أفادت أن فرص نجاح المجلس ضئيلة، إذ إن أعضاءه لا يحبون بعضهم البعض ولا يمكنهم الاتفاق على الكثير.

واعتبرت تقديم السعوديين للمجلس على أنه أمر واقع يشير إلى أنهم متشوقون لإيجاد مخرج سريع من حرب مدمرة، مؤكدة أن هذا الأمر الذي وصفته بالصفقة لن ينشئ دولة يمنية حقيقية وأن هذه الدولة تبدو أبعد من أي وقت مضى.

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبيرغ "هذه لحظة ثمينة ومحفوفة بالمخاطر". ونادرا ما يصمد وقف إطلاق النار إذا لم يتم دعمها بإحراز تقدم على المسار السياسي.

وقد أمضت الأمم المتحدة سنوات في مهادنة الحوثيين وحكومة هادي لتقاسم السلطة. لكن ذلك الجهد كان محكوما عليه بالفشل منذ البداية. فقد كان هادي أضعف من أن يكون مفاوضا ناجحا، وبالتالي، لم ير الحوثيون سببا وجيها للتفاوض، معتقدين أن بإمكانهم كسب صفقة في ساحة المعركة أفضل من الدبلوماسية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن قلة من اليمنيين يؤيدون رئيسهم (المخلوع)  هادي، الذي كان من المفترض أن يخدم فترة انتقالية لمدة عامين لكنه بقي لعقد من الزمن، إلا أنه كان محاطا بدائرة صغيرة من الأقارب والأصدقاء، وأدار حكومة في المنفى كانت فعالة جدا في سرقة الأموال أكثر من أي شيء آخر.

وذكرت الصحيفة أنه يوم 6 أبريل كان هؤلاء القادة اليمنيون في الرياض لإجراء محادثات سلام للمساعدة في إنهاء حرب اليمن. لكن لم يكن هناك الكثير للنقاش، فقد رفض الحوثيون الحضور، قائلين إنهم لن يتحدثوا إلا في بلد محايد. وبدلاً من ذلك، أصبح مؤتمر السلام مكانا لتنفيذ مكائد القصر الملكي، بحسب الصحيفة. 

وكما يروي العديد من اليمنيين، حرم المسؤولون اليمنيون في الرياض من هواتفهم المحمولة، ووضِعوا في غرف منفصلة، وأمر السعوديون هادي بالتنازل عن السلطة لمجلس من ثمانية رجال، وأعلنوا استقالته ومن ثم أبلغوا الرجال الثمانية بترقياتهم غير المتوقعة.

وأشارت الصحيفة إلى انه على عكس هادي، فإن العديد من أعضاء المجلس الجديد يمارسون نفوذاً على الأرض، كما أن المجلس الجديد يحتضن مكونات لها رصيد طويل من العداوات والصراع فيما بينهم ويتصادمان بشكل متكرر: حزب الاصلاح الاسلامي، والمجلس الانتقالي الجنوبي.

واعتبرت الصحيفة الخطوة التي تم بموجبها تشكيل المجلس الرئاسي بمثابة حرص سعودي على إنهاء الحرب، في ظل التكاليف المالية وتكاليف السمعة، وتعرّض المملكة لهجمات الحوثيين الدقيقة بشكل متزايد عبر الحدود.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الخروج لحفظ ماء الوجه للسعوديين لن ينهي الحرب الأهلية التي سبقت فترة طويلة تورط الأجانب، الأمر الذي سيتطلب إجماعا بين مجموعة كبيرة من الجماعات المسلحة، بما في ذلك الحوثيون المدعومون من إيران، مرجحة أن اليمن سيواصل تفككه المطرد.

حيث سيسعى الجنوب، المدعوم من الإمارات، إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي، فيما سيحاول الشمال التفاوض على اتفاق غير مناسب لتقاسم السلطة، في مقابل بقاء أجزاء من البلاد غير خاضعة للحكم.