محللون يُعلّقون على خطاب زعيم الحوثيين الأخير

قال المحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري: " إن رؤية جماعة الحوثيين للقضية الجنوبية «لم تكن واضحة» منذ انخراطها في العملية السياسية الانتقالية عبر مفاوضات الحوار الوطني التي جرت العام الماضي.

وقال في تصريح لصحيفة "الاتحاد الاماراتية" : «بينما نسمع دعوات من داخل الجماعة تؤيد حق الجنوبيين في تقرير المصير تتعالى أصوات أخرى تدعم الوحدة الوطنية وترفض الانفصال».

واعتبر أن الحوثي أراد بخطابه إيصال رسالة إلى زعماء المعارضة الجنوبية، خصوصاً نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، مفادها أن الجنرال علي محسن الأحمر، الذي يتهمه خصومه بالاستيلاء على أراض واسعة في الجنوب وتغذية التطرف الديني في البلاد، «قد سقط» بفراره إلى المملكة العربية السعودية أواخر الشهر الماضي.

ومن جانبه قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث ومركزه صنعاء، عبدالسلام محمد، للصحيفة ذاتها:" إن الحوثي بخطابه «يقدم نفسه كسلطة دينية أكبر من الدولة ووصيا على الحكومة» المقبلة، كما أنه «يسعى إلى ملئ الفراغات السياسية والعسكرية بعد سيطرته على صنعاء بفرض الأمر الواقع».

وذكر أن زعيم الحوثيين يهدف من خلال الدعوة إلى تصحيح أوضاع المؤسستين العسكرية والأمن إلى «إحكام قبضته على الجيش وتحويله إلى حرس ثوري»، معتبرا أن الدولة في اليمن «باتت تحت وصاية جماعة الحوثيين منذ سقوط العاصمة صنعاء وتوقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية».

وكان عبدالملك الحوثي قد دعا زعماء المعارضة الجنوبية المتواجدين في الخارج للعودة إلى صنعاء «معززين مكرمين» من أجل «معالجة» قضية الجنوب و«الوصول إلى الحل العادل في الإطار الداخلي وليس الخارجي».

وقال: «نمد أيدينا لأخوتنا الجنوبيين لنكون إلى جانبهم ونقف معهم بالعدل لحل القضية الجنوبية التي لا يمكن تجاوزها وتمييعها».

وأضاف: الظروف اليوم مهيأة وأحسن من أي وقت مضى لحل المشكلة الجنوبية»، محذرا من وجود تآمر على القضية الجنوبية من أطراف جنوبية ومن «بعض القوى الدولية والإقليمية» التي قال إنها عمدت مؤخرا إلى «تحريك الملف الجنوبي».

ولفت إلى أن «هناك حالة اختراق كبير في المؤسسة الأمنية والعسكرية وفي مفاصل مهمة»، مشيرا إلى «خلل في الإرادة السياسية في التعاطي مع الاختلالات» داخل مؤسستي الجيش والأمن.