شددت: العودة إلى المبادرة".. الخليج الإماراتية تحذر من سقوط الدولة أمام القاعدة وتحول اليمن إلى "بؤرة تكفيرية"

تحذيرات واسعة من الوقوع في هاوية سقوط أو فشل الدولة في اليمن، أو الهزيمة أمام حشود تنظيم القاعدة الإرهابي المتأهبة "ما يفتح بؤرة ظلامية تكفيرية في جنوب جزيرة العرب"، أطلقتها صحيفة "الخليج" الإماراتية، في افتتاحيتها السبت، مهيبة بعودة سريعة إلى "أفق المبادرة الخليجية" التي تقودها المملكة العربية السعودية ويرعاها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي بصفة خاصة.

"مطلوب على سبيل الفور تطويق هذه المحنة المخيفة" في اليمن، كما تشدد الصحيفة.

تنبه "الخليج" إلى خطورة التهاون أو إغفال الحالة اليمنية ضمن الحالة العامة وما تشهده المنطقة: "قضايا وعناوين المنطقة تتوالى فصولاً، ثم تحتشد في الوقت نفسه وكأنها المأساة الصماء، وعلى صوت الحكمة والعقل، في أفق الحالة العربية الراهنة، أن يتحرك نحو التصويب في ضوء هذين الدليلين: لا عنوان ينسي الآخر أو قضية تلغي الثانية، والخطر إنما هو عام ومتربص ومحدق، فلا سبيل إلى التهاون والتأجيل إزاء أولويات ترتبط ببعضها بعضاً إلى هذا الحد، وإلى حد انعدام القدرة، لأسباب موضوعية، على ترتيب الأولويات".

وفي الأولويات المطلقة ، تتابع الافتتاحية، اليمن الذي اصبح "المثال الحي للغفلة والتجاهل وعدم المبالاة من أهله ومن العرب كأمة تنتمي، في جذورها، إلى هذا الوطن العربي الصميم".

وتسترسل الجريدة الإماراتية: "تكالبت قوى الشر على اليمن، ما أصبحت معه السياسة اليمنية محل تجاذبات الخارج أكثر من أي شيء آخر، وما حول الساحة اليمنية إلى ساحة سجال دموي مدمر بدلاً من أن تكون ساحة حوار وبصيرة وحكمة"

مؤكدة أن "أوضاع اليمن، بعد كل تلك المخاضات والإرهاصات، تعود إلى محطتها البدائية الأولى لا نقطتها المبدئية نحو صعود أو تحليق آمن إلى الغايات النبيلة الرفيعة التي يستحقها شعب اليمن الشقيق العريق"

وفي ضوء ذلك "ولأن الحكمة يمانية، ولأن طريق النجاة من هذا الضياع المؤكد واحد ينبثق من الحكمة ويؤدي إليها" تؤكد افتتاحية الخليج: "لا بد للأشقاء اليمنيين من العودة إلى طاولة الحوار الجاد والحقيقي في أفق المبادرة الخليجية التي انطلقت قبل سنوات بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي ما تزال تمتلك، من داخلها، أسباب الحيوية والبقاء، وتعد صالحة للقاء والاتفاق على كلمة سواء خصوصاً وهي تحظى برعاية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين".

الافتتاحية التي جاء عنوانها "اليمن والدولة الوطنية"، السبت 11 أكتوبر، تشدد أنه "لا حل لليمن أو خروج من المأزق المعقد الحاضر إلا باللجوء الواعي إلى خيار الدولة الوطنية التي تجمع تحت مظلتها الوارفة اليمن بكل فئاته وطوائفه وقبائله وأحزابه، ويستوعب كل ذلك النسيج في صيغة ديمقراطية عصرية تتيح حرية التعبير والمشاركة السياسية بحماية القانون والدستور".

وقالت: "اليمن وطن الجميع، وليس وطن الحوثيين وحدهم أو السلفيين وحدهم أو الإخوان المسلمين أو الليبراليين، ومطلوب على سبيل الفور تطويق هذه المحنة المخيفة التي أتاحت وتتيح الوجود الخارجي بكل أجنداته المريبة خصوصاً الوجود والتأثير الإيراني".

تشدد افتتاحية الخليج أن على اليمنيين" الالتفاف حول فكرة الحوار الوطني، وإتاحة ذلك لكل الاتجاهات والأحزاب من دون إلغاء أو إقصاء أحد" وتخص بالذكر "بمن في ذلك "المنتمين إلى حزب المؤتمر، فحزب المؤتمر ليس علي عبدالله صالح وحده".

تخلص الافتتاحية الى القول: "على اليمن مراجعة واقعه المؤلم نحو تجاوزه، وبالتالي تجاوز الوقوع في هاوية سقوط أو فشل الدولة، أو الهزيمة أمام حشود تنظيم القاعدة الإرهابي المتأهبة، ما يفتح بؤرة ظلامية تكفيرية في جنوب جزيرة العرب،وليس أمام أشقائنا في اليمن إلا حكمتهم التاريخية والحكمة يمانية . ليس أمامهم، كلهم، بشمالهم وجنوبهم، إلا الاصطفاف صفاً واحداً لا يقبل المساومة على اليمن، الدولة الوطنية، والحلم العربي الذي يتجدد ولا يبلى على مر الزمان".