قتيل وعشرات الجرحى في اشتباكات حدودية بين طاجيكستان وقرغيزستان

بشكيك (قرغيزستان) (أ ف ب) – خاض حرس الحدود من قرغيزستان وطاجيكستان مساء الخميس اشتباكات مسلحة في منطقة حدودية حساسة تواجهت فيها الدولتان في الربيع الماضي ما أسفر عن عشرات القتلى.

 

وقُتل مدني طاجيكي خلال الاشتباكات الجديدة فيما أُصيب 11 طاجيكياً (ثلاثة مدنيين وثمانية عسكريين)، بحسب وسائل إعلام الدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى. وأعلن وزير الصحّة القرغيزي من جهته عن إصابة أربعة جنود من قرغيزستان.

وقال حرس الحدود في قرغيزستان في بيان إنّ "أبرز تبادل لإطلاق النار يجري حالياً بين وحدات من حرس الحدود القرغيزية وأخرى من حرس الحدود الطاجيكية في قريتي تورت-كوتشو وتشير-دوبرو. الجانب الطاجيكي يستخدم قذائف الهاون وقاذفات قنابل يدوية" في قصفه للقوات القرغيزية.

وبحسب المصدر نفسه، سمحت المفاوضات بين حرس الحدود مساءً بطرد مواطنين طاجيكيين كانوا يقطعون طريقًا يربط مدينتي باتكين وإسفانا في قيرغيزستان ولكن يمرّ بجزء من الأراضي الطاجيكية.

وأوضح البيان أنّ الطريق أعيد فتحه في وقت لاحق، "لكنّ الوضع ساء بسبب استخدام الجانب الطاجيكي الأسلحة والنيران ضدّ الوحدات الحدودية القيرغيزية".

وبحسب البيان فإنّ إطلاق النار بدأ في الساعة 19,35 (13,35 ت غ) وكان لا يزال مستمرّاً بعد خمس ساعات من ذلك.

من جهته، أعلن وزير الحالات الطارئة في الحكومة القرغيزية إجلاء سكان القرى المجاورة من منطقة النزاع.

ولم تؤدّ محادثتان عبر الهاتف بين مسؤولين في حرس حدود البلدين إلى هدنة، بحسب سلطات قرغيزستان.

وأكّد حرس الحدود القرغيزي في بيان أنّ "العسكريين الطاجيكيين يواصلون إطلاق النار بشكل متقطّع"، متّهمين طاجيكستان بإرسال "أسلحة ثقيلة" وجنود إلى الحدود.

- "قلق شديد" -

من جانبها لم تعلّق طاجيكستان في الحال على هذا التطوّر.

والدولتان منضويتان في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري الذي تقوده روسيا.

وتحدث الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس عبر الهاتف مساءً مع أمين مجلس الأمن الطاجيكي نصرالله مخمود زودا ونظيره القرغيزي مارات ايمانكولوف، للتعبير عن "قلقه الشديد" بشأن الاشتباكات، بحسب بيان صدر عن التحالف.

وفي ربيع 2021 دارت معارك حدودية دامية بين البلدين في منطقة قريبة من حيث اندلعت اشتباكات الخميس. ويومها دارت المعارك قرب فوروخ، الجيب الطاجيكي في قيرغيزستان، وأوقعت نحو 60 قتيلاً.

وإذا كانت وحدات من حرس الحدود في كلا البلدين تتدخّل أحياناً في هذه الصراعات، إلا أنّ المعارك التي دارت العام الماضي كانت الأعنف من نوعها منذ سنوات وأثارت مخاوف من تدهور الوضع إلى نزاع عسكري أوسع نطاقاً.

ولا تزال آسيا الوسطى منطقة حسّاسة حتى بعد 30 عاماً على سقوط الاتحاد السوفيتي.

وشهدت قرغيزستان ثلاث ثورات ومواجهات إثنية منذ العام 2015، بينما سجلت طاجيكستان اشتباكات متفرقة مع الجماعات الإسلامية المسلحة فيما لا تزال تتعافى من الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في مطلع تسعينيات القرن الماضي.