متحدث القوات المشتركة: 3823 لغماً حوثياً نزعتها الفرق الهندسية خلال 5 أيام من قرية حريب

تُشكّل زراعة الألغام تهديدًا مروّعًا لحياة ملايين اليمنيين في خطر صنعه الإرهاب الحوثي إما محلياً بمعاونة خبراء، أو حتى المستوردة من إيران سواء تلك التي يتم زراعتها في البر أو في البحر.

ولم تستثن مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في زراعة الألغام أي مكان: الآبار والجامعات والطرقات والمنازل والمساجد والجبال... مستهدفة البشر والثروة الحيوانية على حد سواء، وأغرقت البحر ومناطق عبور السفن التجارية الدولية لتمثل تهديداً لحركة الملاحة الدولية.

واعتمدت مليشيا الحوثي على زراعة العبوات الناسفة والألغام في محاولة إعاقة تقدم ألوية العمالقة والقوات المشتركة وقوات الجيش والمقاومة في نحو 50 جبهة قتال ميدانية توزعت على مناطق عديدة في محافظات يمنية، بالإضافة لتعمدها استهداف المزيد من الضحايا المدنيين.

وتفننت مليشيا الحوثي ومن ورائها الخبراء الإيرانيون في صناعة الألغام وتمويهها بأشكال متنوعة على "شكل حجارة"، ويقومون بزراعتها في المناطق الجبلية، وعلى شكل "الرمال" تزرع في الصحارى، كما صنعت "عبوات ناسفة وألغاماً" لتتناسب مع المكان التي تزرع فيه وأخرى زرعت على شكل علب بلاستيكية وأكياس غذائية لتحقق أكبر قدر من الخسائر في الأرواح أكانوا من المدنيين أم  العسكريين بل وتعدى ذلك لزراعتها الالغام بجثث مقاتليها غير السلاليين المرمية في جبهات القتال.

وقال متحدث القوات المشتركة العقيد وضاح الدبيش، في تصريح لوكالة خبر، إن الفرق الهندسية قامت بنزع 3823 لغما وعبوة ناسفة خلال خمسة أيام بمعدل تقريبي لغم لكل 3 أمتار في قرية حريب فقط التابعة لمحافظة مأرب.

وأشار إلى أن المليشيا زرعت الألغام في كل مكان، حتى في منازل المواطنين ومراحيض الحمامات ومنابر ومحارب المساجد وداخل المدارس، في أبشع جريمة ‏لم تشهد البشرية مثلها.

وقال خبراء متخصصون، إن الألغام الحوثية المزروعة أغلبها حديثة، والمواد الداخلة في تركيبها والقطع التي تتكوّن منها صنع إيراني، والغام أخرى يقوم خبراء في الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني بـ"تطويرها وتحويلها من ألغام مضادة للدروع إلى ألغام فردية".

وزرعت مليشيا الحوثي الإرهابية قرابة  مليوني لغم وعبوة ناسفة في نحو 15 محافظة يمنية، حيث تتباين أنواعها ما بين المضاد للمركبات والأفراد، والألغام البحرية، وغالبيتها قادمة من الخارج، وألغام أخرى محلية الصنع، وجميعها تم تحديثها لتنفجر مع أقل وزن، حاصدة أرواح  آلاف اليمنيين بالإضافة إلى إصابة عشرات الآلاف وتسببت في اعاقات الكثير منهم وبتر اقدامهم.

المشروع السعودي «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، أعلن الأسبوع الماضي أنه تمكن من نزع 303279 لغماً وذخيرة حية غير منفجرة زرعتها مليشيا الحوثي، منذ تأسيسه في يونيو/حزيران 2018 حتى بداية الشهر الجاري. منها أكثر من 100 ألف لغم مضاد للدبابات، و4 آلاف لغم مضاد للأفراد، وأكثر من 6 آلاف عبوة ناسفة زرعها الحوثيين.

وقدّر المشروع، في تقارير سابقة له، عدد ضحايا الألغام في اليمن بنحو 10 آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال، مشيراً إلى صعوبة الوصول إلى رقم حقيقي، لأن الحوثيين لا يزالون مستمرين في زراعة الألغام.