"زلزال سياسي" في لبنان.. صدمة بعد قرار الحريري وترقب لتبعات الموقف

حسم زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري قراره، وفي خطاب متلفز ممزوج بالدموع أمره معلنا تعليق عمله في الحياة السياسية، وعزوفه عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة، مؤكدا أنه لن يتقدم "بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار".

وقرار الحريري كان متوقعاً، فالتسريبات استبقت كلمته، ومع ذلك شكل صدمة لقاعدته الشعبية وخصومه وحلفائه على حد سواء، هو الذي أكد أن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وخطوة رئيس الحكومة السابق تأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة سياسية واقتصادية ومالية حادة ضربت البلد منذ عام 2019، دفعته إلى اعلان استقالته في ذات العام استجابة لمطالب الثوار، فبعد 17 عاماً من العمل السياسي أمضاها الحريري بين مد وجزر، تحالفات وخصومات، وصل في النهاية إلى إعلان قراره بخطاب مقتضب يحمل في طياته الكثير.

وفي عام 2005 وجد الحريري نفسه مضطرا إلى خوض المعترك السياسي بعد اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، واليوم يجد نفسه مضطرا إلى الابتعاد عن الساحة مشيرا إلى أن "مشروع رفيق الحريري يمكن اختصاره بفكرتين: أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة أفضل للبنانيين. نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية"، لافتاَ إلى أن "منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها".

وأعلن الحريري أن "هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الأخوة.. هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم. لكن الأساس، أن الهدف كان وسيبقى دائما تخطي العقبات للوصول إلى لبنان منيع في وجه الحرب الأهلية، ويوفر حياة أفضل لكل اللبنانيين".

خلفيات القرار

قرار الرئيس الحريري يأتي قبل أشهر من الانتخابات البرلمانية المحدد تاريخ إجراؤها في أيار المقبل، والتي ينظر إليها البعض كفرصة لإحداث تغيير في المشهد السياسي، لاسيما بعد اندلاع الثورة والنقمة الشعبية على الطبقة الحاكمة التي أوصلت البلد إلى الانهيار على كل الأصعدة.

نائب رئيس "تيار المستقبل" في لبنان، النائب السابق مصطفى علوش اعتبر أن "أسباباً متعددة دفعت الرئيس الحريري إلى اتخاذ قراره منها ما هو محلي، إقليمي ودولي، لكن الأساس هو عدم القدرة على انجاز أي شيء مفيد للناس على مدى 16 سنة".

وأكد علوش في حديث لموقع "الحرة" أن "الرئيس الحريري كان واضحاً في كلامه، ألا وأنه علّق مشاركته وتيار المستقبل في الحياة السياسية، لكن من الناحية الاجتماعية سيستمر بالعمل، لكن بلا شك أن ذلك سيؤدي إلى وضع شديد الصعوبة لتيار المستقبل على الأرض، إذ على الأقل من الآن حتى الانتخابات القادمة تيار المستقبل غير موجود لا ترشيحاً ولا انتخاباً".

كذلك اعتبر النائب سمير الجسر أن قرار الرئيس الحريري  "لم يأت من ترف"، بل كما قال لموقع "الحرة" فإن "هناك قناعات تشكلت أنه حتى لو ربحنا الانتخابات لا يمكننا القيام بشيء، فبين الائتلافية والميثاقية يعطّل البلد، وصلنا إلى طريق مسدود نضحي ونرضى بتسويات من دون نتيجة".

وفيما إن كان النائب وليد البعريني مع قرار الحريري قال إن "المقاربة التي قام بها لمجريات الأمور منذ عام 2005 تثبت أن قراره صائب، ونتمنى أن يكون مؤقتا كون غياب تيار المستقبل عن الساحة السياسية سيؤدي إلى ضرر كبير، وأكبر دليل أن هناك ضياع في الشارع العام والشارع السياسي"، وعن تصويب الحريري على النفوذ الإيراني قال "الواضح أمام الرأي العام أن النفوذ الإيراني أحدث خللاً واحباطاً في لبنان المعروف بتوجهه العربي".

وأكد البعريني لموقع "الحرة" أن "قرار الحريري فردي، فهو يريد استجماع قوته، كما أن لديه ملل مما حصل منذ 2005، إذ لا يعتبر أنه حقق انجازاً للبلد سوى أنه جنبه اهدار الدم، حيت تنازل لمنع الصدام"، أما النائب رولا الطبش فقالت "نحن الآن أمام لحظة ومنعطف تاريخي كبيرين، والسؤال الذي يطرح اليوم إلى أين يتجه لبنان".

من جانبه قال منسق الإعلام في تيار "المستقبل" عبد السلام موسى "كنا في أجواء قرار الرئيس الحريري، وهو فعل أخلاقي مفقود عند كثر ممن يتعاطون السياسة في البلد، وقد اتخذه في محاولة منه للعودة إلى النقطة التي ابتدأ منها الرئيس الشهيد رفيق عمله، وليس من جهنم التي أوصلنا إليها عون وحزب الله، كما أنه لا يرى أي  جدوى من الانتخابات النيابية القادمة كونها لن تؤدي إلى أي تغيير في المشهد".

البلد كما قال موسى لموقع "الحرة" "أمام مشهد جديد منذ ثورة 17 تشرين، المنطقة يعاد تركيبها، عواصف كبيرة داخلية وخارجية تهب عليها، والرئيس الحريري اتخذ قراراً حكيماً بعد تبصر ومراجعة للسنوات الماضية". 

أما المحلل السياسي جوني منير فاعتبر في حديث لموقع "الحرة"  أن "أسباباً عدة دفعت الرئيس الحريري إلى تعليق مشاركته في الحياة السياسية فندها في كلمته" لافتاً إلى أن "الحريري قبل بالتسويات منعاً للحرب الأهلية، فإذاً ما دفعه إلى اتخاذ قراره الذي أعلن عنه اليوم هو حرصه على عدم سقوط دم في المرحلة الراهنة".

بدوره اعتبر الصحافي مجد بو مجاهد أن القرار الذي اتخذه الرئيس الحريري "هو عزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، وتعليق المشاركة في الحياة السياسية بمعناها التقليدي، ما يعني أنه لن يكون هناك مرشحين لتيار المستقبل بصفة سياسية للانتخابات أو مشاركة حكومية في المدى المنظور. لكن هذا لا يعني انسحاب الحريري من السياسة أو اعتزاله الحياة السياسية أو حل تيار المستقبل، فما قاله الحريري هو موقف سياسي وليس وداعاً سياسياً".

وعن تصويب الحريري على النفوذ الإيراني، قال بو مجاهد لموقع "الحرة" "أعطى الحريري أكثر من فرصة لخصومه في السياسة من خلال تسويات أو تنازلات لم تؤد إلى نجاح، بل على العكس أدت إلى مزيد من الإنهيار المتدحرج والفشل. وهذا ما انعكس سلباً عليه. من هنا الاشارة إلى واقع تعطيلي في البلد مارسه محور الممانعة".

وشبّه الصحافي محمد نمر خطاب الحريري "بزلزال في الحياة السياسية اللبنانية، وقد وجه الحريري صفعة للطبقة السياسية في لبنان بعد 17 عاماً من العمل السياسي معها، حيث تبين كل مرة أنها لا تتقن سوى فن التعطيل وضرب الدستور والبلد واقتصاده".

كان الحريري واضحاً في خطابه كما اعتبر نمر عندما أشار بالتحديد إلى النفوذ الإيراني في البلد، "وبالتالي حمّل إيران مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان، كما كان واضحاً في استخدام كلمة تعليق العمل السياسي ما يعني أنه لم يعتزل السياسة، لكن في هذه المرحلة هو سيبتعد عن الواجهه السياسية والانتخابية تحديدا ويبتعد عن الكراسي ويترك للآخرين خصوصاً لمن يدعون أن لديهم الخطة والحل بأن يقوموا بهذا الواجب... فليتفضلوا يفرجونا، كما كان واضحاً ايضا أن الحريري لن يترك فرصة بأن يكون حاضراً لمنع أي حرب أهلية في البلد كما فعل طوال ١٧ عاما وهو سيعود الى المواطنين للوقوف الى جانبهم في محنهم كما كانت عادة وكما كان الرئيس الشهيد".

خطاب الحريري بحسب ما قاله نمر لموقع "الحرة" "ينسجم مع الواقع اللبناني، فالحريرية تشبه الدولة دائماً، لبنان اليوم على شفير التفكك بسبب السيطرة والسطوة الإيرانية وبسبب القرار الذي يخطفه حزب الله في كل صغيرة وكبيرة، يضرب فيه المؤسسات الدستورية، ومنذ 2005 خاض الحريري أكثر من معركة سياسية واستخدم كل الأساليب منها المواجهة ما بين 2005 و2011 ودفع وحيداً دماً ثمن المواجهة، من رفاقه وسام الحسن، وليد عيدو، وغيرهما، فيما الباقون كانوا يبحثون عن تغيير هوية لبنان".

ثم انتقل الحريري كما قال نمر إلى خيار آخر "هو خيار الابتعاد ومن ثم خيار التسوية، كل الخيارات الممكنة في السياسة استخدمها مع هذه الطبقة السياسية من أجل أمن البلد واقتصاد البلد لكن دائماً كان يصطدم بتعنت الأطراف السياسية الأخرى وبحزب الله الذي لا يريد سوى تنفيذ الأجندة الإيرانية، وبقوى سياسية تبحث عن محاصصة وكرسي هنا وكرسي من هناك".

تداعيات القرار

وعن تداعيات قرار الحريري على الانتخابات النيابية اعتبر علوش "لاشك أن اللبنانيين سيختارون ممثليهم، لكن نسبة المشاركة في الانتخابات ستنخفض، ما يفتح الباب إما أمام أصحاب المال أو المتطرفين أو جماعة حزب الله للأخذ أكثر فأكثر من ساحة تيار المستقبل".

كما اعتبر الجسر أن لقرار الحريري تداعياته شارحاً "التيار خط اعتدال، لعب دوراً كبيراً في استقرار البلد، نعم فشل في أماكن معينة، لكن من ناحية أخرى نجح لاسيما وأنه وقف في وجه الفتن الطائفية والمذهبية"، في حين شددت الطبش في حديث لموقع "الحرة" على أن "غياب التيار عن لبنان له تداعيات، المرحلة ليست سهلة، وأبواب تيار المستقبل والرئيس الحريري ستبقى مفتوحة أمام الناس، والعمل السياسي له نظرة جديدة اليوم".

من جانبه قال موسى "علينا رصد ردود الفعل، لكن من الواضح أن خطوة الرئيس الحريري أدت إلى صدمة في المشهد الداخلي والارتباطات المحيطة به، فقبل الاعلان عن قراره كان هناك تهيب كبير، وبعد الإعلان عنه نشهد على صدمة داخلية وخارجية ومواقف تنصف سعد الحريري واعتداله ومواقفه من أجل البلد".

وأشار موسى إلى التسويات التي ارتضى بها الحريري من دون أن توصل إلى أي نتيجة لا بل كما قال "بات يصنف على أنه كبقية السياسيين، فمن وقف خلف مؤتمر سيدر كي لا يصل البلد إلى الإنهيار، ومن قام بتسوية لإنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية بعد سنتين ونصف السنة، أصبح يشبه بحسن نصر الله الذي أطلق يد إيران في لبنان، وقتل لبنانيين في 7 أيار، وحارب في سوريا وسفك الدماء، وأخذ لبنان الى الاشتباك مع عمقه العربي".

أما  منيّر فأجاب إلى أنه "يجب مراقبة من سيملأ الفراغ في الساحة السنية أولاً، لكن من المؤكد أنه سيرفع من منسوب الاحتقان، كما أنه من الواضح أن هناك اتجاهاً  للضغط على حزب الله في لبنان".

بعد قرار الحريري رجّح بو مجاهد سيناريوان: "إما المقاطعة الانتخابية شبه الكاملة من قبل مناصري تيار المستقبل للانتخابات، وإما دعم مرشحين معيّنين، إذ يمكن لرؤساء الحكومات السابقين أن يضطلعوا بدور في توجيه الناخبين السنة الذين يدعمون الحريرية السياسية للتصويت لمصلحة وجوه تغييرية أو دم جديد. لكن حتى اللحظة مسألة إمكان اضطلاع الرؤساء السابقين بدور في مواكبة العملية الانتخابية من عدمها، لا تزال خاضعة للنقاش ولم تحسم حتى الآن".

وأضاف بو مجاهد "نحن أمام إعادة تموضع جديد. كلّ حزب سياسي سيعيد ترتيب أوراقه بعد إعلان الحريري تعليق مشاركته انتخابياً. فهناك قوى سياسية لم تكن تتوقع هذا القرار وتبني خطتها الانتخابية على أسس أخرى. وقد أصبحت مضطرة الآن الى تعديل صيغة وطريقة خوضها للاستحقاق الانتخابي على الصعيد التحالفي أقلّه".

وأشار بو مجاهد إلى أن "القوى السياسية باتت في حالة ترتيب أوراق سياسية. وهناك علامات استفهام في الأصل حول إذا كانت الانتخابات ستحصل فعلياً في موعدها المحدّد. وهناك أكثر من تفصيل يطرح محاذير حول إمكان عدم حصول الانتخابات في موعدها. ومن بين هذه المؤشرات عدم تعيين هيئة إشراف جديدة على الانتخابات، فيما يتواجد عضوان من الهيئة الحالية خارج البلاد. كما أن هذه الهيئة ليس لديها تمويل حتى الآن وتفتقر إلى الانطلاق في العمل الانتخابي. وعلى الرغم من أن باب الترشيحات للانتخابات قد فتح، إلا أن هناك بطء شديد في التقدّم للترشح. وحتى قوى التغييرية لا تزال حذرة وتترقب مسار الانتخابات".

أما نمر فقال "لا شك أن لقرار الحريري تداعيات على الساحة السياسية وخصوصاً الساحة السنية ولكن هو قرار لا بد منه برأي الحريري لأن الافاق مسدودة مع هذه الطبقة ومع حزب الله، مثلا نحن أمام حكومة تجتمع بعد تعطيل عبثي وحتى إقرار الموازنة اليوم واضح أن لا أمل فيه، أما مجلس النواب فلا تنعقد جلسة إلا بعد تسويات، أما رئيس الجمهورية فيعيش في لالاند وشارك في إيصال لبنان إلى جهنم ويستحق أن يدخل موسوعة غينيس في ضرب الدستور وكل همه ضرب اتفاق الطائف أما حلفاء الحريري فهمهم المحاصصة واتفاق معراب يشهد، اذاً ليس هناك من شريك حقيقي يريد لهذا البلد الخروج من دوامته ويضع لبنان أولا".

وتابع نمر "إضافة إلى التداعيات على الاعتدال في البلد والذي سيبقى متينا باعتدال السنة في لبنان، هناك متضررون من هذا الخروج خصوصاً من هم على علاقة مصلحة معه، وسنجد أطرافاً سياسية ستخسر مقاعد انتخابية، وهناك خيارات أساسية في مجلس النواب سنرى اختلافا فيها، إذ علينا أن نتذكر أن 80 بالمئة من مقاعد مجلس النواب تتأثر بالصوت السني، وبعد قرار الحريري على كل مسؤول في لبنان وكل زعيم أن يطرح على نفسه سؤالاً لماذا لا زلت في السلطة وماذا قدمت للبنان؟ لبنان لا يمكن أن يستمر إذا بقيت القوى السياسية على الحال نفسه، ولا يمكن أن يستمر إذا بقي النفوذ الإيراني يستخدم لبنان صندوق بريد، ولا يمكن أن يستمر إذا ظل متروكا من أصدقائه".

لا جدوى من الاستمرار

وترأس الحريري ثلاث حكومات منذ العام 2009، ولم يتمكن رغم تسميته في 22 أكتوبر 2020 لتأليف الحكومة، من إتمام مهمته في ظل الانقسام السياسي الحاد في البلد، وفي الانتخابات الأخيرة عام 2018 تراجع حجم كتلته النيابية بنحو الثلث، حيث عزا البعض ذلك إلى التنازلات السياسية التي قدمها مبرراً الأمر دائماً بالحفاظ على السلم الأهلي.

نفى الجسر، البعريني وموسى أن يكون خلف قرار الحريري اليوم أي تنسيق عربي أو دولي، وقال موسى "قرار الحريري بيده، وهو لا يرى جدوى من الاستمرار كشاهد زور في هذه السلطة، وقد تحمل ما لم يتحمله أحد، ويكفيه ما تعرض له من غدر من حلفاء سابقين وخصوم وممن كانوا يعتبرون من أهل البيت".

قبل نحو تسعة أشهر أبلغ النائب سمير الجسر قراره العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، وقال "وصلنا لمرحلة وكأننا شهود زور، فعلى سبيل المثال دورنا كنواب يقوم على التشريع والرقابة، بالنسبة للتشريع أعتقد أن القاصي والداني من حلفائنا وخصومنا يشهدون أننا كنا نقوم بواجبنا على أكمل وجه، لكن الرقابة التي هي العمل الأساس مفقودة، إذ كيف تجتمع حكومة ائتلافية وتوافقية مع الرقابة، كل ذلك خروج عن الدستور والقوانين".

 وشدد الجسر "عندما يعود البلد الى تطبيق الدستور، ونشهد ديمقراطية برلمانية حيث أكثرية تحكم وأقلية تعارض، يكون البلد قد وضع على السكة الصحيحة".

وعما إن كان يخشى موسى على القاعدة الشعبية لـ"تيار المستقبل" أجاب بأن "جمهور التيار قال كلمته قبل كلمة الرئيس الحريري، ويقول كلمته يومياً أنه معه في أي قرار يتخذه" مشدداً "قاعدة التيار ليست مشاعا للبيع والشراء، ومن يعتقد ذلك فليتأكد أن الرئيس الحريري علق مشاركته والتيار في الحياة السياسية لكنه لن يتخلى عن مسؤولياته الوطنية".

واعتبر موسى أن التيار لن يغيب عن الحياة الوطنية، لكنه مع قرار الرئيس الحريري "سيفسح المجال أمام من يريد التغيير، وليتقدم من يستطع أن يحقق التغيير، نحن حاولنا، كان لدينا مشروع كامل متكامل، لكن طبيعة الحياة السياسية استنزفته، والحريري لا يريد أن يبقى ضمن حياة سياسية تدمر مؤسسات الدولة، وهو ليس زعيماً تقليدياً، ومن غير الممكن أن يسلك منحى غيره بالخطاب الطائفي والعنصري والمذهبي للاستمرار في هذه الحياة، وفي قراره هذا، بداية جديدة وعودة إلى الناس وجذور الحريرية الوطنية وليس نهاية كما يظن البعض".

وعن المنتصر بغياب المستقبل أجابت الطبش "الكل خاسر"، وفيما إن كان الشارع السني سيتفهم قرار الحريري قال علوش "من الصعب ذلك، لكن في النهاية القرار اتخذ، بانتظار معرفة كيف ستتبلور الأمور".

وفيما إن كان علوش يخشى من توقف العمل السياسي لـ"تيار المستقبل" بشكل كلي، أجاب "كلا، في النهاية نحن متواجدون بين الناس، وبالتأكيد سنعيد رص الصفوف ونغير الخيارات الخاطئة وعلى أساسها سنرى".

أما منيّر فلا يعتقد أن مدة تعليق مشاركة الحريري في الحياة السياسية "قصيرة"، في حين أشار بو مجاهد إلى أن "الحريري لم يقل أنه اعتزل السياسة أو حلّ تياره السياسي بل علّق المشاركة في الاستحقاقات السياسة وألمح الى أنه سيمارس السياسية بطرق غير تقليدية"، وعن كيفية انعكاس القرار على قاعدته الشعبية، أجاب "ذلك يتوقف على كيفية تصرف تيار المستقبل هذه الفترة، وإن كان سيتمكن من مواكبة جمهوره ومناصريه بطريقة غير تقليدية من خارج السلطة تضمن التماسك. وفيما إن كان سيتوصل الى منهجية واحدة في كيفية إدارة الشؤون الخاصة من خارج السلطة".

وخلص بو مجاهد إلى أن "تعطيل الاستحقاقات الدستورية وعرقلة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة على مدى سنوات واستشراء الفساد، هو مكمن المشكلة الذي أوصل لبنان إلى الواقع الانهياري الذي يعانيه".

لا يستبعد منيّر ترشح نواب من تيار المستقبل للانتخابات النيابية القادمة لكن كما قال "من دون مظلة المستقبل"، وفيما إن كان البعريني سيترشح للانتخابات النيابية، أجاب "في الأساس ترشحت بناء على قاعدتي وسأستشيرها وعلى ضوئها اتخذ القرار، لكن سأشعر أني بلا مظلة عملية على الرغم من أن الرئيس الحريري سيبقى مظلتي الأخوية وسأستمر في حمل مبادئه"، أما علوش فأكد عزوفه عن الترشح في حين أكدت الطبش أن "الأولوية الآن ليست الكرسي بل أين يتجه لبنان".