حريق لا ينطفئ.. النيران تشتعل مجددا ببرلمان جنوب أفريقيا

عاود الحريق المدمّر، الذي اندلع الأحد في برلمان جنوب أفريقيا، الاشتعال مجددا بعدما تمّت السيطرة عليه الاثنين، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء لوكالة "فرانس برس".

وعادت أعمدة الدخان الكثيفة تتصاعد من أسطح المبنى الفيكتوري المهيب، وظهرت ألسنة اللهب مرة أخرى.

وأفاد المتحدث باسم جهاز الإطفاء جرماين كارليز أن "النيران اشتعلت مجددا في سقف المبنى الذي يضم الجمعية الوطنية"، التي أتى عليها الحريق الأحد.

وكان جهاز الإطفاء أعلن صباحا أن النيران باتت تحت السيطرة وأن نحو 10 من عناصره لا يزالون هناك. لكن في غضون دقائق استُدعي حوالي 30 منهم مجددًا، وحاول بعضهم إطفاء ألسنة اللهب بخراطيم ماء من أعلى رافعة.

واندلع الحريق الأحد قرابة الساعة الخامسة صباحا (الثالثة ت.غ) في أقدم جناح بالمبنى الذي أنجز بناؤه العام 1884. ويضم الجناح التاريخي نحو 4 آلاف قطعة فنيّة وتراثية يعود بعضها إلى القرن السابع عشر، وقد دمر سقفه بالكامل مخلفا فجوة كبيرة.

وفي الجناح الذي يضم غرفا قديمة مغطاة بخشب ثمين ومزينة بسجاد وستائر فاخرة، كانت الحرارة لا تزال شديدة، الاثنين، واقتربت من مئة درجة.

ومن جهتها، أوقفت الشرطة رجلا يبلغ 49 عاما داخل مجلس النواب، ووجهت إليه تهمة "السطو وإضرام النار عمدا"، وسيمثل أمام المحكمة الثلاثاء.

ويتألف المبنى الضخم من 3 أجزاء يضم أحدها مقر الجمعية الوطنية، والثاني المجلس الوطني للمقاطعات الذي يمثّل الغرفة العليا في البرلمان، والجزء التاريخي وهو الأقدم حيث كان يجتمع البرلمانيون سابقا.

ولم يتم فتح بعض الغرف بعد لحمايتها ولكن أيضا لأن المبنى غير مستقر، وفق جهاز الطوارئ. وقد التقى رئيسا المجلسين وأعضاء الحكومة في منتصف النهار بخبراء لإجراء تقييم أولي، لكن العملية كانت محدودة لأسباب تتعلق بالسلامة.

وقد غادر رجال الإطفاء البرلمان صباحا على متن شاحناتهم، وسط هتافات المارة والصحافيين المنتشرين على الرصيف.

وبحسب عناصر التحقيق الأولى، اندلع الحريق في مكانين منفصلين. وأدى انقطاع في الماء إلى عدم اشتغال نظام الإطفاء الآلي بشكل سليم. ومن المنتظر أن تنجز الشرطة تقريرا حول المسألة على وجه السرعة.

وسبق أن شهد المبنى حريقا تم احتواؤه بسرعة في مارس، بدأ أيضا من أقدم أجنحته.

ويقع المبنى على بعد مئات الأمتار من كاتدرائية القديس جورج حيث أقيمت السبت جنازة بطل النضال ضد الفصل العنصري ديسموند توتو.

تحتضن الكاب مقر البرلمان منذ عام 1910، فيما يوجد مقر الحكومة في بريتوريا.