كيف نجا الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو من أكثر من 600 محاولة اغتيال على مدى 60 عاما؟

نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية تقريرا عن محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، والتي خططت لها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن كاسترو تعرض إلى 638 محاولة اغتيال بدءا بالسيجار المسمم وصولا إلى الآيس كريم السام، مشيرة إلى أن الراحل تمكن من إحباط كل محاولات الاغتيال هذه.

وأشارت إلى أن "كاسترو حكم كوبا من عام 1959 إلى عام 2008، وتمكن خلال 50 سنة تقريبا من الإفلات من جميع أنواع محاولات الاغتيال المجنونة، التي حاولت تنفيذها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكوبيون منفيون".

ولفتت إلى أن رئيس المخابرات الكوبية السابق فابيان إسكالانتي الذي تقاعد من منصبه في عام 1996 كشف عن المؤامرات المجنونة والخطيرة على حياة كاسترو في كتابه Executive Action: 634 Ways to Kill Castro، حيث أكد أن عدد المحاولات الفاشلة لاغتيال الزعيم الراحل بلغت حوالي 638.

وتابعت أن "السجائر المتفجرة والآيس كريم المسموم وبدلة الغطس السامة.. كل محاولات الاغتيال هذه تبدو خيالية بالنسبة للقطات شوهدت في أفلام مثل جيمس بوند، وتبدو أكثر ملاءمة لعشاق سلسلة ألعاب هيتمان".

ولفتت إلى أن محاولات اغتيال كاسترو بدأت بمجرد أن مكنته ثورته من تولي قيادة كوبا منذ 60 عاما.

وأضافت أن المحاولة الفاشلة الأولى لاغتياله جاءت عندما كشفت الثورة عن خطة لقتله مع أخيه راؤول كاسترو وتشي جيفارا، مشيرة إلى أنه "منذ ذلك اليوم، بدا أن وكالة المخابرات المركزية مهووسة بمحاولة اغتيال كاسترو باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات، بما في ذلك قلم حبر سام".

وتابعت أنه "حسب إسكالانتي، فإن إدارة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي حاولت قتل كاسترو 42 مرة".

وأشارت إلى أنه "في عام 1966، يقال أن وكالة المخابرات المركزية طلبت من ضابط بشرطة نيويورك أن يمرر لكاسترو علبة سيجار تحتوي على سيجار مسموم".

وتابعت: "على الرغم من أن هذا لم يتم إثباته أبدا فقد أظهرت الوثائق لاحقا أن وكالة المخابرات المركزية دهنت صندوقا من السيجار المفضل لكاسترو بالسم، إلا أن هذا الصندوق لم يصل إلى الزعيم الكوبي".

وأضافت: "في العاصمة هافانا، كاد عامل الآيس كريم أن يساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تحقيق هدفها، وكان ذلك بمساعدة مافيا محلية، حيث كانت الخطة تسميم آيس كريم كاسترو إلا أن الحظ حالف الزعيم الراحل وظل السم مجمدا في الفريزر".

ولفتت إلى أن "إحدى المؤامرات الأكثر جنونا كانت عندما حاولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتجهيز بدلة غطس طلتها من الداخل بنوع من الفطريات التي كانت من الممكن أن تتسبب في مرض جلدي مزمن".

وتابعت: "للتأكد من وفاته، يقال إنهم لوثوا خزان الأكسجين التابع للبدلة ببكتيريا تسبب مرض السل. ومع ذلك، باءت المؤامرة بالفشل قبل تنفيذها".

ونقلت عن صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه "حتى في المناسبات الرياضية. لم يكن كاسترو في أمن من المؤامرات الفاشلة، بما في ذلك محاولة اغتياله من قبل قناص وهجوم بقنابل يدوية في لعبة بيسبول".

وتابعت: "مع فشل محاولات اغتياله، تم اتخاذ إجراءات لمحاولة إذلاله باستخدام رذاذ مكون من "أ ل س دي" لإصابته بالهلوسة أثناء خطاب عام".

وأكد أن "إحدى المحاولات الأخيرة لاغتياله وقعت في عام 2000، عندما زار كاسترو بنما للمشاركة في إحدى المناسبات، حيث تمكن فريقه الأمني من إحباط محاولة اغتياله التي تمثلت بوضع 90 كغ من مواد شديدة التفجير تحت المنصة التي سيلقي خطابه عليها".

وختمت أن كاسترو وفريقه تمكنوا من تجنب جميع محاولات الاغتيال حتى وفاته عن عمر يناهز 90 عاما في نوفمبر 2016.