أطفال اليمن.. 7 أعوام من الإرهاب الحوثي

يمر الثاني من ديسمبر من كل عام "اليوم الدولي لإلغاء الرق" وأطفال اليمن يعيشون أسوأ حال، في ظل امتهان ميليشيات الحوثي لشتى أنواع صور الرق المعاصرة كالاتجار بالبشر، وأسوأ صور عمالة الأطفال وتجنيدهم قسرياً.

سبعة أعوام منذ بدء الحرب واليمنيون يتجرعون المعاناة، واطفالهم أكثر بؤساً، حيث قتل وأصيب الآلاف في هذه الحرب التي تشنها مليشيا الموت الحوثي، والتي قصفت منازلهم ومدارسهم، وطاردتهم إلى مخيمات النزوح.

ويعد الأطفال من بين أكثر الفئات التي طالها إرهاب مليشيا الحوثي، فهم ليسوا فقط ضحايا التجنيد الإجباري، ولكنهم أيضا ضحايا القصف العشوائي للحوثيين على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين.

وتؤكد إحصائيات رسمية أن مليشيا الحوثي جندت أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، منهم 17% دون سن 11 عاما، بينما يقاتل 6729 طفلا في جبهات الحوثيين، كما حولت المليشيا الإرهابية المدارس والمساجد والمخيمات الصيفية إلى أماكن لغسل أدمغة ما لا يقل عن 60 ألف طفل، وتدريبهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.

وفي مارس الماضي، كشف تقرير حقوقي للمنظمة الحقوقية اليمنية عن أرقام صادمة من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق أطفال اليمن، والتي بلغت 20.977 انتهاكاً، إضافة إلى تشريد 43.608 أطفال.

وأوضح التقرير أن انتهاكات مليشيا الحوثي بحق الأطفال تنوعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم وأعمال قنص وتجنيد، وأيضا منع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي فرضته على أغلب المحافظات التي تسيطر عليها، علاوة على استخدام القوة بشكل مفرط.

واعتبر تقرير دولي حديث، أن اليمن أكثر دول مناطق الحروب تعرضا للمخاطر خاصة للأطفال.

وأشار التقرير الصادر عن منظمة إنقاذ الطفولة البريطانية: إلى أن تجنيد الحوثيين للأطفال ما زال يشكل مصدر قلق كبير، حيث إن اليمن أكثر دول مناطق الحروب تعرضا للمخاطر، وأن الأطفال الذين تستخدمهم الجماعة هم أكثر عرضة للإصابة، والإعاقة، والأمراض العقلية أو الجسدية المزمنة، واضطراب ما بعد الصدمة، والعنف الجنسي، وبالطبع الموت المبكر.

كما وثق فريق الشبكة العربية الميداني مقتل 3.059 أطفال، منهم 1.716 قتلوا في المواجهات أثناء قتالهم بصفوف مليشيا الحوثي ممن زجت بهم المليشيا في جبهات القتال، إضافة إلى إصابة 4.734 طفلاً، بينهم 3.114 تم الزج بهم في جبهات القتال، كما أصيب 321 طفلا بإعاقات مستدامة، غالبيتهم بسبب الألغام الحوثية.

وفي أواخر يوليو الماضي، ذكر تقرير لشبكة "دويتش فيله" الألمانية أن تجنيد الأطفال يعد بلا شك أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان إثارة للقلق التي تم توثيقها خلال الحرب في اليمن.

وفي تقريرهم السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح، الذي نُشر في مايو من هذا العام، أحصى باحثو الأمم المتحدة 211 حالة لأطفال تم تجنيدهم للقتال في اليمن في عام 2020، ومن بين هؤلاء، كان 134 من الفتيان و29 من الفتيات الذين جندهم الحوثيون.

وفي فبراير الماضي، وثقت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في تقرير لها، مقتل أكثر من 10 آلاف طفل يمني منذ عام 2014 وبدايات الصراع. وذكر التقرير أن "الحوثيين تعمدوا استخدام نظام التعليم للتحريض على العنف وتلقين الطلاب أيديولوجيات الجماعة".

وأفادت المنظمة بأن مليشيا الحوثي تدير حوالي 6 آلاف من المخيمات الصيفية، حيث يتم هذا النوع من التلقين. ويستوعب كل مخيم ما لا يقل عن 100 طفل في المرة الواحدة، ويتم إعطاء الأحداث تدريبات قتالية وغالبًا ما يتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال.