صواريخ بمواجهة صواريخ.. بوتين يحذر الناتو من تجاوز "الخط الأحمر"

حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من أن نشر أسلحة أو جنود في أوكرانيا، يعني تجاوز "الخط الأحمر" بالنسبة لبلاده، معربا أن ذلك قد يؤدي إلى رد قوي، بما في ذلك نشر محتمل لصواريخ روسية.

وجاءت تعليقات بوتين، في وقت يجتمع فيه وزراء خارجية الحلف العسكري الغربي في لاتفيا، لمناقشة الاحتمالات الطارئة للتحالف العسكري، بمواجهة غزو روسي محتمل، بعد حشد موسكو قوات على حدود الجمهورية السوفيتية السابقة.

وحذر حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، الثلاثاء، من أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا لأي عدوان عسكري جديد على أوكرانيا.

وتصاعد التوتر بعد حشد ما يقرب من مئة ألف جندي روسي، بالإضافة إلى دبابات ومدفعية وحتى صواريخ باليستية قصيرة المدى، على مسافة قريبة من حدود أوكرانيا.

حشد عسكري أوكراني مضاد على الحدود مع روسيا

وأثارت عمليتان لحشد القوات الروسية هذا العام على حدود أوكرانيا قلق الغرب، لكن الحشد العسكري الحالي، يعد الأكبر منذ الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم في 2014. 

وضم الكرملين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014 ودعم المتمردين الذين يحاربون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا. وتقول كييف إن 14 ألفا قتلوا في ذلك الصراع الذي ما زال متأججا.

وحذر مسؤولون من الولايات المتحدة وأوكرانيا من أن التهديد بشن هجوم روسي هذا الشتاء لا يزال حقيقيًا للغاية، بسبب فشل اتفاق وقف إطلاق النار والمناخ السياسي المتدهور.

وانتقد بوتين، التوسع التاريخي لحلف الناتو إلى حدود روسيا، وحذر من الدعم العسكري الكبير لحلف الناتو لأوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك، سوف يخلق تهديدات لبلاده، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".

وحذر بوتين على وجه الخصوص من نصب "الناتو"، أنظمة دفاع صاروخي في أوكرانيا، مماثلة لتلك الموجودة في رومانيا وبولندا. 

ومنذ عام 2017، نشر الناتو أربع مجموعات كتائب دولية في بولندا ودول البلطيق في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، من أجل ردع روسيا عن شن هجوم.

وزعم بوتين أن بإمكان الحلف، العمل على نشر أسلحة هجومية مثل صواريخ توماهوك القادرة على الوصول إلى موسكو في غضون دقائق.

وقال "سيتعين علينا خلق تهديد مماثل لأولئك الذين يهددوننا"، محذرا من أن روسيا قد تنشر صواريخ تفوق سرعة الصوت، مضيفا: "يمكننا فعل ذلك الآن".

كما هددت بيلاروس، بالانضمام إلى روسيا إذا اندلعت الحرب مع أوكرانيا. وأعلنت مينسك، الاثنين، أنها ستجري تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا على الحدود الجنوبية لبيلاروس.  

وقال زعيم بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، في مقابلة مع التلفزيون الروسي الحكومي، الثلاثاء، إنه مستعد لأن تستقبل بلاده صواريخ نووية روسية إذا كانت الدول الغربية ستفعل الشيء نفسه.

وقبل اجتماع حلف "الناتو"، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، "إن أي إجراءات تصعيدية روسية ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.. وأي تجدد للعدوان من شأنه أن تكون له تداعيات وخيمة".

وأضاف "سنتشاور عن كثب مع أعضاء الحلف والشركاء في الأيام المقبلة.. على ما إذا كان هناك خطوات أخرى يتعين علينا اتخاذها كحلف لتعزيز دفاعاتنا وصمودنا وقدراتنا".

فيما قال ينس ستولتنبرغ، أمين عام الحلف، للصحفيين قبل محادثات وزراء خارجية الحلف في لاتفيا، إن الغرب أظهر بالفعل أن بوسعه فرض عقوبات اقتصادية ومالية وسياسية على موسكو.

وأضاف "سيتعين على روسيا دفع ثمن باهظ لو استخدمت القوة مجددا ضد استقلال أمة أوكرانيا".

وفرضت دول غربية عقوبات على روسيا لإرسالها جنودها وأسلحتها الثقيلة للقتال في جنوب شرق أوكرانيا، حيث قتل أكثر من 14 ألف شخص منذ 2014.