تصاعد اختطاف الفتيات في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي

تصاعدت جريمة اختطاف الفتيات في شوارع العاصمة صنعاء، وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا، فيما تؤكد مصادر حقوقية ومحلية أن قيادات ومشرفي المليشيات تقف وراء حملة الاختطافات.

وكشفت مصادر حقوقية لوكالة خبر عن اختطاف 11 فتاة في العاصمة صنعاء خلال أكتوبر الماضي، بحسب بلاغات رسمية وصلت منظمات حقوقية، فيما لاتزال عشرات الاسر تبقي الموضوع طي الكتمان ولا تبلغ عن حالات اختطاف فتياتها خوفا من العار.

وبحسب المصادر فان بعض هذه الفتيات اجبرن من قبل خاطفيهن الحوثيين على ارسال رسائل نصية والتواصل مع اهاليهن لاخبارهم بقرار الهروب مع خاطفيهن، وهو اسلوب حوثي لابتزاز اسر الضحايا.

وأفادت المصادر إن فتاتين اختفتا في ظروف غامضة بالعاصمة صنعاء، بعد أيام من تعرض فتاتين للخطف والإخفاء بنفس الطريقة في ظل الفوضى الأمنية المتزايدة بمناطق الحوثي.

وبحسب المصادر فإن فتاة من طالبات مدرسة أم سلمة، في حارة معاذ بأمانة العاصمة، اختفت مع ابنة خالتها، دون أن تعلم الأسرة مصيرهن حتى الآن، وذلك بعد أيام من اختفاء مماثل لفتاة في الصف الثاني الثانوي من نفس الحيّ وتنتسب إلى ذات المدرسة.

 وارتفعت عدد حالات الخطف والإخفاء للفتيات في أمانة العاصمة صنعاء، منذ أكتوبر الماضي وحتى اليوم، إلى 4 فتيات، في ظاهرة باتت تشكل قلقًا للسكان.

وحملت مصادر حقوقية في صنعاء قادة ومشرفي المليشيات الحوثية مسؤولية انتشار جرائم الاختطاف، مؤكدة أن نسب جرائم الاختطاف وغيرها من الجرائم الأخرى لم ترتفع إلى أعلى مستوياتها ولم تسجل أرقاماً قياسية في مدنهم إلا في عهد حكم وسيطرة الجماعة الحوثية.

ودعت المصادر المنظمات الدولية المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان إلى التدخل لمعرفة معلومات حول مصير عدد من الأطفال المفقودين في صنعاء ومدن أخرى، وإلى ممارسة الضغط على سلطات الحوثيين للكشف عن مصيرهم والعصابات التي تقف وراء اختطافهم وأماكن وجودهم.

وفي ظل تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال والفتيات وتوسعها في مناطق سيطرة الحوثيين، يتهم ناشطون يمنيون المليشيات الحوثية بالوقوف وراء هذه الحوادث بدافع التجنيد أو الابتزاز أو الاستغلال.

وكانت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان، أفادت انه تم اختطاف أكثر من 35 فتاة يمنية من أماكن الدراسة ومن شوارع في العاصمة صنعاء من قبل عناصر حوثية خلال العام 2019م.

ويتزامن تصاعد هذه الظاهرة مع ما تشهده مناطق سيطرة الجماعة ومنها العاصمة صنعاء وريفها ومحافظات إب وذمار وصعدة وعمران والمحويت وريمة من فوضى عارمة وانفلات أمني غير مسبوق يرافقه ارتفاع في معدل جرائم القتل والخطف والسرقة والسطو المسلح.

ويرى مراقبون يمنيون أن الأسباب التي تقف خلف اختفاء الأطفال في صنعاء ومدن أخرى تحت السيطرة الحوثية تأتي إما بهدف الضغط على معارضي المليشيات وإسكات المنتقدين لسياساتها وجرائمها وإما لغرض تجنيد المختطفين للقتال، وإما لابتزاز ذوي وأسر الأطفال وإجبارهم على دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم.

وكانت منظمات حقوقية قد طالبت بفتح تحقيق سريع في جرائم اختطاف الأطفال والنساء في صنعاء والكشف عن مرتكبيها ومحاكمتهم، وعدّت تلك الجرائم سابقة خطيرة تمس بالشرف والعرض وتسيء لذوي الضحايا المختطفات إساءة بالغة كما تمثل عاراً وجريمة كبرى في المجتمع اليمني وتتنافى مع الشرائع والأديان كافة.