الاتحاد الأفريقي يعلق عضوية السودان والبنك الدولي يوقف مساعداته لـ"تقييم الوضع"

أكد قيادي بحركة الاحتجاجات التي أطلقها "مجلس نظراء البجا" في شرق السودان لرويترز، الأربعاء، أن إغلاق الموانئ والشوارع في شرق السودان لا يزال مستمرا، في وقت علق الاتحاد الإفريقي عضوية الخرطوم وقرر البنك الدولي وقف مساعدات للبلاد.

وكان المجلس قد أغلق الموانئ المطلة على البحر الأحمر في سبتمبر الماضي، احتجاجا على ما يقول إنه افتقار المنطقة للتمثيل السياسي في السلطة، وضعف الدعم والظروف الاقتصادية السيئة هناك، الأمر الذي أدى لنقص المستلزمات الطبية والوقود والقمح في جميع أنحاء السودان.

وأضاف القيادي بحركة الاحتجاجات كرار عسكر "لا علاقة لنا بالخلاف الجاري في الخرطوم". في إشارة منه "للاستيلاء العسكري" الذي أطاح بحكومة حمدوك مطلع الأسبوع الحالي، وفقا لرويترز.

من جهته، أعلن الاتحاد الأفريقي، الأربعاء، تعليق عضوية السودان "حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين".

ودان الاتحاد في بيان "بشدة سيطرة الجيش السوداني على السلطة (...) وحل الحكومة الانتقالية، ورفض بشكل كامل تغيير الحكومة غير الدستوري"، الذي اعتبره أمرا "غير مقبول" و"إهانة للقيم المشتركة والمعايير الديمقراطية للاتحاد الأفريقي".

بدوره، قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في إعلان مكتوب، نشرته فرانس برس، إن "مجموعة البنك الدولي علّقت الاثنين صرف أموال كافة عملياتها في السودان وتوقفت عن البتّ بأي عملية جديدة في وقت نراقب ونقيّم الوضع عن كثب".

وكان البنك الدولي يشارك في آلية تخفيف دين السودان.

ميدانيا، تتواصل الاحتجاجات ضد قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي أطاحت بالشركاء المدنيين في العملية الانتقالية، من الحكم، فيما تم الإعلان عن إعادة فتح مطار الخرطوم بعد ظهر الأربعاء.

وبعد أن تعالت أصوات في العالم خلال الساعات الأخيرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أعلن مكتبه، الثلاثاء، أنه عاد إلى منزله بعد أن كان في مكان مجهول مع زوجته، وأنه "تحت حراسة مشددة".

لكنه أشار إلى أن "عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة".

وأعيد حمدوك إلى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله.

وقال البرهان"رئيس الوزراء موجود معي في المنزل وليس في مكان آخر ... خشينا أن يحدث له أي ضرر". وتعهد القائد العسكري بأن حمدوك سيعود إلى منزله "متى استقرت الأمور وزالت المخاوف".

وحاولت الشرطة السودانية، الأربعاء، إزالة العوائق التي أقامها المتظاهرون من شارع الستين، أحد أبرز الشوارع في شرق العاصمة، ونفذت حملة توقيفات شملت عددا من الشباب الذين كانوا في المكان، وفق فرانس برس.

ومساء الثلاثاء، أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في منطقة بحري شرق الخرطوم في محاولة لتفريقهم وإزالة العوائق من الشوارع.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، أعلنت عبر "فيسبوك" مقتل أربعة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي"، خلال احتجاجات.

وعلى صعيد آخر، أعلن مدير الطيران المدني إبراهيم عدلان استئناف العمل بمطار الخرطوم، الأربعاء، عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي. وكانت السلطات قررت، الثلاثاء، تعليق جميع الرحلات من وإلى البلاد حتى نهاية الشهر الحالي بسبب الاضطرابات.

وأقر البرهان في كلمة متلفزة، الثلاثاء، بقيام سلطات الأمن بتوقيف بعض السياسيين والوزراء. وقال "صحيح اعتقلنا البعض وليس كل السياسيين أو كل الوزراء، ولكن كل من نشك في أن وجوده له تأثير على الأمن الوطني".

وأكد البرهان أن العسكريين "ملتزمون بإنجاز الانتقال بمشاركة مدنية"، مشيرا إلى أن مجلس السيادة "سيكون كما هو في الوثيقة الدستورية ولكن بتمثيل حقيقي من أقاليم السودان".

 

 

 

ودانت واشنطن الاعتقالات التي طالت قادة مدنيين، داعية للعودة الفورية إلى الحكم المدني والإفراج عن حمدوك، وقررت تعليق مساعدة مالية للسودان من 700 مليون دولار مخصصة لدعم العملية الانتقالية الديمقراطية.