مراقبون عسكريون: معركة الدفاع عن مأرب تتطلب توحّد جميع القوات العسكرية والقبلية

بالرغم من استهداف مقاتلات التحالف العربي يومياً بعشرات الغارات الجوية أهدافا حوثية في جبهات مأرب (شمال شرقي اليمن)، وتكبيد المليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، إلا أن ترنح القوات الحكومية بات مقلقاً بالنسبة للمقاومة الشعبية خاصة وأبناء الشعب اليمني عامة.

أعلن التحالف العربي في اليمن، يوم الأحد 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2021م، تنفيذ 88 عملية استهداف جديدة في منطقة الكسارة بمديرية صرواح، أسفر عنها تدمير 36 آلية ومقتل أكثر من 264 عنصراً حوثياً إرهابياً.

يأتي ذلك بعد أقل من 48 ساعة على إعلانه تدمير 16 آلية عسكرية ومقتل أكثر من 92 عنصراًحوثياً في 31 عملية نفذت في جبهتي الجوبة والكسارة.

في حين ذكر مصدر عسكري ميداني أن عشرات العناصر الحوثية لقت مصرعها اليوم الأحد، بنيران القوات الحكومية والمقاومة الشعبية ورجال القبائل وبغارات جوية للتحالف في مختلف جبهات القتال جنوبي مأرب.

وأوضح أن المعارك تتجدد بين الحين والآخر تزامناً مع استمرار المليشيا الحوثية بدفع تعزيزات بشرية وعسكرية كبيرة، وشنها هجمات متواصلة على مواقع تمركز القوات الحكومية والمقاومة، لا سيما في جبهة الجوبة.

وذكر أن مقاتلات التحالف دمّرت صباح الأحد، 4 أطقم كانت تحمل تعزيزات في طريقها إلى المليشيا الحوثية ومصرع جميع من كانوا على متنها.

وكثفت مقاتلات التحالف من ضرباتها الجوية على الأهداف الحوثية بعد تصعيد الأخيرة، واستهداف العديد من قرى مديرية الجوبة بعشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة، وفرضها حصارا خانقا منذ نحو شهر.

وفي حين تعالت الأصوات المطالبة لوزارة الدفاع اليمنية بإشراك جميع القوات العسكرية المناوئة للمليشيا الحوثية في الدفاع عن محافظة مأرب التي تدفع المليشيا نحوها كامل ثقلها العسكري والسياسي، لما تمثله من أهمية عسكرية في موازين المعركة، تلتزم الدفاع اليمنية الصمت غير المبرر إلا من قبول تسليم مركز المحافظة للمليشيا.

المطالب الشعبية تتضاعف يوماً بعد آخر منذ أن خسرت القوات الحكومية أواخر العام 2020م مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، وتراجعها إلى تخوم مأرب، تزامناً مع خسائر مماثلة في جبهات محافظة الجوف الحدودية مع مأرب، انتهت بفقدان القوات الحكومية مدينة الحزم مركز المحافظة.

ممانعة حزب الإصلاح

وبالرغم من اعتراف مليشيا الحوثي عبر وسائل إعلامها بمصرع المئات من قياداتها البارزة بينهم خبراء إيرانيون وحزب الله اللبناني، وآلاف العناصر الميدانية منذ اشتداد المعارك أواخر العام 2020م، إلا أن ذلك لا يعني شيئا بالنسبة لها، وفق مصادر قبلية تحدثت لوكالة خبر.

وأفادت المصادر، أن معظم القتلى الحوثيين هم من أبناء القبائل المغرر بهم، مشيرة إلى أن المليشيا تدرك جيدا أن فرصة تقدمها نحو مأرب سوف تتبدد حال أعلنت الحكومة ووزارة الدفاع موافقتهما على دعوات القوات المشتركة وغيرها من القوات المناوئة للمليشيا بالالتحام مع رفاق السلاح في جبهات مأرب وتعز والبيضاء وغيرها ومواجهة التمدد الحوثي الإيراني، وهو الأمر الذي يدفع المليشيا إلى ممارسة شتى الضغوط ضد أبناء القبائل والمجتمع لرفد جبهاتها بالمقاتلين ومحاولاتها المستمرة إحراز اختراقات ميدانية.

وبحسب مراقبين عسكريين لوكالة "خبر"، باتت معركة الدفاع عن مأرب تتطلب توحّد ومشاركة جميع القوى العسكرية والسياسية والقبلية المناوئة للمليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا.

وأضافوا، إن استمرار ممانعة حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن" الذي يحكم سيطرته على مفاصل الحكومة وقواتها العسكرية يضعه أمام مسؤولية تاريخية بعد سبع سنوات من الحرب أخفق فيها في كثير من الجبهات وخسر معظم المديريات التي كانت في قائمة المناطق المحررة.

وخلال الخمس السنوات الأخيرة خسرت القوات الحكومية مديرية نهم بصنعاء، وعدداً من مديريات الجوف، ومأرب، والبيضاء شمال شرقي اليمن، وأجزاء واسعة من مديريتي دمت وقعطبة في محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، علاوة على ثلاث مديريات جديدة في محافظة شبوة.