العبدية تحت القصف المتجدد.. ورجال القبائل: نخوض معركة الكرامة ضد أذرع إيران والأمم المتحدة خذلتنا
بالتزامن مع فرضها حصاراً خانقاً منذ قرابة شهر على قرى مديرية العبدية بمحافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، جددت مليشيا الحوثي الإرهابية قصفها المدفعي عقب ساعات من قصفها الصاروخي الوحشي، وسط صمت دولي مريب.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر محلية لوكالة "خبر"، أن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا عاودت مساء اليوم الأربعاء 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021م، قصف منازل المواطنين في مركز مديرية العبدية والقرى المحيطة بها.
وأفادت المصادر، أن المليشيا كثفت من قصفها المدفعي مساء الأربعاء على منازل المواطنين عقب تلقيها ضربات موجعة بنيران رجال القبائل في عدد من جبهات القتال بالمديرية حالت دون السماح لها باقتحام مركز المديرية.
وبحسب المصادر، تشن المليشيا قصفا هستيريا على المناطق المأهولة بالسكان كنوع من العقاب الجماعي على قبائل المنطقة، لا سيما وخسائر المليشيا البشرية فادحة في ظل عجزها عن انتشال جثث العشرات من قتلاها التي ما زالت مرمية في الشعاب والأودية.
وأكدت أن القصف ألحق أضرارا بين المواطنين وممتلكاتهم، وروع النساء والأطفال وهجرهم قسريا من مساكنهم، مشيرة إلى أن ذلك لن يثنيهم عن الدفاع عن أرضهم وعرضهم وأن معركهتم ضد "أذرع إيران" هي معركة كرامة.
يأتي ذلك بعد ساعات من قصف المليشيا صاروخيا وبالطائرات المسيّرة المفخخة على مركز المديرية التي ترزح تحت حصار خانق لأكثر من 20 يوما، منعت خلاله المليشيا وصول المواد الغذائية والدوائية والايوائية للمواطنين، في محاولات بائسة منها لتركيعهم والسماح لها باقتحام مركز المديرية.
وذكرت مصادر محلية، في ساعة مبكرة اليوم الأربعاء، أن مليشيا الحوثي استهدفت مركز مديرية الجوبة بصاروخين بالستيين وطائرة مفخخة، في قصف وحشي يومي تتعرض له المدينة وضواحيها أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
وتداول ناشطون صوراً أظهرت احتراق محطة وقود وسيارات مواطنين، جراء القصف الحوثي الوحشي.
وترفض المليشيا السماح بوصول المواد الغذائية والدوائية لنحو 35 ألف نسمة يتوزعون على نحو 5300 أسرة، ضمن 15 قبيلة في قلب مديرية العبدية وأطرافها.
وأكد محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، اليوم الأربعاء، أن مليشيا الحوثي رفضت دخول المستلزمات الطبية والإغاثية لمديرية العبدية غرب المحافظة، والتي تشهد حصارًا خانقًا من قبل المليشيا للأسبوع الثالث على التوالي.
وناشد محافظ مأرب، في تصريح متلفز نقلته قناة "العربية الحدث"، "المنظمات الدولية الضغط على الحوثي لفك حصار العبدية".
وبحسب تقرير حكومي في الأسبوع الثاني من الحصار، توفي 3 أشخاص، نتيجة تفاقم وضعهم الصحي بينما يعاني 23 آخرون من الفشل الكلوي، و11 شخصاً يعانون من السرطان، وجميعهم يحتاجون للأدوية والمستلزمات الدوائية، فضلا عن ضرورة نقلهم إلى مستشفيات ومراكز صحية تقع خارج المديرية.
كما يحتاج أكثر من 9827 طفلاً إلى رعاية صحية وتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة، كما بات قرابة 4265 طفلاً يعانون سوء التغذية الوخيم، وأكثر من 8 آلاف طالب خارج مقاعد الدراسة بسبب الحصار، فيما تفتقر 3415 امرأة إلى الرعاية الصحية الأولية.
وافتتحت شهية الدموية الحوثية لمزيد من قتل الأبرياء بزراعة ما يزيد عن 4289 لغما أرضيا وعبوة ناسفة بكل الطرقات والمناطق السكنية فيها، ما تسبب في إصابة أكثر من 262 مدنيا، بينهم 32 امرأة وقرابة 26 طفلاً.
فيما أصيب جراء القصف الصاروخي والمدفعي والطائرات المسيرة المفخخة أكثر من 135 مدنيا بينهم 31 امرأة و17 طفلا، إضافة إلى تدمير وتضرر أكثر من 442 سيارة ومركبة مدنية للمواطنين، وفق الإحصائية الرسمية خلال ثاني أسبوع، ما يعني تضاعف الخسائر البشرية والمادية للمدنيين مع الأسبوع الثالث للحصار الذي ضاعفت خلاله المليشيا الحوثية من قصفها الوحشي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
وأمام الإجرام الحوثي، وفقا لبيان صادر عن وقفة نفذتها أمس الأول المئات من نساء وطالبات العبدية ومأرب بمركز المحافظة، تساءلت المحتجات، كيف سقط قناع الإنسانية عن الأمم المتحدة نحو أبناء العبدية في الوقت الذي كانت قد اشتعلت حماسا أواخر العام 2018م ووقفت حائلا دون السماح باستكمال تحرير محافظة وموانئ الحديدة وممارستها ضغوطا دولية للتوقيع على اتفاق السويد بين المليشيا والحكومة، وهو الاتفاق الذي لم تنفذ منه المليشيا بندا واحدا.
وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، عدم الكيل بمكيالين واستثمار معاناة الشعوب لمصالح خاصة لا تتفق مع الشعارات التي ترفعها.