توصيات أممية للعراق لتعويض ضحايا داعش

قدمت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بالعنف الجنسي في النزاعات المسلحة، براميلا باتين، توصيات لضمان تنفيذ القانون الذي أقره البرلمان العراقي لتقديم الدعم للناجيات الإيزيديات وباقي الناجين من جرائم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأقر البرلمان العراقي القانون في مارس الماضي لتعويض ضحايا التنظيم عندما احتل مساحات واسعة من العراق في الفترة من 2014 إلى 2017. 

وأوصت المسؤولة الأممية، في اجتماع الخميس، الحكومة العراقية بالإصغاء إلى أصوات الناجين والمجتمع المدني من جميع الفئات المتأثرة بعهد الإرهاب الذي فرضه تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت باتين أن "هذا القانون يركز على الناجين، ويجب أن يكون تنفيذه كذلك".  

وشددت باتين على أنه بموجب القانون، يجب أن تكون طلبات التعويض متاحة لجميع الناجين المؤهلين، بمن فيهم من هم في بلدان ثالثة"، مشيرة إلى ضرورة انتهاج أقصى قدر من المرونة في تقديم الطلبات شخصيا أو عبر الإنترنت أو بمساعدة طرف ثالث أو منظمة أخرى.  

كما دعت المسؤولة الأممية الحكومة العراقية إلى تخصيص ميزانية للقانون والالتزام بجعله "جزءا حيويا من إعادة إعمار العراق".

وتابعت باتين أن  "تقديم المساعدة لضحايا الإبادة الجماعية، بما في ذلك العنف الجنسي الواسع النطاق والمنهجي، التزام أخلاقي مهيب على المجتمع العالمي".

وقالت الأمم المتحدة إن القانون الجديد يمثل معلما بارزا ليس فقط للاعتراف بمعاناة الإيزيديين وغيرهم من الذين أرهبتهم داعش وإنصافهم، بل يضع العراق ضمن عدد قليل من الدول المستعدة لاتخاذ إجراءات لمعالجة حقوق واحتياجات الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.

ونقلت المنظمة عن ناديا مراد، الحائزة على جائزة نوبل وسفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، في الاجتماع قولها إن "الضحايا ليسوا مسؤولين عن العنف الجنسي".

وقالت مراد: "لا يمكن للناجين الإيزيديين الانتظار سبع سنوات أخرى للحصول على الدعم". "إن بقاءهم ورفاههم يعتمدان على الاعتراف بما نجوا منه والتعويض عن ذلك".

وناديا مراد سباها التنظيم الجهادي مثلما فعل بالآلاف من مثيلاتها من الشابات والفتيات الإيزيديات، حين كان عمرها 19 عاماً، وقتل العديد من أفراد عائلتها واستعبدها جنسياً إلى أن نجحت في الفرار من قبضته وقد أصبحت مذّاك ناطقة باسم هذه الأقلية الدينية.

وفي أغسطس 2014، قتل تنظيم الدولة الإسلامية مئات من الإيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى العراقية، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.