علماء يطورون أبراجا جليدية لمواجهة أزمة المياه في الهيمالايا

يطور علماء من جامعة أبردين نهرا جليديا اصطناعيا مصمما لحل أزمة المياه في جبال الهيمالايا.

وقام باختراع الأنهار الجليدية المعروفة باسم أبراج الجليد، المهندس سونام وانغتشوك عام 2013، لكنها لا تزال "في مهدها" وفقا للباحثين.

وتطلق الأبراج المياه الناتجة عن ذوبان الجليد في الربيع والتي تستخدم لزراعة المحاصيل.

وبُنيت هذه الأبراج في لاداخ، شمالي الهند، وهي واحدة من أكثر الأماكن قحولة في العالم.

وتعمل مجموعة أبحاث الغلاف الجليدي والتغير المناخي في أبردين في المنطقة لتحسين هذه التكنولوجيا حتى يمكن أن الاستفادة منها على نطاق أوسع.

وقال البروفيسور ماتيو سبانيولو من فريق الجامعة: "أظهر بحثنا أن الأنهار الجليدية الجبلية في لاداخ تتراجع بمعدل متزايد".

وأضاف "لذلك من الواضح أن التدخلات مثل أبراج الجليد ضرورية".

لماذا هناك نقص في المياه في الهيمالايا؟

تعاني معظم قرى المنطقة من نقص حاد في المياه خصوصا خلال شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار، وفقا لمشروع آيس ستوبا.

وهذا هو الوقت الذي يتنافس فيه الناس على ري المحاصيل المزروعة حديثا.

وبحلول منتصف سبتمبر/ أيلول، هناك تيارات صغيرة تتدفق، ولكن بحلول هذا الوقت تكون ذات فائدة قليلة حيث ينتهي النشاط الزراعي.

وتفاقمت المشكلة نتيجة للتغير المناخي الذي تسبب في اختفاء الأنهار الجليدية الطبيعية.

وفي أبريل/ نيسان، وجدت دراسة أن الأنهار الجليدية في العالم كانت تذوب بمعدل متسارع، بعدما فقدت نحو 270 مليار طن من الجليد سنويا على مدار العشرين عاما الماضية.

وأظهر الفريق من أبردين، جنبا إلى جنب مع جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، أن انكماش الأنهار الجليدية في لاداخ قد زاد أيضا بوتيرة مثيرة.

وأدى الجفاف المتكرر والممتد إلى تهديد المحاصيل وبالتالي حياة الناس الذين يعيشون في أبرد مناطق العالم وأكثرها جفافا.

وأضاف البروفيسور سبانيولو: "الأنهار الجليدية هي مؤشرات جيدة وموثوقة بشكل استثنائي للتغير المناخي. بعبارات أبسط، مع ارتفاع درجات الحرارة، تتقلص الأنهار الجليدية وقد تختفي في النهاية".

وقال "بالإضافة إلى كونها رموزا ضوئية ومذهلة لتغير المناخ، فإن الأنهار الجليدية هي أيضا، بالنسبة للعديد من المجتمعات، مصدر لا غنى عنه للمياه العذبة".

كيف تعمل الأبراج الجليدية؟

تُستخدم أبراج الجليد لتخزين المياه المهدورة على شكل جليد خلال أشهر الشتاء والتي تذوب بعد ذلك لاستخدامها خلال الأشهر القاحلة.

وتدفن الأنابيب في البداية تحت الأرض، أسفل خط الصقيع، قبل أن يرتفع القسم الأخير من الأنبوب عموديا.

وبسبب الاختلاف في الارتفاع ودرجة الحرارة وقوة الجاذبية، يتراكم الضغط في الأنبوب. ويتدفق تيار الماء في النهاية إلى أعلى ويخرج من طرف الأنبوب المرتفع مثل النافورة.

ويجمد الهواء ذو الحرارة تحت الصفر الماء ليشكل تدريجيا هيكلا شبيها بالهرم.

ويمكن أن تطلق أبراج الجليد ملايين اللترات من الماء كل عام. لقد بُنيت بالقرب من المكان الذي تشتد الحاجة فيه إلى المياه في ضواحي القرى بالقرب من الحقول.

وقال الباحثون إن حجمها وشكلها يجعلها فعالة بشكل خاص وغير مكلفة وسهلة الصيانة.

ولكنهم قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لإيجاد طريقة لوقف تجمد المياه في خطوط الأنابيب وتطوير اختيار الموقع.

وقالوا أيضا إن هناك حاجة إلى فهم أفضل للمناخات المحلية الدقيقة وتوزيع أفضل للمياه عبر العديد من المستخدمين والقرى.

وقال الدكتور أنشومان بهاردواج، من فريق البحث: "نحن نعمل عن كثب مع شركائنا في فريق مشروع آيس ستوبا للمساعدة في بعض جوانب الصعوبات التقنية واللوجستية".

وأضاف "نحن نتطلع أيضا إلى فهم أفضل لمعدل تراجع الأنهار الجليدية وكيف يمكن لهذا أن يوجه استراتيجيتنا للمضي قدما".