طوفان الغليان الشعبي يجتاح مديريات عدن وأجهزة الأمن تستنفر

اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، في مديريات عدن (جنوبي اليمن)، مساء الأربعاء 15 سبتمبر/ أيلول 2021م، على خلفية تردي الخدمات الأساسية، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وسط انتشار أمني مكثّف.

وأكد شهود عيان لوكالة "خبر"، أن موجة غضب شعبي عارم دخلت يومها الثالث على التوالي، اجتاحت مديريات صيرة، الشيخ عثمان، المنصورة، والمعلا وغيرها من مديريات عدن، احتجاجاً على استمرار انهيار العملة المحلية وتردي الخدمات الأساسية وتفاقم الأوضاع المعيشية.

مصادر محلية متعددة في تلك المديريات، قالت إن شركات ومنشآت الصرافة أوصدت أبوابها منذ ساعات الصباح الباكر بعد أن قابلها سخط شعبي عارم، خشية تعرضها للمداهمة من قِبل مئات المحتجين الغاضبين الدين اتهموها بشكل مباشر بالوقوف وراء انهيار العملة والتلاعب المستمر بقيمتها ونهب المواطنين من خلال المبالغ الخيالية بين قيمتي البيع والشراء.

وأعلنت، مساء اليوم الاربعاء، جمعية الصرافين بعدن، إضرابا شاملا حتى اشعار آخر، على خلفية ما وصفته بـ"الانهيار المستمر" لقيمة العملة، إلا أن مصادر اقتصادية اعتبرت ذلك الإعلان غير مبرر، لتزامنه مع موجة الغضب الشعبي، بقدر ما هو هروب من العقاب الشعبي جرّاء تلاعبها وشركات الصرافة بقيمة العملة طيلة الأشهر الأخيرة واعلانها تسعيرات خَدمت الصرافين وساعدت على نهب العملة من المواطنين دونما السماح لهم بالشراء وفق التسعيرة المُعلن عنها من قبلها.

الاتهامات لم تكن محصورة على تلك الشركات بمفردها، وفقا للمصادر، بقدر ما نالت الحكومة الشرعية نصيبا منها، لا سيما في ظل تردي الخدمات الأساسية في مقدمتها الكهرباء، والمياه، ورفعها المستمر لسعر صفيحة البنزين والديزل سعة 20 لترا بين الحين والآخر حتى الـ48 ساعة الماضية التي شهدت زيادة نحو 2000 ريال في الصفيحة، و500 ريال في أسطوانة الغاز المنزلي سعة 20 لترا.

وتؤكد المصادر أن الشرارة الأولى لثورة الجياع، اندلعت دون أن تشعر الحكومة الشرعية التي ظلّت طيلة الخمس السنوات الأخيرة تعالج الانهيارات بـ"سياسة الكي"، ما دفع الأجهزة الأمنية بالمحافظة إلى إعلان حالة استنفار وانتشار مكثّف لعشرات الأطقم العسكرية في مختلف الشوارع الرئيسية والفرعية بالمديريات.

وذكرت المصادر أن مواجهات اندلعت الليلة، في مديرية المنصورة، بعدن، بين محتجين غاضبين وقوات امنية، أثناء محاولة الأخيرة تفريقهم، دون تأكيد حجم الضحايا حتى لحظة كتابة الخبر.

في حين ذكرت مصادر أخرى، اشتباك مئات المحتجين مع قوات الأمن في مناطق خور مكسر وكريتر والشيخ عثمان في عدن، بعد أن اضرم المتظاهرون النيران في الإطارات التالفة وقطعوا الطرقات الرئيسية وحاولوا اقتحام مؤسسات حكومية.

بالتزامن اندلعت موجة احتجاجات مماثلة في محافظة لحج، (شمالي عدن)، وقطع المحتجون الطرقات بعد اضرام النيران في الإطارات التالفة.

يأتي ذلك امتداداً لموجة غضب شعبي دخلت يومها الخامس على التوالي في محافظة حضرموت (شرقي البلاد)، امتدت رقعتها إلى مديريات مجاورة لعاصمة المحافظة، وأسفرت عن سقوط قتيلين في المكلا، مساء الأربعاء، أحدهما يدعى سالم بقشان (21 عاماً).

وكانت قوات عسكرية في المنطقة الثانية قد اعتقلت مساء الثلاثاء، 9 شبان محتجين في ذات المحافظة، في حين ذكرت مصادر إصابة خمسة آخرين في عدن.