تقارير عن "خلافات حادة".. ماذا يحدث في القصر الرئاسي الأفغاني؟

تتحدث تقارير إعلامية عن "شجار كبير" وقع في القصر الرئاسي الأفغاني، بين قياديين من طالبان، لكن الحركة تنفي ذلك متهمة وسائل إعلام بـ "التلفيق". 

ويقول تقرير نشره موقع FOX News الأميركي إن "خلافا على تقاسم السلطة أثار عراكا بين قياديين من طالبان في القصر الرئاسي بكابول".

التلفزيون الأفغاني نشر  فيديو لعبد الغني برادر وهو ينفي الأنباء التي تحدثت عن مقتله، ويتهم وسائل الإعلام بالتلفيق، بحسب مراسل "الحرة" في كابل.

ويقول مراسل "الحرة" في كابل إن برادر ظهر في الفيديو وهو يقرأ من ورقة، كما أن هناك مسلحا ظهر في خلفية الفيديو، وهو "أمر مريب".

ويضيف المراسل، نقلا عن مصادره أن "الشيء الأكيد هو أن هناك خلافات بين طالبان، لكن الخلافات لم تتجاوز مرحلة النقاشات اللفظية الحادة، ولم تصل إلى حد المواجهة الجسدية"، مؤكدا "أن فريق برادر، وفريق حقاني، اختلفا بشأن ثلاثة مواضيع رئيسة".

وينقل مراسل "الحرة" عن مصادره قولهم أن "المواضيع هي، تشكيل حكومة واسعة، ومشاركة المرأة في الحكومة، وحل موضوع المعارضة في بانجشير".

وبحسب المراسل فإن برادر يريد مشاركة أوسع للمرأة في الحكومة، التزاما بالوعود التي قطعها برادر للمجتمع الدولي في الدوحة، كما أنه  يريد حلا سلميا لموضوع المعارضة في بانجشير، وهذان الأمران مرفوضات من شبكة حقاني.

ويهتم الشارع الأفغاني بهذه الأنباء بشكل كبير، بحسب مراسل "الحرة"، الذي يقول إن "كابل مسيطر عليها من قبل شبكة حقاني، بينما تيار قندهار الذي ينتمي إليه برادر منقسم بين مؤيدين لبرادر، ومتفهمين لمطالب شبكة حقاني الأكثر تشددا"

وعبد الغني برادر، أو الملا برادر هو أحد أبرز قياديي طالبان، ويقال إنه من مؤسسيها، كما تسلم منصب نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال التي أعلنتها طالبان الأسبوع الماضي.

وقال تقرير فوكس نيوز إن "الشجار اندلع أيضا بسبب الخلاف بشأن من يستحق الثناء لتحقيق الانسحاب الأميركي" من البلاد.

وقال تقرير لموقع BBC البريطاني إن "الملا عبد الغني برادر تبادل كلمات قوية مع عبد الرحمن حقاني، أحد كبار قادة شبكة حقاني (المطلوبين بتهم إرهابية)، فيما "كان أتباعهما يتشاجرون مع بعضهم البعض فى مكان قريب".

وبحسب الموقع فإن "برادر يرى أن الدبلوماسية في قطر هي التي حققت النصر، بينما تصر شبكة حقاني - سيئة السمعة- على أن النصر تحقق من خلال استعدادها المستمر للقتال".

ويقول موقع  CNN الأميركي إن "الشائعات بشأن مصير برادر اكتسبت زخما كبيرا في الأيام الأخيرة لدرجة أن المتحدثين باسم طالبان أجبروا على الإجابة عن الأسئلة حول ما إذا كان الملا بارادار، قد أصيب أو حتى قتل في النزاع الذي حدث في كابول الأسبوع الماضي".

وتقول سي أن أن إلى إن "القائد الأعلى للحركة، هيبة الله أخوند زادا، مختف مما يغذي الشائعات بأنه مريض أو ميت".

ومنذ اختيار زاده مرشدا للحركة، لم يصدر عنه سوى بيان واحد، يطمئن الأفغان بشأن كفاءة الحكومة الجديدة، فيما لم يظهر إلى العلن حتى الآن.

ويرأس برادر المكتب السياسي لطالبان وقاد مفاوضات الدوحة مع الحكومة السابقة والولايات المتحدة.

وتغذت الشائعات عن وجود خلافات داخلية بسبب غياب برادر عن الوفد الذي التقى وزير الخارجية القطري، الأحد الماضي، في كابل.

وقتها قال متحدثو طالبان إن برادر لم يكن في كابل وإنه ذهب إلى قندهار، حيث يقال إن زعيم الحركة، أخوند زاده، يقيم".

وتقول سي أن أن إن "هناك انقسامات خطيرة داخل قيادة طالبان اليوم، تعود جذورها إلى تعيينات مجلس الشورى لعام 2016، حيث عين نائبان لبرادر هم الملا يعقوب، نجل مؤسس الحركة، الملا عمر، وسراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني".

وحصل كلا الرجلين على مناصب مهمة في الحكومة الجديدة، وزارتا الدفاع (لملا يعقوب) والداخلية (سراج الدين).

وعلى تويتر، قال المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، إن "الملا برادر رفض في رسالة صوتية الادعاءات بأنه قتل أو أصيب في اشتباك".

وفي الوقت ذاته، تقول شبكة المحللين الأفغانيين، وهي منظمة مستقلة غير ربحية للبحث والتحليل في مجال السياسات، إن غياب أخوندزادا عن المناسبات العامة يشير إلى أنه ربما يكون قد توفي.

وأضافت الشبكة "سيكون من الغريب إذا كان هيبة الله على قيد الحياة ولا يزال يمارس العزلة، خاصة بعد أن استولت طالبان على البلاد.