الحوثية ووثنية العائلة المقدسة!

تفرض الميليشيا الحوثية اليوم على اليمنيين أكبر مجموعة من الاحتفالات الدينية-المسيسة:

 ذكرى ميلاد الرسول، عيد الغدير، وفاة الإمام زيد، كربلاء، والمناسبات الاحتفالية بنساء العائلة الهاشمية (فاطمة، زينب، رقيه).

ليس صعبا ملاحظة أن الاحتفالات كلها تدور حول "أشخاص".

يحتفل المسلمون بالمولد النبوي، لكنه بالنسبة للحوثية يصبح احتفالا بـ"الجد المؤسس" للعائلة المقدسة، أكثر من كونه احتفالا بنبي المسلمين. فإلى جانب رسالته الإلهية يكتسب "محمد" عند الميليشيا الحوثية دور"المؤسس" لملك سياسي ديني ستتوارثه عائلته الى يوم الدين.

تنتقل الاحتفالات من الجد المؤسس إلى الأبناء والأحفاد في عائلة (علي وفاطمة) الذين يتم تطويبهم كعائلة مقدسة ذات طابع مزدوج (بشري – إلهي).

يأخذ مقتل الحسين نفس مكانة صلب المسيح. وكما يتناوب البشري والإلهي في التصور المسيحي لعيسى، يكتسب الحسين طبيعة مزدوجة (بشرية إلهية)، وكما ظهرت المسيحية كدين بعد مقتل المسيح بعد أن كانت في البداية مجرد تصحيح لليهودية، ظهر المذهب الشيعي بعد مقتل الحسين بعد أن كان جزءا من التيار العام للسنة.

أما فاطمه فهي النموذج المثالي للنساء.. يتم الاحتفال بها في نفس اليوم العالمي للمرأة، وتقدم بصفتها المزدوجة البشرية-الالهية كامرأة طاهرة لا تحيض، وخلقت في الجنة قبل أن تخلق في الأرض.

تكتمل الاحتفالات بإضافة زينب بنت علي وزيد بن علي بن الحسين لتمتد العائلة المقدسة على مدى ثلاثة أجيال.

تختفي كل المناسبات الوطنية لتحل محلها مهرجانات الاحتفال بالعائلة المقدسة. العائلة التي سلم الله لها مفاتيح الملك والثروة والمعرفة إلى يوم القيامة، حسب ادعاءات النازية الحوثية.

ليست نازية فقط.. إلى جانب ذلك هي وثنية جديدة أوقح من كل الوثنيات القديمة..

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك