الإندبندنت: كيف تحول تعهد بايدن بالخروج من أفغانستان إلى هزيمة قاتلة؟

نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين مقالا تحليليا لمراسلها في الولايات المتحدة أندرو بانكومبي، بعنوان "اليوم الذي تحول فيه تعهد جو بايدن بإنهاء أطول حرب لأمريكا إلى هزيمة قاتلة".

ويقول الكاتب "خاض جو بايدن حملته الرئاسية متعهدا بسحب القوات من أفغانستان وإنهاء أطول حرب خاضتها بلاده .. وقد كانت سياسة أيدتها غالبية الأمريكيين، ربما بنسبة تصل إلى 70%".

و"ومع ذلك، عندما أكد بايدن خطته بالمضي قدما لسحب تلك القوات، قال إن ذلك سيكون رحيلا محترما ومدروسا"، يضيف الكاتب.

ويعلق على ذلك قائلا "من الإنصاف القول إن مغادرة أمريكا لأفغانستان لم تكن مسؤولة، أو مدروسة، أو آمنة".

ويقول الكاتب "كانت إحدى المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل صحيح هي التهديد الذي تشكله جماعة متطرفة، هي تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان .. ومن هنا صدر تحذير في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء بالابتعاد عن المطار".

ويشير في هذا الصدد "يكره تنظيم الدولة حركة طالبان، وهكذا في أحدث تطور لسياسة الواقعية، يتعاون القادة الأمريكيون في كابل مع طالبان لمواجهة تهديد داعش".

ويوضح الكاتب أن الخسائر الواقعة بين عديد الجنود الأمريكيين في الخارج، هي التي تدفع نحو تغيير السياسة.

ويشرح الكاتب "يشير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بفخر إلى 82 ألف شخص تم إجلاؤهم منذ استيلاء طالبان على السلطة .. لكن هذه ليست الأشياء التي يتذكرها الناس. بل يتذكرون صور الفوضى والذعر، والأفغان وهم يسقطون من على عجلات الطائرات الأمريكية، والدخان يتصاعد في أعقاب هجوم إرهابي في أحد المطارات".

ويخلص الكاتب "سيكون هناك ضغط الآن لتمديد الموعد النهائي لعمليات الإجلاء إلى ما بعد 31 أغسطس. قد تكون هناك أيضا دعوات لإرسال المزيد من القوات الأمريكية، وهو أمر قد يكون منطقيا عند النظر إليه من واشنطن العاصمة، ولكنه خطوة من المرجح أن تثير استعداء طالبان".

"لذا، هل يمكن لبايدن الآن التقدم للأمام، والاعتراف بأنه كان مخطئا، والاعتراف بأن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها، والتأكد من أنه يصلحها؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان وقت التصرف الآن".