مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.. اجتماع بين الصين وطالبان

استضافت الصين اجتماعا على أراضيها مع ممثلي حركة طالبان، وأشارت إلى أنها قد تتدخل دبلوماسيا في أفغانستان، بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة منها.

ونقلت رويترز عن وزارة الخارجية الصينية تأكيدها أن بكين أبلغت وفدا زارها من الحركة المتمردة، الأربعاء، بشأن توقعها بأن تلعب طالبان دورا هاما في إنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة إعمار البلاد.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فقد حث وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، طالبان على النأي بنفسها بعيدا عن الجماعات الإرهابية، وأخذ خطوات لتحقيق السلام في أفغانستان.

وقال وانغ يي خلال اجتماعه مع رئيس المكتب السياسي للحركة، عبد الغني برادار، إن طالبان تمثل قوة عسكرية وسياسية بالغة الأهمية في أفغانستان، وتوقع أن تلعب دورا هاما في البلاد.

وبحسب الصحيفة، فإن طالبان ترى في الصين مصدرا لشرعيتها الدولية، كما تنظر إليها كداعم اقتصادي محتمل ووسيلة تأثير سياسية.

ووصف المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، بارنيت روبين، الصين بلقائها طالبان وجها لوجه بأنها "تتولى القيادة دون الولايات المتحدة".

وكانت مجلة "نيوز ويك" الأميركية قد وصفت علاقة الصين مع أفغانستان بأنها تعود إلى قرون مضت، عندما كانت كابول مركزا هاما على طريق الحرير الصيني الممتد عبر آسيا.

وأشارت المجلة إلى أن أفغانستان كانت من بين الدول الأولى التي شاركت بالتوقيع على صفقات الاستثمار الصينية العالمية، ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تعتبر بمثابة النسخة المعاصرة من طريق الحرير التاريخي.

ولفتت المجلة إلى أن بكين أعربت عن قلقها من تسرب الاضطرابات عبر الحدود الأفغانية المتاخمة لإقليم شينجيانغ، الذي تسلط أنظار العالم عليه بسبب الانتهاكات التي تمارسها بكين بحق أقلية الإيغور فيه، والذين قد تخشى من تواصلهم مع أطراف فاعلة في أفغانستان.

ونقلت المجلة عن السفارة الصينية في الولايات المتحدة تصريحاتها بأن بكين تسعى إلى "تجنب المزيد من توسع الصراع في أفغانستان".

كما لفتت السفارة إلى ضرورة "استئناف المفاوضات بين الأفغان (..) لتحقيق المصالحة السياسية ومنع جميع أشكال القوى الإرهابية من استغلال الوضع للنمو في أفغانستان وعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح ساحة تجمع للإرهابيين من جديد".

وتعكس التصريحات الصينية كذلك اهتماما بلعب دور في أفغانستان، في ظل المبررات التي باتت بكين تقدمها بشكل علني فعلا.