واشنطن تطالب الحوثيين بوقف فوري لإطلاق النار

ما تزال مليشيا الحوثي الإرهابية تشكّل حجر عثرة في طريق مساعي السلام، وإيقاف الحرب في اليمن التي أشعلتها أواخر العام 2014م، بعد تسببها بتهجير الملايين من منازلهم، وتدميرها شبه كلي لمختلف البنى التحتية، فضلاً عن معاناة ما يزيد عن 20 مليون نسمة من إجمالي السكان البالغ 30 مليوناً، لأزمة إنسانية هي الأسوأ عالمياً، وفقاً لتقارير منظمات الأمم المتحدة.

التقارير الدولية الحقوقية والإنسانية التي استندت إلى معلومات ووثائق، كانت في مجملها تدين المليشيا الحوثية، بالتزامن فضحت تصريحات كثيرة للمجتمع الدولي فشل المساعي والمشاورات مع الحوثيين في الوصول إلى سلام شامل وعادل للجميع، وعدم رغبتهم في إيقاف الحرب بعد أن أصبحت تُدار من طهران مباشرة وسفيرها المعيّن لاحقا في صنعاء "حسن إيرلو"، وهو ما يعني تهديد الأمن والسلام الدولي في المنطقة بدرجة أساسية.

وفي سياق التعنّت الحوثي، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء 27 يوليو/ تموز 2021، مليشيا الحوثي الإرهابية بإيقاف أعمالها المزعزعة للاستقرار والالتزام بوقف فوري وشامل لإطلاق النار.

وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان مقتضب نشره حسابها على موقع "تويتر": "يجب على الحوثيين وقف أعمالهم المزعزعة للاستقرار والالتزام بوقف فوري وشامل لإطلاق النار للمساعدة في إنهاء حرب اليمن"، مؤكدة أنه "حان الوقت للعودة إلى المفاوضات وإنهاء الصراع".

ويرى مراقبون أن مطالبة الولايات المتحدة للحوثيين جاءت تزامناً مع استمرار المليشيا بتصعيدها العسكري في مختلف جبهات البلاد ورفضها لمبادرات السلام التي قدمتها الأمم المتحدة.

ذلك الصلف الحوثي، دفع السفير البريطاني المنتهية ولايته في اليمن، مايكل آرون، إلى توقع استمرار الحرب في البلاد ما لم يقرر ذلك القادة اليمنيون بأنفسهم العمل على تحقيق السلام.

وقال "آرون"، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "انطباعي الأول هو أن الحرب ستستمر حتى يتصرف قادة اليمن بشكل حاسم لإنهائها".

وأضاف: "يمكن للغرب أن يشجع / يسهل (أو يعرقل!)، لكن القادة من جميع الأطراف بحاجة إلى العمل لصالح الشعب اليمني وإيجاد طريقة لوقف القتال والعيش معًا في سلام وأمن".

وتابع آرون: "بالطبع لن يكون الأمر سهلاً، لكن اليمن بلد له تاريخ وتقاليد عريقة، وتراث ثقافي رائع، وأحزاب سياسية نشطة ومجتمع مدني قوي، بالإضافة إلى شعب فخور ومرن، لذلك أنا واثق من إمكانية تحقيق السلام".

وكان السفير قد أعلن، أمس الثلاثاء، انتهاء مهمته في اليمن كسفير مع انتهاء هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يباشر السفير المُعيّن منذ مطلع يناير الماضي، "ريتشارد أوبنهايم" عمله مطلع الأسبوع القادم.

ويشهد اليمن للعام السابع على التوالي حرباً مستعرة، بين القوات الحكومية والمشتركة المدعومة من التحالف العربي من جهة، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران من جهة ثانية.

واندلعت الحرب عقب انقلاب مليشيا الحوثي على النظام الجمهوري في البلاد في سبتمبر/ أيلول 2014م، وزحفها نحو مختلف المحافظات مستندة إلى جماعات مليشياوية سلحتها من المعسكرات التي كانت تسيطر عليها بما فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات.