الخارجية الأميركية تقدم "مستند حقائق" عن مضمون الحوار الاستراتيجي مع العراق

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية زيادة الدعم المقدم للعراق في مجالات الصحة والتعليم العالي والنازحين، فيما كشفت عن مبادرة لإنشاء "متحف افتراضي".

وقالت في ما سمي بـ"مستند حقائق" أو "Fact Sheet"، إن اجتماع لجنة التنسيق العليا بين العراق والولايات المتحدة الذي عقد الجمعة في واشنطن، ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين أكد على اتساع نطاق الدعم الأميركي للعراق".

في مجال الصحة أكد المستند أن "الولايات المتحدة ستتبرع للعراق بـ500 ألف جرعة من لقاح فايزر-بيونتيك من خلال مبادرة كوفاكس".

وستقدم وزارة الخارجية الأميركية للعراق 800 ألف دولار لـ"تعزيز إجراءات السلامة بغرض منع إساءة استخدام العينات البيولوجية والمعدات الطبية".

وستعمل المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي.دي.سي"، على تدريب العراقيين العاملين في مجال الصحة العامة للتخفيف من "المخاطر الصحية المرتبطة بالتجمعات الكبيرة وتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها".

وعلى الصعيد الإنساني قالت الخارجية إن "الولايات المتحدة ستقدم 155 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لتوفير المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه وخدمات النظافة في مختلف أنحاء العراق". 

ومن شأن هذه الأموال أن "تساعد النازحين العراقيين على الحصول على الوثائق المدنية والخدمات القانونية ويحسن قدرة مرافق الرعاية الصحية ويزيد من الوصول إلى التعليم وفرص العمل".

وتنوي الولايات المتحدة تقديم المساعدة الفنية في مجال الطاقة المتجددة والتكيف مع المناخ، بحسب وزارة الخارجية التي أكدت أن "الولايات المتحدة تنوي التعاون مع العراق لتعزيز قدرة إدارة التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره والحد من حرق الغاز وتطوير مبادرات الطاقة المتجددة والنظيفة".

ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة العراق على تنفيذ 'الورقة البيضاء' للإصلاح الاقتصادي" التي أعلنت عنها الحكومة العراقية في وقت سابق من العام الماضي.

وكشفت أن "شركة تمويل التنمية الدولية الأميركية تواصل المشاركة مع العراق بشأن مذكرة التفاهم"، مضيفا أنها "تنوي استثمار ما يصل إلى مليار دولار لتعزيز نشاط القطاع الخاص، ما يخلق الوظائف ويوفر الفرص للعراقيين".

وقالت إن الوفدين (العراقي والأميركي) ناقشا أيضا سبل دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية من أجل "حماية المتظاهرين والنشطاء والنساء في الحياة العامة والصحفيين ومتابعة المساءلة القضائية عن الجرائم العنيفة ضد تلك الجماعات".

وقدمت الولايات المتحدة مؤخرا 9.7 مليون دولار لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) للمساعدة الفنية ذات الصلة بالانتخابات. 

وتعتزم أيضا تقديم ما يصل إلى 5.2 مليون دولار إضافية لفريق مراقبة الانتخابات التابع لبعثة يونامي، بحسب البيان.

على الصعيد الثقافي كشفت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستطلق مبادرة متحف افتراضي جديد بالتعاون مع مجلس الدولة للآثار والتراث باسم (كنوز بلاد ما بين النهرين)".

وأضافت أن هذه المبادرة "ستوصل التراث الثقافي العراقي الغني إلى الملايين عبر الإنترنت".

والجمعة، جدد العراق والولايات المتحدة التزامهما بتعزيز الشراكة بين البلدين، والتأكيد على "متانتها"، وقيامها على المصالح المشتركة، وذلك مع بدء اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، في العاصمة الأميركية واشنطن، إن "الولايات المتحدة فخورة بقيادة الجهد من أجل إنجاح الانتخابات العراقية المرتقبة في أكتوبر".

وأكد بلينكن "متانة الشراكة الأميركية مع العراق"، مضيفا أن "العمل الذي نقوم به مع العراق اليوم يقوم على تحقيق المصالح المشتركة".

وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن "داعش لا يزال موجودا في العراق"، وإن بلاده تجدد التزامها بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بوصفها شريكا أساسيا في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، مضيفا في تصريحات لقناة الحرة، أن القوات الأمنية العراقية "ما تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة بالتدريب والتسليح والتجهيز وبناء القدرات".

وبدأ وفد عراقي، الخميس، في واشنطن محادثات في مجالات عدة، ومنها ما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في العراق، قبيل اجتماع لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس جو بايدن الاثنين في البيت الأبيض. 

واستقبلت مسؤولة الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مارا كارلين وفدا برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، للبحث في "التعاون العسكري على المدى الطويل" بين البلدين، حسب ما قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان. 

وأشار المتحدث إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن انضم إلى المحادثات لـ"إعادة تأكيد التزامه" مواصلة القتال ضدّ تنظيم داعش.

وبعد أن استُهدفت المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العام بنحو 50 هجوما بصواريخ أو بطائرات بدون طيار، شدد أوستن على "ضرورة أن تكون الولايات المتحدة والتحالف قادرين على مساعدة الجيش العراقي بأمان تام".

وكان الكاظمي بحث مع موفد البيت الأبيض بريت ماكغورك، الأسبوع الماضي في بغداد، انسحاب "القوات المقاتلة من العراق". 

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت الخميس إن الحكومة العراقية "راغبة في أن تُواصل الولايات المتحدة والتحالف تدريب جيشها ومساعدته، وتقديم الدعم اللوجستي (و) تبادل المعلومات".

ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، بينهم 2500 أميركي، لكن إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.