سياسي يكشف عن "وساطة" جديدة تنشط بين السلطة والحوثيين في اليمن.. (تفاصيل)

كشف مصدر سياسي رفيع لوكالة "خبر" للأنباء، عن وساطة جديدة بين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وقيادة جماعة أنصار الله "الحوثيين"، لاحتواء التصعيد الذي أعلنته الجماعة للمطالبة بإلغاء الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

وذكر المصدر، أن الوساطة جديدة يقوم بها مساعد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وسلطان العتواني مستشار رئيس الجمهورية القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري، لتقريب وجهات النظر بين الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله، التي أعلنت رفضها القاطع للجرعة السعرية المعلنة.

وأشار المصدر، إلى أن جهوداً حثيثة واتصالات مكثفة تجريها الوساطة مع جماعة أنصار الله بشأن الاعتصامات في مداخل العاصمة وشارع المطار وسط المدينة، لافتاً إلى أنه لم يتم التوصل - حتى اللحظة –لأي اتفاقات، لكنه أشار إلى أن من الحلول المطروحة مبادرة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.

وأضاف أن لقاءات عقدها المبعوث الأممي مع قيادات في جماعة أنصار الله في العاصمة صنعاء، لكنه لم يشر إلى فحوى تلك الاجتماعات وما دار خلالها.

وكانت مصادر سياسية كشفت عن تحركات واسعة يقوم بها جمال بنعمر، بشأن حلحلة الأزمة التي يعيشها البلد.

وذكرت المصادر لوكالة "خبر" أن بنعمر عقد خلال اليومين الماضيين لقاءات مكثفة مع عدد من ممثلي الأطراف السياسية، وكذا مسؤولين حكوميين، مشيرة إلى أن الهدف من كل ذلك هو نزع فتيل التوتر القائم حول العاصمة صنعاء.

وبحسب المصادر، فإن اللقاءات ركزت على تغليب لغة "الحوار" لدى كافة الأطراف.. منوهة أن جهود المبعوث الأممي لا تزال متواصلة حتى اللحظة.

وقالت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء: إن مشاورات بنعمر تتعلق بكافة جوانب الأزمة، لكنها لم تورد مزيداً من التفاصيل حول فحوى تلك اللقاءات، إلا أنها أكدت أنها تتجه نحو ما أسمته "حلحلة سياسية" للأزمة القائمة.

وأعلن مساء الأحد الماضي تأجيل جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن، إلى الـ29 من أغسطس بعد أن كان من المقرر عقدها في الـ25 .

وقال بنعمر، في إيجاز صحفي نشره مساء الثلاثاء، على صفحته في فيسبوك: إن الوضع الحالي – في اليمن – "لعله الأكثر إثارة للقلق منذ بداية العملية الانتقالية"، معرباً عن أسفه لبلوغ التوتر في اليمن "مستوىً عالياً".

وأضاف أن "الوضع باتَ مُقلِقاً جداً"، مشيراً في السياق ذاته إلى أنه كان يُجري "مشاورات مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية - بعيداً عن وسائل الإعلام".

وأضاف: "استمعت إلى رؤىً كثيرة، ولا أزال أحاول التوفيق بينها من أجل إزالة عناصر التوتر، والمساعدة على إيجاد حل سلمي توافقي للأزمة الراهنة".

وحمّل "بن عمر" جميع الأطراف اليمنية المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه – وما ستؤول إليه – الأمور، وقال: "جميع الأطراف في اليمن شركاء في ما آلت وما ستؤول إليه الأمور".

وأكد على أنه "يجب على الجميع أن يدرك جيداً أن لا مخرج من هذه الأزمة سوى عبر حل سلمي توافقي بناءً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون، ودعمها مجلس الأمن في القرار (2140).

وشدد على "عدم اتخاذ أي خطوات أو أعمال من شأنها تهديد الأمن والاستقرار"، حتى يتسنى الـ"وصول إلى مخرج سلمي".

ودعا إلى "لامتناع - فوراً - عن استخدام العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، كما نصت قرارات مجلس الأمن".

وقال: إنه و"للوصول إلى مخرج سلمي، لابد من وقف التصعيد السياسي والإعلامي، ووقف حملات التحريض المذهبي والجهوي"، مضيفاً: "وينبغي كذلك الدخول في مفاوضات (جدية) وذات مصداقية، وأن تبدي الأطراف المعنية حساً وطنياً ونوايا صادقة، وأن تتحلى بالحكمة".

وشدد بنعمر: على الأطراف "المعنية" أن "تترفع عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة؛ إذا كانت فعلاً تريد المصلحة العليا لليمن، وتريد تجنب الأسوأ"، موضحاً أنه "إذا توافرت تلك العوامل، أنا على يقين أنّ اليمنيين قادرون على التوصل إلى اتفاق على حل سلمي للأزمة".

وقال: "حان الوقت أن تتكثف الجهود لتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها على أراضيها كافة، وهذه أيضاً مسؤولية مشتركة توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني".

وأضاف: إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع "في نيويورك ليناقش الوضع في اليمن في التاسع والعشرين من الشهر الجاري".

وأكد أنه سيقدم "إحاطة تتضمن تقويماً للعملية السياسية والوضع الراهن عموماً"، وقال: "أنا متأكد أنّ مجلس الأمن سيواصل دعم هذه العملية بصوت واحد، لكن في الوقت نفسه، على اليمنيين أن يعتمدوا على أنفسهم من أجل حل مشكلاتهم وترتيب بيتهم الداخلي ورسم مستقبلهم، وكما قلت خلال أحداث 2011، إنّ الحل لن يأتي من الخارج، ولن يكون إلا حلاً يمنياً وعبر عملية سياسية يقودها اليمنيون".

وأشار بن عمر إلى أن "الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، دعموا اليمن، و"لم يبخلوا بأي جهد لمساندة التسوية السياسية منذ إطلاق المبادرة الخليجية، وعملت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي كذلك بشكل موحد دعماً لمشروع التغيير السلمي في اليمن، وكما تعرفون، قلّما تشهد قضية عربية ما إجماعاً ودعماً دوليين".

وأضاف: "واليوم، عند هذا المنعطف من تاريخ البلاد، أتمنى أن يستثمر اليمنيون هذا الدعم مجدداً، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، لتحقيق تطلعاتهم في بناء الدولة الجديدة".

وأكد جمال بن عمر، أن "التسوية السياسية في اليمن - بما فيها مؤتمر الحوار الوطني - شكلت نموذجاً فريداً - في بلدان (الربيع العربي) - لاقى إشادة دولية، ويتم الإفادة منه في دول عدة".

واختتم حديثه بالقول: "وأنا متأكد أنّ اليمنيين - بحكمتهم وتاريخهم العريق - سيعملون هذه المرة كذلك للحفاظ على المكتسبات التي حققوها، وللمضي قدماً في بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية الجديدة، المبنية على سيادة القانون والمواطنة المتساوية".