موجة احتجاجات غاضبة ينفذها سائقو النقل الثقيل بعدن.. ومراقبون يحذرون من ثورة جياع

بين الحين والآخر، تنفجر موجة احتجاجات غاضبة في مدينة عدن (جنوبي اليمن)، حيناً على خلفية تردي الخدمات أو انعدامها، وآخر رداً على استشراء الفساد في القطاعات الحكومية والنقابات العمالية.

سائقو النقل الثقيل بعدن، كان لهم الأربعاء 23 يونيو/ حزيران 2021م، انتفاضة عارمة، ضد فساد نقابة النقل الثقيل - حد تعبيرهم.

الوقفة الاحتجاجية، التي شارك بها العشرات، تعالت فيها أصوات السائقين ضد فساد مسؤولي النقابة، ورفعوا خلالها شعارات طالبت هي الأخرى بإيقاف فساد النقابة ومحاسبة الفاسدين.

ويشهد الوضع توتراً في ميناء نقابة النقل الثقيل، بالتوازي مع حالة سخط شعبي عارم ضد تردي الخدمات واتهام الحكومة بالفساد أيضا، وعدم اكتراثها لأوضاع المواطنين.

ومع أن النقابات تُعتبر المكان الآمن بالنسبة لمنتسبيها، إلا أن طوفان الفساد تغول في مختلف القطاعات والنقابات والجمعيات، وضاعف من معاناة المواطنين الذي يذهبون ضحيته نتيجة غياب الدور الحقيقي للدولة باعتبارها الكيان الجامع.

وتسبب غياب دور الدولة بانفجار الاحتجاجات وتجددها المستمر، حيث تأتي هذه الاحتجاجات بعد أقل من 24 ساعة على تمرد قوة أمنية في مصلحة الهجرة والجوازات بمديرية خور مكسر بعدن، وإيقاف موظفي المصلحة عن العمل، على خلفية مطالبهم بتخصيص "حوافز مالية شهرية خاصة بهم، وبدل تغذية وبترول".

وقال مراقبون لوكالة "خبر"، إن موجات الاحتجاجات ذات الأوجه المتعددة، تعود أسبابها إلى انهيار الوضع الاقتصادي لدى الفرد وعدم انتظام صرف المرتبات، وارتفاع الأسعار نتيجة انهيار العملة المحلية بشكل يومي.

وحملوا الحكومة الشرعية كامل المسؤولية، محذرين من اندلاع ثورة جياع لن يكون بمقدور الحكومة السيطرة عليها حال استمر الوضع كما هول عليه.

وخلال الست سنوات الأخيرة ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد عن 400 بالمئة، في حين بقت مرتبات الموظفين كما هي عليه، متسببا ذلك بمضاعفة معاناة ملايين اليمنيين الذين لجأوا إلى صرف مدخراتهم وعوائلهم بما فيها المجوهرات وغيرها.