لن تندلع ثورة جياع لماذا؟

النظام السابق بقيادة عفاش الفاسد الفاشل، كان يرفع كل أربع سنوات جرعة بالوقود مائة، مأتين ريال، ويقوم بنفس الوقت برفع المرتبات والأجور ودعم السلع الأساسية مثل القمح وغيره..

فسقط النظام والرئيس والدولة والجيش، وحلت محله وورثته دويلات ومليشيات وجماعات وزعامات محلية تقاسمت اليمن، وفتته إلى أشلاء، وجزأت ترابه الوطني، وفرضت سلطات واقع، كل في نطاق سيطرتها...

وتوافقوا على تنفيذ أجندات الخارج الاستعماري، وفرضوا زيادات فلكية بأسعار السلع الضرورية وضاربوا بها وعوموها وتاجروا بالوقود والغاز والعملة الوطنية والكهرباء والتعليم والصحة والماء وكل شيء...

ورغم الجرع اليومية الجنونية بأسعار الوقود والغاز والكهرباء، فلم يزيدوا بمرتبات الموظفين فلسا واحدا، بل توافقوا على نهب وسرقة مرتبات الموظفين منذ أربع سنوات..

انتعش كل ما هو خاص، أبراج، عمائر، فلل، مولااااات، مستشفيات، مدارس، جامعات، محطات كهرباء، محطات وقود، بيوت صرافة، واضمحل وتلاشى كل ما هو قطاع عام، الدولة، الجيش، الأمن، القضاء، بنك البنوك، البنك المركزي، والبنوك العامة، التعليم العام، الصحةالعامة، الكهرباء العامة، الماء، المواصلات العامة، الطرقات العامة الاتصالات العامة وووو.

لقد تم تمليك اليمن وشعبها وثرواتها ومؤسساتها السيادية لحفنة من اللصوص المضاربين الطارئين منتهزي الفرص تجار الحرب، وارتهن مصير الشعب للمافيات المضاربة المتوحشة المرتبطة بأجندة ومشاريع الخارج الاستعماري..

ولتفادي حصول ثورة جياع، فتحوا البلد على مصراعيه، للمنظمات الخارجية، التي حلت محل الدولة، وتقوم ببعض مهامها وبدور تخدير الجياع وامتهان كرامتهم وضمان عدم خروجهم الشارع للثورة والغضب، تصرف لهم شهريا سلة غذائية كيس بر وزيت وفاصوليا، وبذلك دجنتهم وحولتهم الى متسولين رثين بؤساء مسحوقين. وبذلك لن تندلع ثورة جياع، امنت المافيات وضمنت لها الاستمرارية بخوض صراعات وحروب طويلة أمد بالوكالة، واستعباد وتركيع الشعب، وتدجينه واذلاله والمضاربة بالسلع الضرورية منذ سبع سنوات..

ومصادرة وإلغاء حقوق المواطنين الخاصة والعامة وقبول الناس للأمر الواقع وعدم المطالبة بأي حقوق وامتيازات..

وصياغة نظام اجتماعي عبودي جديد قائم على الهيمنة والقهر والغلبة والاستغلال الوحشي، وسيادة علاقات اجتماعية واقتصادية وقانونية على أسس جديدة وقوانين غير مدونة، أقلية سادة ممتازين يملكون كل شيء ويتمتعون بكل شيء، ويعبثون بكل شيء، ويتحكمون بكل شيء، لا يتحملون أي مسئوليات، ولا يلتزمون بأي واجبات تجاه المجتمع المقهور، سلطات هائلة مطلقة إلهية، لا يردعهم ضمير ولا أخلاق ولا سلطة دستورية. ولا رقابة قضائية ولا برلمانية، ولا شعبية، ولا يخافون من الشعب المجزأ المفتت المدجن المتسول..

لقد انتصر رأس المال المافوي على القوى الاجتماعية المشتتة التائهة الحائرة المسحوقة، ولن يتعدل ميزان القوى بالأمد القريب ولا المتوسط، سيستمر الضياع والتيه طوووويلاً..

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك