مطالبات بإنقاذه.. موقع "القرو" الأثري في أبين يتحوّل إلى مكب للنفايات

يتعرض موقع أثري في مديرية زنجبار، بمحافظة أبين، (جنوبي اليمن)، لعمليات تخريب ونهب من قبل عصابات مجهولة وأخرى عابثة من ذات المنطقة، علاوة على تحويله إلى مقلب للنفايات، وسط تجاهل السلطة المحلية وصمت وزارة الثقافة والهيئة العام للآثار.

وقالت مصادر محلية، إن موقع "القرو" الأثري الواقع في حي الطميسي أعلى كود الخافسين، 2 كيلومتر غربي مدينة زنجبار، يتعرض للنهب والتخريب إثر انهيار وتآكل سوره الذي تم إنشاؤه من حديد الشيلمان.
 
الموقع الأثري ولأهميته التاريخية كان قد قامت بتسويره السلطات المحلية مرتين، الأولى في العام 1998م والثانية نهاية 2008م، إلا أن أجزاء واسعة منه تعرَّضت مؤخرا للتخريب نتيجة التوسع العمراني والزراعي والحفر العشوائي، حتى أصبح اليوم مقلبا ومكباً لمخلفات البناء والبناء العشوائي من (بلك) وعشش للمواطنين المقيمين في الحي والقاطنين على مقربة من الموقع، وبعض النازحين، بحسب مصادر محلية.

وذكرت المصادر أن الأجزاء الطرفية للموقع وعلى حدوده تتعرض لعمليات بسط مستمرة وبيع وشراء على هيئة قطع أراض سكنية بحجة ملكية أولئك الباعة للموقع ومحيطه.

ودعت السلطة المحلية والجهات المعنية لوقف العبث وإزالة الاستحداثات والأعمال العشوائية التي امتدت إلى حرم الموقع.

صمت السلطات المحلية، ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة في البلاد إزاء ذلك أثار تساؤلات الكثيرين، في حين أصبحت المطالبة بصيانة أسواره وحمايته صوت جميع أبناء المديرية والمهتمين بالتاريخ والهوية اليمنية.

وبحسب وسائل إعلام محلية، قال مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالمحافظة، ربيع عبدالله محمد، إن سور الموقع انتهى بالكامل، نتيجة عوامل التعرية وعمليات النهب، بما في ذلك غرفة الحراسة، مما سهّل عملية الزحف والتوسع العمراني والبسط أمام مرأى ومسمع الجميع.

وأكد مدير عام الهيئة، أن خطابات عدّة بعثت بها الإدارات السابقة إلى عدد من المحافظين السابقين، طالبت بضرورة الحفاظ على الموقع الأثري، دون أن يتم التجاوب معها.

وناشد الجهات المعنية في الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام والثقافة والسياحة والهيئة العامة للآثار والمتاحف والهيئة العامة لحماية البيئة وكذلك السلطة التنفيذية في المحافظة إلى "ضرورة وقف وإزالة كافة الاستحداثات العشوائية القديمة والحديثة التي امتدت إلى حرم الموقع، وإعادة تسويره ووضع حراسات دائمة من الجهات الأمنية لمنع معاودة الاستحداثات وأعمال الحفر والتخريب، لتسهيل عملية التنقيب مستقبلا دون معوقات".

وطالب السلطة بالمحافظة والحكومة الشرعية بتوفير أماكن بديلة لإيواء النازحين.