مجزرة الحوثيين بمأرب تشعل حرب مكاشفة موثّقة وإدانات محلية ودولية (تقرير)

تصدرت واجهة حسابات ناشطين وحقوقيين يمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة متفحّمة ومقطع فيديو للطفلة "ليان"، التي استشهدت هي ووالدها ضمن 21 آخرين، جراء قصف صاروخي لمليشيا الحوثي استهدف مدينة مأرب المكتظة بالسكان، فيما احتدمت حرب مكاشفة ساخنة بين الضحية والجلاد، تزامنا مع إدانات رسمية محلية ودولية للمجزرة.

الجريمة الحوثية التي استهدفت، أمس السبت، محطة وقود بمدينة مأرب، بصاروخ باليستي، وتسبب بانفجار وحريق هائلين أدى إلى استشهاد 21 مدنيا بينهم الطفلة ليان طاهر محمد عايض (5 أعوام)، ووالدها، وإصابة آخرين، قوبلت بإدانات واسعة على الصعيدين المحلي والدولي، خصوصا وقد تزامنت مع وصول وفد عماني إلى صنعاء برفقة ناطق المليشيا الحوثية.

وأكد محللون ومراقبون، في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، تابعها محرر وكالة "خبر"، أن المجزرة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية في مأرب، تزامناً مع وصول الوفد العماني لمقابلة قيادات الحوثي بصنعاء بعد أن فشلت لقاءات مسقط في إقناعهم بقبول دعوات إيقاف الحرب والتسوية الشاملة، بيَّنت حجم التدخل الإيراني في إدارة الحرب الحوثية التي يحرِّكها سفير طهران لدى المليشيا القيادي السابق في حرسها الثوري، حسن إيرلو.
 
وأرجع الكاتب والمحلل السياسي اليمني الدكتور محمد جميح، ذلك التدخل إلى سعي الولايات المتحدة وراء "فصل مسار صنعاء عن مسار فيينا"، فيما "الإيرانيون متمسكون بورقة الحوثي للضغط في المفاوضات النووية".

وهاجم إيران والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والمجتمع الدولي، إزاء الجرائم الحوثية، موضحا "لن ينسى اليمنيون جثة ليان ذات الـ 5 أعوام، التي تفحمت اليوم بصاروخ إيراني أطلقه الحوثي على مأرب، فقتلها وأباها وآخرين من المدنيين".

وأضاف، "ليان إدانة صارخة لإيران التي سلحت الحوثي، ولمارتن غريفيث وللضمير العالمي الذي سكت على الوردة التي تحولت في لحظة إلى قالب من الفحم".

سخط واسع

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسخط صوراً التقطت للطفلة ليان، بجسدها المتفحم، واعتبروها شاهدة على بشاعة الإجرام الذي وصلت إليه المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وحجم الإرهاب الذي ترتكبه بحق المدنيين في ظل خذلان المجتمع الدولي للشعب اليمني.

مجزرة مأرب الحوثية، لم توقظ انسانيتها تجاه ما اقترفته أياديها من إثم بحق مدنيين عُزَّل، اشعلت غليانا شعبيا، بقدر المسارعة في تجييش ذبابها الالكتروني بمن فيهم قيادات بارزة لديها، بتكذيب الصورة المتداولة، بما في ذلك عدم استحالة استهدافها مدنيين ومنشآت مدنية، بحسب تغريدة للقيادي المنتحل منصب نائب وزير الخارجية بصنعاء، المدعو "حسين العزي".

وقال العزي، إن "الصورة لصورة متفحمة يتداولها المرترقة بكثافة -في إشارة إلى المناوئين لها في الشرعية والمقاومة"، لافتا إلى أن الصورة نفسها سبق وأن عرضت ضمن ضحايا أُتهم فيها النظام السوري بإطلاق الغاز السام عليهم، مطالبا بتغريدة لاحقة إثبات صحة الصورة من خلال مقطع فيديو، في محاولة تعجيزية للراصدين والموثقين الحقوقيين.
 
مكاشفة وإدانات

تلك المزاعم الحوثية، وذلك الإمعان في الجريمة بسادية مفزعة، زاد من غضب اليمنيين، واشعل مكاشفة ساخنة ألجمت قيادات المليشيا التي لجأت إلى الدفع بذبابها الالكتروني لشن حملات تكذيب.

ونشر حقوقيون وناشطون صورة بيانية وضّحت كيف سرق الحوثيون فقرة من مقال مترجم نشرته مجلة "تابليت" حول ضحايا حرب سوريا، وركبوا عليها صورة الطفلة اليمنية "ليان" التي أحرقوها مع آخرين في هجومهم الصاروخي على مأرب. فيما تداول آخرون مقطع فيديو ظهرت فيه جثة "ليان المتفحمة".

حرب المكاشفة، أصابت المليشيا بمقتل ودفعت القيادي الإرهابي "حسين العزي" إلى رمي مغالطات طالبت الطرف الآخر بتقديم ما يُثبت استهدافهم مدنيين ومنشآت مدنية في مأرب، ما أثار حفيظة المتابعين والمجتمع الدولي تجاه المجزرة.

ودانت الحكومة اليمنية الشرعية، والبرلمان العربي والخارجية المصرية وجهات رسمية دولية عدة مجزرة الحوثيين في مأرب.

وأكدت أن الجريمة مثّلت انتهاكا جسيما واستخفافا شديدا بكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المدنيين.

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفوري واتخاذ مواقف حاسمة لوقف هذه الجرائم الحوثية، بعد ان عكست إصرارها وإمعانها في تقويض كافة الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة سياسيا، والاستمرار في تحديها السافر للمجتمع الدولي.

في الوقت نفسه، عبرت كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، اليوم الأحد، على لسان مسؤولين منهما، عن إدانتهما للهجوم الحوثي المروع الذي استهدف محطة الوقود في مأرب.

وأعربا عن قلقهما إزاء الجريمة، وقتل وجرح مدنيين، مشددين على ضرورة "انتهى هذا العنف اللا إنساني".

داعية -الولايات المتحدة الأمريكية- الحوثيين "إلى الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار والعمل من أجل إحلال السلام في اليمن".

في حين شددت بريطانيا على إيقاف هجومهم في مأرب والانخراط بجدية مع الأمم المتحدة في الاتفاق على وقف إطلاق النار، لمنع مثل هذه الخسائر المأساوية.