‏10 سنوات من تفجير مسجد الرئاسة.. اليمن إلى أين؟!

عشر سنوات مضت والشعب اليمني يعيش ليل نهار أهوال الجريمة الإرهابية التي استهدفت حياة رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح وكبار مسئولي الدولة والمؤتمر في مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو 2011م، وإلى اليوم لم يتوقف نزيف الدم اليمني، ولم تتوقف عمليات تفجير بيوت الله وتدنيسها.. كل يوم نشاهد اجسادا مضرجة بالدماء.. وأرواحا تزهق.. ويتوالى انهيار مؤسسات الدولة اليمنية تباعا، حيث تتعرض للنسف بشبه العبوات والايادي الاجرامية التي تفرعنت وتعدت على قدسية بيت من بيوت الله الآمنة.

قبل صرخة الحوثي، كان الإخوان يرددون صرختهم: (ارحل. ارحل..)، ويهتفون بإسقاط النظام في الجوامع والشوارع والمدارس وفي كل مكان.. وظلوا يحرضون الداخل والخارج ويزعمون بان اليمن لن تستقر إلا برحيل صالح، رفضوا الحوار والتنازلات التي قدمها الزعيم من أجل حقن الدماء وتجنيب اليمن الخراب والدمار والفتنة، لكنهم اتخذوا قرار تصفيته داخل مسجد دار الرئاسة.. أقدموا على اقتراف تلك الجريمة الفظيعة التي هزت العالم، دون خجل من الله أو من خلقه، بل إنهم وبكل وحشية هللوا وكبروا محاولين اخفاء روحهم الاجرامية.. غير مكترثين بعواقب تلك الجريمة على مستقبل اليمن وامن واستقرار دول المنطقة.

مضت عشر سنوات وما زال الإخوان بنفس التمترس، يمارسون الاقصاء والالغاء ويرفضون الحوار لانقاذ الوطن من كوارثهم من خلال وضع خارطة طريق لاستعادة العاصمة صنعاء المختطفة من قبل ايران، انهم يتمترسون وكأنهم الحاكم باسم الله.

جماعة ما تزال تعيش وهم عقلية ساحات (احرجتمونا)، للاسف لم يتغير تفكيرهم ولم يتعلموا من اخطائهم طوال عشر سنوات دامية منذ نكبتهم في 2011م، والتي اكلت الاخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل.

إن محاولة الهروب من الاعتراف بالاخطاء ومصارحة الشعب بالاحتماء بالنفوذ والهيمنة والسطوة وتوزيع المناصب أو المراهنة على مرور السنين محاولة فاشلة، فالجسد اليمني لا يمكن ان يستعيد عافيته الا بتقبل جرعات مرة وعليهم ان يفعلوا ذلك، ومن لم يتعظ بعشر سنوات فلا واعظ له.

كما ان محاولة التقليل من جريمة مسجد دار الرئاسة طوال عشر سنوات وترديد اوصاف ك (المحروق) أو المخلوع... الخ، لم تغير في الأمر شيئا، لأن الوعي الوطني يؤمن بان الاوضاع التي تعاني منها اليمن هي بسبب تلك الجريمة التي استهدفت الرئيس علي عبدالله صالح، والنظام الجمهوري والديمقراطية والامن والاستقرار داخل مسجد الرئاسة، لهذا نجد ان هناك اجماعا في الشارع اليمني يحمل مثيري فوضى 2011م المسؤولية عما تتعرض له البلاد ويعاني منه الشعب، وهذا يعني انه لا بد من التوقف عن تلك الاخطاء وعدم التمادي في استمرارها.

الشيء الآخر ان الرهان على الأيام والأحداث لخلط الأوراق للافلات من العقاب، أو بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الرموز الوطنية، كما فعلت ذلك ميليشيات الحوثي عام 2017م واقدامهم على قتل الزعيم علي عبدالله صالح، وأيضا تمكين الحوثة لإيران من احتلال صنعاء وقصفهم للسعودية، ايضا يظل رهانا فاشلا..

لقد فتح من خططوا ونفذوا جريمة مسجد دار الرئاسة أبواب اليمن للشياطين والارهابيين واشعلوا الفتنة التي لن تنطفئ نيرانها إلا بمعاقبة مرتكبيها، وهي فرصة مواتية للإخوان امام متغيرات جارفة.