"قادوهم للنهر ثم أعدموهم بالرصاص".. شهادات عن مذبحة جديدة في تيغراي

في أحدث الجرائم المزعومة بإقليم تيغراي، قتل 19 مدنيا على يد جنود من إريتريا قبل 3 أسابيع، حسبما أفاد شهود عيان وأقارب الضحايا لصحيفة "الغارديان".

وأطلعت الصحيفة البريطانية على شهادات متعددة تفيد بوقوع عمليات قتل لمدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، يوم 8 مايو، على يد قوات إرتيرية تشارك في المعارك الدائرة بالإقليم الذي مزقته الحرب.

وتقاتل القوات الإريترية في تيغراي إلى جانب القوات الحكومية الإثيوبية، في تحدٍ للمطالب الدولية بانسحابها.

وسمع أحد المصادر تفاصيل من امرأة نجت بعد ساعات من الهجوم، فيما جمع الآخرون شهادات من أصدقاء مقربين، بينهم رجل قُتلت زوجته، وفقا للصحيفة.

وبحسب الروايات، فإن الضحايا هم من ثلاث عائلات قضت ليلة في منازلها قبل أن يختبئوا خلال النهار مع رجال القرية الواقعة على منحدرات شديدة أسفل كنيسة أبونا ياماتا الحجرية التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي.

وجاءت القوات الإريترية التي كانت مهمتها تعقب المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي، في الساعة الثامنة صباحا إلى القرية الصغيرة التي لا تضم سوى عدد قليل من المساكن، وكانوا يشتبهون في وجود مخزون كبير بشكل غير عادي من المحاصيل الصالحة للأكل، وفقا للشهادات. 

وكانت المواد الغذائية من إنتاج العديد من المنازل التي تم جمعها لحفظها.

واتهم الجنود سكان القرية بأنهم من أنصار متمردي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وقاموا بجمعهم في حقل بالقرب من نهر صغير، حيث أطلق أحدهم النار على رجلين في المجموعة، وعمرهما 45 و78 سنة، ثم أطلق آخرون النار على الباقين. 

وبحسب إحدى الروايات، قامت مجموعة أكبر من الجنود الإريتريين الذين وصلوا بعد إطلاق النار بتوبيخ فرقة الكشافة المسؤولين عن عمليات القتل.

عندما عاد سكان القرية الذكور بعد اختباء لبضع ساعات، وجدوا القتلى والجرحى. وكان من بين القتلى طفل رضيع وقتل 9 أفراد من عائلة واحدة، بحسب قائمة بالأسماء.

وكانت "الغارديان" ذكرت في أبريل الماضي، أن ما يقرب من 2000 شخص قتلوا في أكثر من 150 مذبحة خلال قتال تيغراي، وفقا للباحثين. 

وكان الضحايا الأكبر سنا في التسعينيات من العمر وأصغرهم من الأطفال.

ويشن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجوما عسكريا مدعوما من قوات إرتيرية على الإقليم من نوفمبر الماضي "لاستعادة سيادة القانون" من جبهة تحرير شعب تيغراي، الذي كان يحكم المنطقة.

وعلى الرغم من تعهد أبي أحمد بأن الصراع سيكون قصيرا، إلا أن المعارك استمرت حتى الآن، في وقت تتزايد فيه التقارير عن جرائم حرب مزعومة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية مستمرة.