بن عمر يغادر صنعاء بطريقة الدكتور الارياني..

بشكل هستيري ينم عن أجواء أزمة يعيشها مكتب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بن عمر، رفضت سكرتيرة بن عمر التعليق على سفر الأخير بشكل مفاجأ دون الإدلاء بأي تصريح صحفي او تلميحات عن مغادرته مسبقا من قبل وسائل الإعلام المختلفة كما تعودنا خلال رحلاته السابقة. وكان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر غادر صنعاء اليوم بعد زيارة استغرقت عدة أيام، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" التي اكتفت بذكر ما قام به المبعوث الدولي خلال زيارته الأخيرة لليمن. وكالة "خبر" للأنباء سعت لمعرفة أسباب مغادرة المبعوث الدولي صنعاء في ظل الأوضاع المتأزمة التي تشهدها عملية التسوية السياسية التي يرعاها باعتباره ممثلا دوليا إلى اليمن، وقامت الوكالة بالتواصل مع مكتبه في صنعاء لمعرفة ذلك، حيث أجابت سكرتيرة المكتب على الهاتف وعند سؤالها حول طبيعة المغادرة للمبعوث الدولي واليمن يعيش وضع تروح فيها عملية التسوية مكانها.. وقبل ان يتم سؤالها : كان صوتها قد ارتفع مليء الارجاء في صياح تردد من خلاله : "انتم يا صحفيون تريدون تفجير الوضع وتأزمه، ولا تريدون خير البلاد ، بطلوا مزايدات". وواصلت السكرتيرة التي تدعى "شروق" صياحها بلهجة ينطبق عليها التعميم لكافة وسائل الإعلام بعدم إثارة الموضوع ، وقالت : "بطلوا المزايدات والمماحكات " مستخدمة نبرة حادة لا توحي بأن الأمور تبشر بالخير. وكانت الأنباء تضاربت حول سبب مغادرة المبعوث الأممي وسط مخاوف من ترحيل ملف الأزمة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي، في ظل تصاعد التعقيدات والعراقيل التي تواصل جهات سياسية وحزبية نصبها أمامها خاصة فيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني المرتقب. وكان بن عمر صرح خلال زيارته الاخيرة لليمن انه تأثر كثيرا بقدرة التحمل التي تبديها كافة شرائح الشعب اليمني وهي تحاول التكيف مع العنف والنقص في الإمدادات والقيود على الحركة وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبلهم". وأردف بن عمر قائلا: "لكن لصبر اليمنيين حدود، وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي".. مبينا أن القادة اليمنيين يتحملون مسؤولية التوصل لحل سياسي". وأضاف:"يجب على القادة اليمنيين ألا يخفقوا في تحمل هذه المسؤولية القيادية" .. مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل الانخراط مع كافة الأطراف في هذا المنعطف الخطير في تاريخ اليمن وستواصل مساعدة اليمنيين للسير قدما. وكانت أزمة مؤتمر الحوار وصلت إلى ذروتها بعد إحجام أحزاب اللقاء المشترك عن تقديم قائمة ممثليها في المؤتمر ووضعها شروط وعراقيل أمام ذلك، إلى جانب الموقف المتصلب للحراك الجنوبي من الحوار، وفشل كل اللقاءات والحوارات في اقناع بعض اطرافه المشاركة في الحوار. فضلا عن المواقف الرافضة لتنفيذ قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي من قبل قيادات عسكرية ترى نفسها حامية لشباب الساحات ومسنودة بتأيد أطراف حزبية تضع مصلحتها الذاتية فوق مصلحة البلاد. مواقف أحزاب المشترك من مؤتمر الحوار كانت دفعت بالدكتور عبد الكريم الارياني رئيس اللجنة الفنية للاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني إلى مغادرة صنعاء الاسبوع الماضي، وهي ذاتها اليوم تقف وراء مغادرة المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر صنعاء بنفس الطريقة التي غادر بها الدكتور الارياني.