مسارات وطرق تهريب السلاح لمليشيا الحوثي (تقرير)

خلال سنوات الحرب كثيراً ما اعترضت سفن وبارجات البحرية الأمريكية أو التحالف العربي او القوات المشتركة في الساحل الغربي قوارب وسفناً إيرانية وأخرى مجهولة المصدر تحمل أسلحة ومتفجرات، كانت في طريقها إلى اليمن، ووجهتها جماعة الحوثي.

وآخر هذه الشحنات المضبوطة ما أعلنه الاسطول الخامس الامريكي، أن طراد الصواريخ الموجهة "يو.إس.إس مونتيري" صادر شحنة أسلحة غير قانونية من مركب شراعي مجهول في المياه الدولية بشمال بحر العرب يوم السادس من مايو الجاري.

وكشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الاثنين، تفاصيل عن شحنة الأسلحة المصادرة في بحر العرب القادمة من إيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً مضاعفة لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

مسارات التهريب

وبشأن مسارات التهريب للأسلحة الإيرانية لمليشيا الحوثي، كشفت مصادر طرقاً عدة تستخدم لإمداد الحوثيين وذلك باستعمال سفن تقليدية (قوارب صيد) في بحر العرب، إذ يتم شحن الأسلحة والمعدات في المياه العمانية والصومالية إلى قوارب أصغر"، مع تسليم البضائع إلى الموانئ على الساحل الجنوبي لليمن وتهريبها براً إلى الحوثيين.

ويمتلك اليمن شريطاً ساحلياً كبيراً على البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وخليج عدن، هذه السواحل العملاقة يصعب مراقبتها بشكل دقيق، ولذلك تصل الأسلحة بعدة طرق إلى البلاد، أغلبها عن طريق البحر، ثم براً إلى أيدي الحوثيين.

إلا أنه في بعض الحالات، تهرب الأسلحة "عبر باب المندب مباشرة إلى مناطق سيطرة الحوثيين". وسبق للقوات المشتركة في الساحل الغربي أن ضبطت أكثر من مرة شحنات طائرات مسيرة، وقطع غيار تدخل في صناعتها، ناهيك بضبط شحنات من سماد اليوريا المستخدم في صناعة الألغام والمتفجرات.

وفي هذا الشأن قال الخبير الايراني بابك تقواي لوكالة خبر، انهم يستخدمون اليخوت المدنية والقوارب السريعة المأهولة وفي بعض الأحيان الزوارق السريعة غير المأهولة لإرسال الأسلحة من السفن مثل سفينة سافيز إلى شواطئ اليمن.

وترسو سفينة إيرانية تدعى سافيز على مقربة من السواحل اليمنية منذ أكثر من اربعة اعوام، وهو ما تشير إليه تقارير امريكية وغربية أنها تقدم الدعم اللوجيستي لجماعة الحوثي، مثل المراقبة والاتصالات، أو تنظيم عمليات تهريب الأسلحة إلى الجماعة.

وفي عام 2016 نشر تقريران، الأول لنشرة "أنتلجنس أون لاين"، الاستخبارية الفرنسية، والثاني لوكالة "رويترز"، إذ سلط تقرير النشرة الفرنسية الضوء على التهريب عبر البحر العربي والمحيط الهندي للأسلحة المقبلة من إيران، بينما تقرير "رويترز" يشير إلى الأسلحة المقبلة عبر المهربين من أميركا اللاتينية وأفريقيا عبر البحر الأحمر، الأمر الذي كشفته محاكمة شركة أسلحة برازيلية باعت قرابة 11 ألفاً من البندقيات لمُهرب السلاح فارس منّاع (القريب من الحوثيين)، الذي كان محافظاً لصعدة بين 2011 - 2014.

وكشف فريق الخبراء الدوليين التابع للامم المتحدة عن وجود عدة طرق بحرية لتهريب الأسلحة والمعدات القتالية إلى مليشيات الحوثي. فبالاستناد إلى عمليات الضبط البحري التي تمت عام 2018، وثقت ثلاث طرقات مختلفة لإمداد الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى الحوثيين، منها شبكات التهريب وتستخدم السفن التقليدية (المراكب الشراعية وقوارب الصيد التقليدية) التي غالباً ما تعمل من دون أوراق تسجيل صحيحة، ومن دون إرسال إشارات النظام الآلي لتحديد الهوية ويمكن لهذه السفن تفريغ الشحنات في موانئ صغيرة في المنطقة، أو القيام بالشحن العابر، ما يجعلها خياراً مثالياً لتهريب الأسلحة.

الطريق الأول: سواحل عمان واليمن

وأوضح التقرير، أن هذا الطريق يستخدم لتهريب شحنات عسكرية عالية القيمة مثل مكونات القذائف وحاويات القذائف المضادة للدبابات ومكونات الطائرات المسيرة من دون طيار وأجهزة المتفجرات يدوية الصنع.

وعلاوة على الحدود البرية، تشترك اليمن مع سلطنة عمان في حدود بحرية، تطل على البحر العربي.

وقالت الخبيرة الامريكية ايرينا تسوكرمان لوكالة خبر ان التهريب يتم بحرا عبر محافظة مسندم وهي محافظة عمانية، وتقع في أقصى شمال عمان وتطل على مضيق هرمز.

الطريق الثاني: سواحل الصومال

وهذا الطريق يستخدم في الغالب للتزود بالأسلحة الصغيرة والخفيفة من خلال نقل البضائع من سفينة إلى أخرى قبالة سواحل الصومال.

وترتبط اليمن أيضاً بحدود بحرية مشتركة مع الجار الجنوبي، الصومال، في الخليج العربي أو خليج عدن.

وسبق ان ضبطت البحرية السعودية في يونيو 2020 شحنتين كبيرتين من الأسلحة الصغيرة والخفيفة. وكان المركب الأول شراعياً يمنياً يحمل اسم "الشماسي"، ضبط على بعد 90 ميلاً بحرياً من ميناء نشطون في المهرة.

نوع آخر من المراكب، وهي شراعية أكبر حجماً من نوع "جلبوت" (تسمية باللغة المهرية) كان على متنه طاقم صومالي ضبط على بعد 70 ميلاً بحرياً شمال شرقي منطقة بصوصو الصومالية.

وكان المركب يحمل شحنة سجائر من دبي، وشحنة غير مشروعة من الأسلحة مخبأة في مقصورات مخفية، وتبين أنه أبحر في وقت سابق بين موانئ في الصومال واليمن وإيران.