فى ذكرى فض رابعة.. من الشعب المصرى إلى الإخوان: نشكركم على حسن غباءكم

بعد ما كان المصريون يحتفلون بذكرياتهم السعيدة ويجعلون السيئة منها للعبرة والعظة، انضم لقاموس حياتهم اجباريا مجموعة من الاحداث الاليمة والتي اصبحت ذكراها اكثر ايلاما منها، حيث يجب ان يراق لها دماء البشر ويروع فيها الامنون و يهدد المواطن في مجرد القيام باعباء حياته اليومية، وهو ما شهدته الذكري الاولي لفض اعتصامي رابعة و النهضة، وكأنه قربان يقدم في ذكري الفوضي.

حيث قام انصار الجماعة الارهابية وتحالف دعم الشرعية وغيرهم من الكيانات المتطرفة بالدعوة لها والتصعيد من اجل ما اسموه الانتقام لدماء قتلاهم ، متناسين او محاولين طمس الحقيقة واغماء اعين المصريين عن الارهاب الذي مارسوه ضد سكان المناطق التي شهدت مهزلة اعتصامهم وتعطيلهم لمسار حياة المصريين في اعتصامين مسلحين ، ولعل المجازر التي ارتكبت امام جامعة القاهرة سواء من ناحية بين السرايات و المنيل وامتدت الي العجوزة شاهدة علي ان ما يتباكون زورا عليه كان ارهابا موجها لصدور الشعب ، ظهر جليا وبصورة اوضح في مذبحة كرداسة وحرق الاقسام والكنائس وقتل الضباط وافراد الشرطة والاعتداء عليهم في المنيا واسوان وغيرها من المحافظات ، والان انطلقت الدعوات لاحياء الذكري الاولي للفض الذي ساقهم اليه قادتهم متخفين تحت ستار الدين والشرعية.

ورغم كل ذلك لم يجد اعضاء الاخوان وحلفاؤهم استجابة قوية من اتباعهم قبل غرمائهم ففشلوا في الحشد لاحياء ذكراهم حيث جاءت المسيرات ضعيفة لا تتعدي المئات ولم تستطع لمدي وهنها ولشدة تصدي الامن لها من اقامة رابعة اخري . ولكن شهدنا بدائل نفذها انصار الارهابية ، فوجدنا صباح يوم ذكري الفض حرقا لمبني حي عين شمس ، وهجوما مسلحا استهدف رقيب شرطة بحلوان اودي بحياته ، ثم تلاه العديد من حالات قطع الطرق اعلي دائري قليوب والهرم والمعادي و قطع آخر لطريق المطرية وحلمية الزيتون و شارعي فيصل والهرم.

ثم توالي كشف اجهزة الامن عن قنابل استهدفت المواطنين في شوارع محافظتي القاهرة والجيزة وعدد من المولات التجارية الشهيرة ، الي جانب اشعال اطارات السيارات في ٤ محاولات لتعطيل حركة قطارات الصعيد ، ومع كل ذلك لم يخرج واحد ممن تباروا في اطلاق دعوات الفوضي والترويع ليراجع نفسه ويري ان الحق والارهاب لايمكن ان يقترنا وراء مطلب واحد .

اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الاسبق وصف ما يفعله الاخوان وانصارهم بالغباء الشديد ، واكد ان تنظيم الاخوان منذ ايام الملك فاروق حتي وقتنا هذا مازال يجري في سباق الاصرار علي انه اغبي تنظيم او جماعة فبرغم تعاطف البعض من الشعب المصري معه منذ نشأته الا انه يوجه دائما ضرباته وارهابه الي صدورهم ، والحوادث التي تورطوا في ارتكابها منذ الاربعينيات تشهد علي ذلك ، ولكن كانوا يعتمدون علي ان شعبنا طيب بالفطرة ومع مرور الوقت ينسي الاساءة ، لاسيما مع تصدير قيادات جماعة الاخوان المتعاقبة لصورة التقاة الورعين اصحاب التقوي والدين ، كذلك صورة المظلوم المقهور من السلطة وقوات الامن ، حتي عندما خرجت من تحت عباءتهم جماعات متطرفة خرجت لتكفر السلطة والشرطة حتي تحتفظ بزيادة التعاطف من قبل ابناء الوطن ، وهم في ذلك يهدفون لحشد اكبر عدد من الانصار والاعضاء لاستخدامهم في مخططهم لسرقة حكم مصر .

ويضيف نور الدين انه مع سقوط الاقنعة وتكشفت صلاتهم بالمؤامرة الامريكية الصهيونية ضد مصر والمنطقة العربية كلها ، تحول التعاطف الي كره وعداء شديد مع اصرار قيادات الجماعة علي تحويل ارهابهم الاسود وتوجيهه الي صدور المصريين الي جانب قوات الشرطة والجيش ، فانطلقوا يقتلون الابرياء هنا وهناك ويقيمون اعتصام اضر بابناء الوطن ، ولعل ابرز ما يؤيد غباء الاخوان هو فشلهم في احياء ذكري فض اعتصامي رابعة والنهضة فجاء علي نفس منوال العنف المعتاد عليه من قبلهم ، فبدلا من ان يسعوا لاجتذاب متعاطفين جدد ولو بالكذب مع افتراءاتهم علي المصريين انطلقوا لشراء المزيد من العداوة مع الشعب بضرب المقومات الاقتصادية فحرقوا القطارات والمنشآت ، واتوبيسات النقل العام ، الي جانب استهدافهم لابراج الكهرباء في محاولة لاستغلال الازمة الراهنة وتعميقها ، مستخدمين في ذلك ما يسمي باسلوب " الذئاب المنفردة" وهو الذي يعتمد علي نسب حوادث العنف والتفجير لاشخاص قاموا بها بصورة فردية ، حتي يقولوا هم الاخرين ان المسئولين عن الارهاب اشخاص مجهولون ، ويفتحوا مجالا لتوجيه اتهامات بذيئة للامن بتدبيرها ، وهم في الحقيقة يوجهون ارهابيهم لتنفيذ عمليات تستهدف اماكن وشخصيات محددة تاركين لهم حرية التنفيذ واسلوبه ، وكل هذه الحوادث تعبر عن ان عداء الاخوان هو في المقام الاول ضد الشعب وليس السلطة فعندما يدمرون احتياجات المواطن الاساسية والاقتصادية فانهم بذلك يبرهنون علي نظرية متأصلة في وجدان قادتهم وهي " يا نحكمكم .. يا نقتلكم".

الأهرام