في صراع الأجنحة الحوثية.. عرش اللواء الشامي يُفجِّر خلافات سرِّية

دبت خلافات سرية بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا في مديرية السدة، محافظة إب، (وسط اليمن)، على خلفية تولي مهام جهازي الاستخبارات والأمن الوقائي للمليشيا خلفاً للواء يحيي الشامي.

مصادر مؤكدة كشفت لوكالة خبر، عن خلاف حاد سري يدور في أروقة أجنحة آل الشامي وآل سفيان، على خلافة جهازي الاستخبارات والأمن الوقائي للمليشيا الحوثية بعد أن أصبح المنصب شاغراً، عقب مصرع اللواء يحيى الشامي وقبله نجله اللواء زكريا الشامي، الأيام الأخيرة الماضية، في ظروف غامضة بالعاصمة صنعاء.

وتفيد المصادر أن قيادات حوثية كبيرة تنحدر من صعدة تسعى إلى دعم جناح موال لها من آل الشامي وسفيان المنحدرين من مديرية السدة، بعد أن احتدم الصراع بينهم على أحقية خلافة "الشامي الأب" ونجله، بعد أن كان الأخير يمثّل الوريث الشرعي لنفوذ وسلطة الأب انطلاقا من موقع منصبه العسكري والحكومي.

الصراع ازداد تمدده بعد أن سعى كل جناح من آل الشامي وآل سفيان إلى تجنيد عشرات الشباب المغرر بهم من مناطق متفرقة بمحافظة إب، واخضاعهم لدورات مذهبية وأخرى استخباراتية سرية، في أوسع عملية تنافس، وتفعيلهم في مناطقهم بين أوساط المشايخ القبليين والمواطنين الذين كانت موالاتهم مرتبطة بالشامي الأب.

مصادر قبلية متعددة في مديريتي السدة والنادرة بمحافظة إب، وقعطبة والحُشا بمحافظة الضالع، قالت إن "جناح صعدة" نجح في تفكيك ولاءات الشامي حينما أصبح يتعامل مباشرة مع الأسر المنحدرة من ذات السلالة والقاطنة بمناطق متفرقة في تلك المديريات واعداً إياها بنفوذ أوسع.

وبحسب المصادر القبلية، التقت، مؤخراً في مدينة إب، قيادات حوثية من صعدة بأخرى من الحشا وقعطبة كلاً على حدة، وأبلغتها استعدادها إقامة دورات استخباراتية لعناصر تقوم بترشيحها من أبناء تلك الأسر تحديداً، ونجحت بالفعل في ذلك، وهو ما أفقد أجنحة آل الشامي وسفيان توازنها، وبدأت ثقتها بمواليها القبليين تزداد توسعاً، حد اتهامها بالخيانة والتخاذل، وهو ما اعتبره كثير من المشايخ القبليين فرصة لاستنهاض دور القبيلة وأبنائها في مواجهة التمدد الحوثي الذي أدركت مخاطره لاحقا، واخذت تُمانع دعوات المليشيا المتكررة بالتجنيد والتحشيد الإجباري لجبهاتها على حدود قعطبة والحشا ودمت، شمال غربي وشمالي الضالع.

وأصبح سباق الولاء محط أنظار الكثير من تلك الأُسر السلالية، لما كانت ترى في وجود "الشامي الأب" تهميشاً لوجودها.

ويرى مراقبون، أن عرش خلافة الشامي لم يعد شاغراً البتة، وسبق أن قررت حسم أمره قيادات صعدة -سلفا- باستقدام عبدالكريم الخيواني لقيادة جهازها الاستخباراتي المسمى "الأمن الوقائي"، والإطاحة بالشامي كانت مسألة وقت ليس إلا مهما حاول ورثته تقديم الولاء المطلق فهي لا ترى بغير "صعدة" صاحبة الأحقية المطلقة بالزعامة والنفوذ.

وكان الشامي "الأب"، قد استغل منصبه الرفيع في الدولة ليتولى إدارة أخطر الملفات السياسية والاستخباراتية للجماعة، بينما قام مطلع العقد الماضي بتأسيس ما تسمى "حركة الشباب المؤمن"، وقبلها عمل على إعادة زراعة العناصر السلالية وآخرين من مواليه في مختلف مفاصل نظام البلاد، بعد أن اطاحت بهم ثورة 26 سبتمبر 1963م، علاوة على ذلك عُرف بمهندس الانقلاب العسكري الذي نفذته المليشيا أواخر العام 2014م، وكان يمثل الرجل الثاني لديها بعد زعيمها عبدالملك الحوثي وقبله شقيقه الصريع حسين الحوثي.

صراع النفوذ بين قيادات المليشيا طفا على السطح خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، حد التصفيات السرية بطرق متعددة، خصوصاً بعد استشعار "جناح صعدة" -التي تعتبر معقل المليشيا- أن شُركاءه أصبحوا يقاسمونه النفوذ والمكاسب، وهو ما لم يرق له.

اتهام ذلك الجناح بتصفيه آخرين من شركائه، أكدته مصادر متعددة -استناداً إلى مصادرها التي قالت إنها مؤكدة- مشيرة إلى الشامي الأب ونجله، والعقيد سلطان زابن المعيّن لديها مديراً لمباحث صنعاء ومسؤولاً عن مئات المختطفات اليمنيات، وآخرين، من أبرز ضحايا التصفيات الداخلية السرية للمليشيا، في حين كانت قد أعلنت المليشيا وفاتهم دون ذكر الأسباب.