الكشف عن فرقة اغتيالات روسية “متورطة” في استهداف قوات أمريكية بأفغانستان.. لها سوابق ومقربة من الكرملين

كشفت تقارير صدرت حديثاً، أن المزاعم الأمريكية بشأن تقديم روسيا مكافآت من أجل استهداف جنود أمريكيين في أفغانستان، مرتبطة بفرقة اغتيالات استخباراتية مدعومة من الكرملين، تُعرَف باسم الوحدة 29155، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 7 مايو/أيار 2021.

فقد اتهمت الولايات المتحدة، الخميس 15 أبريل/نيسان، روسيا بالتورط في قتل جنود أمريكيين بأفغانستان، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، خلال مؤتمر صحفي.

التصريحات الأمريكية جاءت لتؤكد ما نشرته صحيفة التايمز الأمريكية، في شهر يونيو/حزيران 2020، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدت اجتماعاً بخصوص المعلومات الاستخباراتية عن وحدة روسية غير رسمية منحت أموالاً لمتشددين أفغان؛ لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان.

مكافآت لاستهداف جنود أمريكيين

أصدرت أجهزة الاستخبارات وثائق رُفِعَت عنها السرية مؤخَّراً لتقييمها، لصحيفة New York Times الأمريكية، بعد أن قالت مراجعة إدارة بايدن إن لديها ثقةً "منخفضة إلى متوسِّطة" بالمعلومات الاستخباراتية.

بينما استفاد جو بايدن من المزاعم القائلة بأن دونالد ترامب لم يفعل شيئاً بشأن المكافآت الروسية ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، باعتبارها قضيةً انتخابية رئيسية خلال الحملة الرئاسية، ورُبِطَت باتِّهاماتٍ بأن ترامب الجمهوري أظهر باستمرار موقفاً يحترم فلاديمير بوتين.

فيما قال المُعلِّقون المحافظون إن التقييم "المنخفض إلى المتوسط" الوحيد يعني أن إدارة بايدن تراجعت بشكلٍ مؤكَّد عن مزاعم المكافآت.

تشير التقارير التي نشرتها الصحيفة الأمريكية إلى أنَّ حكم وكالة الاستخبارات المركزية قد عُزِّزَ من خلال آثار الأدلة التي خلَّفَتها وحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية معروفة بعمليات الاغتيال.

قال مجلس الأمن القومي في بيانٍ أُرسِلَ إلى الصحيفة، إن "مشاركة هذه الوحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية تتماشى مع تشجيع روسيا لشنِّ هجماتٍ على الجنود الأمريكيين وقوات التحالف في أفغانستان، بالنظر إلى دورها الرائد في مثل هذه العمليات الفتَّاكة والمُزعزِعة للاستقرار خارج حدودها".

فرقة اغتيالات روسية

نقلاً عن مسؤولين وبياناتٍ عن عمليتين سابقتين، حدَّدَت الصحيفة الأمريكية فرقة اغتيالات بأنها هي الوحدة 29155، التي اتُّهِمَت بالتورُّط في تفجيراتٍ بمستودعات الذخيرة في جمهورية التشيك، ومحاولة اغتيال صانع أسلحة بلغاري.

رُبِطَت فرقة اغتيالات أيضاً بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالسبوري الإنجليزية عام 2018.

سُلِّط الضوء على علاقة الوحدة بالاستخبارات العسكرية الروسية في إدارة العلاقات مع شبكةٍ إجرامية مرتبطة بحركة طالبان في أفغانستان، والتي كشفت لأول مرة عن مزاعم عن مؤامرةٍ للكرملين لتشجيع الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف، وسلَّطَت عليها الضوء سكرتيرة البيت الأبيض جين ساكي عند إعلان ما كشفته الإدارة.

قالت ساكي للصحفيين، إن "مشاركة هذه الوحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية تتفق مع الهجمات التي شجَّعَتها روسيا ضد جنود الولايات المتحدة وقوات التحالف في أفغانستان". وأضافت: "لذا بينما يوجد تقييمٌ منخفض إلى متوسط لهذه التقارير، شعرنا بأنه من المهم لمجتمع الاستخبارات لدينا أن ينظر فيها".

إدارة بايدن لا تثق كثيراً بالمعلومات

يشير إصدار الوثائق التي رُفِعَت عنها السرية حديثاً، إلى وجود خلافٍ بين الوكالات المختلفة داخل مجتمع الاستخبارات حول ما إذا كان ينبغي تحديد مستوى "متوسط" أو "منخفض" من الثقة في تأكيد المعلومات الاستخباراتية، التي ورد أنها جاءت من أعضاء الشبكة الإجرامية المُحتَجَزين في أوائل 2020.

بينما كان لديهم في نهاية المطاف مستوى "منخفض إلى متوسط" من الثقة بمزاعم المكافآت، كانت لديهم ثقة "عالية" بالأدلة المرتبطة -لكن الظرفية- للعلاقات بين الشبكة الإجرامية ووحدة 29155 التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية.

فيما قال بيان مجلس الأمن القومي لصحيفة New York Times: "لقد تحقَّقنا بشكلٍ مستقل، من العلاقات بين العديد من الأفراد بهذه الشبكة في روسيا".  وأضاف البيان: "أكَّدَت مصادر متعدِّدة أن عناصر هذه الشبكة الإجرامية عملت لصالح الاستخبارات الروسية لأكثر من عقد، وسافرت إلى موسكو في أبريل/نيسان 2019".

أصدرت إدارة بايدن تحذيراً لروسيا، لكنها لم تصدر عقوبات ضدها، بسبب المكافآت. ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس يشعر بأيِّ ندمٍ على مهاجمة ترامب لعدم اتِّخاذه إجراء بناءً على المعلومات الاستخباراتية نفسها، قالت ساكي إنها "لن تتحدَّث إلى الإدارة السابقة".

خلال حملة 2020 الرئاسية، قال بايدن إن الإدارة السابقة "لم تحرِّك ساكناً" للرد على المكافآت الممنوحة ضد القوات الأمريكية. وقال بايدن: "لم يتقاعس دونالد ترامب فحسب عن معاقبة روسيا أو فرض أيِّ نوعٍ من العواقب عليها بسبب هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، بل واصَلَ حملته المُحرِجة من الاحترام والتقليل من قدر نفسه أمام فلاديمير بوتين".