تسجيل ظريف حير الحكومة.. "لم نتوصل بعد لكيفية سرقته"

يبدو أن كرة الثلج التي تدحرجت خلال الأيام الماضية، بعد تسريب مقابلة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لا تزال تحير الحكومة في إيران.

فقد أعلن علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الثلاثاء، أن السلطات لم تتوصل بعد إلى كيفية "سرقة" الملف الصوتي لظريف.

كما أضاف أن هذا الملف الذي أثار ولا يزال جدلا واسعا في البلاد، رغم اعتذارات الوزير، أرسل إلى مجلس الأمن القومي، من أجل دراسته والتحقيق فيه.

وكان ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري، عبد الله حاجي صادقي، اعتبر أمس الاثنين، أن نشر المقابلة التي سجلت في مارس الماضي، ولم يكن مقررا بثها في الوقت الحاضر، "خطوة مخطط لها".

كما اعتبر أن تصريحات الوزير حول قاسم سليماني، قائد فليق القدس "لن تنسى أبدا". وأضاف في لقاء مع قوات التوجيه العقائدي السياسي في الحرس الثوري، عبر الإنترنت، أن تصريحات ظريف "لا أساس لها وغير صحيحة".

خامنئي ينتقد "خطأ كبير"

ويوم الأحد اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي بدوره، أن بعض ما ورد على لسان وزير الخارجية يشكّل "خطأ كبيرا"، وذلك بعد أسبوع من تسريب التسجيل الصوتي الذي تحدث خلاله ظريف عن أولوية الميدان العسكري على حساب الدبلوماسية في سياسة البلاد، شاكيا من قبضة سليماني.

كما قال خامنئي في خطاب متلفز "سياسات البلاد تتشكل من خطط اقتصادية، عسكرية، اجتماعية، علمية، وثقافية، بما فيها العلاقات الخارجية والدبلوماسية".

وأضاف "سمعنا تعليقات من بعض مسؤولي البلاد كانت سببا للدهشة والأسف. سمعنا أن وسائل إعلام معادية نشرت أيضا هذه التعليقات"، معتبرا أن "بعض هذه التصريحات كانت تكرارا لتعليقات عدائية من قبل الأعداء" لا سيما الولايات المتحدة.

دور تنفيذي لوزارة الخارجية

إلى ذلك، شدد مرشد البلاد، وصاحب الكلمة الفصل في السياسات الاستراتيجية، على أن وزارة الخارجية لا تتولى بمفردها تحديد السياسة الخارجية للبلاد. وأوضح قائلا "السياسة الخارجية في كل مكان تحددها المؤسسات الأعلى من وزارة الخارجية، فالمسؤولون البارزون هم من يحددون السياسة الخارجية، بالطبع وزارة الخارجية تشارك أيضا".

من جهته، سارع ظريف بعد خطاب خامنئي، إلى التأكيد أن ملاحظات المرشد "هي دائما نقطة الفصل النهائية لنقاشات الخبراء".

وأبدى في منشور عبر حسابه على انستغرام أرفقه بصورة تجمعه بخامنئي، أسفه لأن "بعض آرائه الخاصة تم نشرها بشكل سري واستغلالها بشكل انتقائي" من قبل المناهضين لبلاده.

يذكر أن نشر التسجيل جاء قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي الذي كان ظريف أبرز مهندسيه.

وسبق لوزارة الخارجية أن أكدت أن التسجيل مقتطع من حديث يمتد سبع ساعات، وأتى في إطار توثيق عهد روحاني الذي يقترب من إتمام ولايتين متتاليتين في منصب الرئاسة.