كيف احتفل العمال في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بيومهم العالمي؟

مر عيد سابع على العمال وهم بلا عمل أو فرص أو رواتب بعد أن تحول كل الموظفين بجميع القطاعات إلى جياع.

وفيما يتم تكريم العمال في عيدهم -الذي يصادف الأول من مايو- بكل دول العالم تحتفل صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي بأعياد دخيلة على المجتمع ذات صبغة طائفية مثل الغدير والولاية.
 
جاء عيد العمال هذا العام وانتهى في الوقت الذي لم تكترث مليشيا الحوثي للعمال بعيدهم وهم الجزء الأساسي في بناء الأوطان، بل إنها عملت على زيادة معاناتهم وسلبت أبسط حقوقهم.

تحقير العمل والعمال

وعن عيد العمال قال قائد المقاومة الوطنية، العميد طارق محمد عبدالله صالح، "يحتفل العالم بعيد العمال الذي يذكر بقيمتهم، فيما عمال اليمن يعانون الأمرين بسبب استيلاء الحوثي على دولة الجمهورية وعاصمتها".

وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "انتصرت دولة الجمهورية للمهنة وكرمت عمالها لكن عملاء إيران اعادوا ثقافة الإمامة التي حقرت العمل والعمال واعلت قيم النهب والسلب والعنصرية".
بقعة من السواد

من جانبه، يقول الناشط خليل خالد، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "في عيد العمال لم يبق عامل في اليمن الا وتلقي ضررا بشكل أو بآخر من إرهاب مليشيا الحوثي".

وتابع "جميع موظفي الدولة بكافة المسميات عمال في القطاع الخاص لقد احالوا حياتنا إلى بقعة من السواد تكبر كل يوم مع بقاء ارادتهم القمعية الإرهابية فارضه نفسها علينا".

العيش بسلام

بدوره، كتب الناشط، فخري العرشي، "سلام لكل عمال العالم في عيدهم العالمي، ولعمال اليمن الف تحية وسلام بمناسبة عيد العمال العالمي الاول من مايو، يومًا كان يشعر فيه العامل قبل إنقلاب مليشيا إيران الحوثي وحربها على الدولة، بقيمة العمل والعطاء والتكريم، اليوم وقد صادرت هذه المليشيا حقه في العمل والأجر، صار أقصى أمانيه أن يعيش بسلام

حياة لا تطاق

من جهته، قال رئيس نقابة التعليم المهني والتدريب التقني، وعضو المجلس الاستشاري للتعليم المهني بالضالع، عبده السلامي، "عيد العمال في اليمن عندما يعود الامن في مساكنهم وعندما يعود العمال إلى أعمالهم وعندما يتم استلام مرتباتهم وتعويضهم التعويض العادل عن كل معاناتهم طيلة ست سنوات من الحرب والدمار".

وأضاف "ان ما يحدث لعمال اليمن اليوم يبعث الحزن والأسى ومن الصعب أن نتبادل التهاني مثل عمال العالم، مشيرا إلى أن" عمال اليمن اليوم بين جحيم السجن في منازلهم أو النفي بعيدا عن أوطانهم".

وتساءل "كيف نستطيع أن نتحدث عن عيد للعمال في اليمن ونقابات العمال محظورة ومصانع العمال مدمرة وحياة العامل اليمني لا تطاق، والفرصة الوحيدة للعامل اليمني هو ان يلتحق بمحارق الموت في أي جبهة من أجل أن يعيش ويحصل أولاده على قطمة رز في يوم مصرعه وانتقاله إلى الراحة الأبدية الذي تتمناها أعداد كبيرة من عمال اليمن في هذه الفترة المؤلمة".

واختتم السلامي "ان ما نستطيع أن نواسي به عمال اليمن في هذا اليوم ان تصبروا فأجر الصبر عند الله عظيم ورغم هذه المعاناة علينا جميعا أن لا نقطع أملنا بالله فهو حسبنا ونعم الوكيل".

أسوأ كارثة

وكان الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، قال في آخر تقرير له إن عمال اليمن يعيشون في ظل استمرار الحرب والقتل والتدمير، ما شكّل أسوأ كارثة إنسانية على الشعب اليمني والعمال والعاملات بشكل خاص. إذ تضررت مناحي الحياة كافة وتضاعفت معدلات الفقر وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني وتفاقمت أزمة البطالة، وفق التقرير.

وأكّد أن عمال اليمن يعيشون ظروفاً قاسية ويواجهون بثبات أوضاعاً مأساوية فرضت عليهم بسبب الحرب.

ووفق دراسات ميدانية لعدد من المنظمات المعنية بالشئون الاقتصادية، فقد تسببت الحرب الحوثية في اليمن بتوقف بعض الشركات ومصانع الإسمنت، وتسريح نحو 50 ألف عامل، بينما توقف شركات الصناعات الغذائية والمواد المعدنية والبلاستيكية؛ ما أثّر على وضعية آلاف العمال، وارتمائهم في أحضان البطالة.

وأكّدت تقارير مراكز الدراسات الاقتصادية أن الحوثيين استهدفوا -بشكل ممنهج- المنشآت الصناعية والإنتاجية، وقاموا بابتزاز الشركات التجارية ورجال المال والأعمال؛ مما دفعهم لإغلاق منشآتهم وتسريح آلاف العمال.

وأدى ذلك إلى خروج معظم المصانع والمؤسسات عن الجاهزية؛ وتكدس البطالة وفقدان العمال والعاملات لأعمالهم.

وبحسب بيان لمجلس تنسيق نقابات عمال القطاع الخاص اليمني، بمناسبة عيد العمال العالمي، فإن عشرات الآلاف في القطاع الخاص باليمن باتوا يواجهوا مؤخرا حملات إفك وتشهير مدفوعة الأجر ومكشوفة التوجيه والتمويل لضرب ما تبقى من أمل في الحياة والعيش الكريم لعمال وعاملات اليمن.