جبهات مأرب والجوف.. مواجهات متقطعة يشوبها هدوء حذر وانهيار واسع للحوثيين

في حين احتدمت المواجهات في عدد من جبهات محافظتي مأرب والجوف (شمال شرقي اليمن)، إلا أن بعضها الآخر ساده هدوء نسبي مقارنة بمواجهات الـ72 ساعة ماضية، التي انتهت بإحكام القوات الحكومية كامل سيطرتها على جبهة الجدافر وإفشال سلسلة هجمات على طول امتداد الجبهات الحدودية بين المحافظتين.

أفاد مصدر عسكري ميداني لوكالة "خبر"، أن وحدات من القوات الحكومية تمكنت، مساء الأربعاء، من أسر عناصر استطلاعية تابعة للمليشيا الحوثية في جبهة الكسارة، بمأرب، أعقبها مواجهات عنيفة بين الطرفين خلال محاولة المليشيا التسلل نحو مواقعهم.

وأكد المصدر أن وحداتهم تمكنت من إفشال التسلل وألحقت بين أوساط الحوثيين خسائر بشرية قبل أن يلوذ البقية بالفرار.

وفي حين تسعى مليشيا الحوثي إلى التقاط أنفاسها بعد مواجهات ضارية شهدتها الـ 72 ساعة الأخيرة والتي أفضت إلى سيطرة القوات الحكومية ورجال المقاومة وبإسناد مباشر من مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى تحرير كامل جبهة الجدافر، شرقي الحزم، بالجوف، والاقتراب من معسكر اللبنات الاستراتيجي بذات المحافظة، إلا أنها -المليشيا الحوثية- تواصل التحشيد والدفع بتعزيزات نحو مختلف جبهات المحافظتين لتعويض خسائرها البشرية والعسكرية والميدانية.

وبحسب المصدر، رصدت وحدات الاستطلاع الحكومية تلك التعزيزات، قبل أن تستهدفها مقاتلات التحالف، مساء اليوم، بأكثر من 6 غارات تركز معظمها في مديريتي صرواح ومجزر، بمحافظة مأرب، وألحقت فيها خسائر فادحة.
 
سلسلة لقاءات

المليشيا الحوثية وفي مرحلة التقاط الأنفاس، بعد الخسائر الفادحة التي مُنيت بها في جبهات الجدافر وصرواح وهيلان والحدود الرابطة بين مأرب والجوف، جبال هيلان، وغيرها من جبهات المحافظتين، قامت قيادات الصف الأول لديها بعقد سلسلة لقاءات مع مشايخ قبليين لممارسة الضغوط عليهم بالتحشيد إلى تلك جبهات.

وتؤكد مصادرنا أن القيادات الحوثية أبلغت المشايخ أن القوات المناوئة لها، التحمت ببعض خصوصا بعد وصول قافلة المساعدات من جبهات الساحل الغربي واعلان قياداتها العسكرية استعداهم القتال جنبا الى جنب مع القوات الحكومية ورجال المقاومة في مأرب.

وشددت القيادات الحوثية علي ضرورة تعزيز الجبهات بالمال والرجال، وهو ما رفضه المشايخ معتبرين ذلك استنزافا لابنائهم والزج بهم في معارك عبثية وطائفية خاصة بالحوثيين.

المصادر أفادت أن حالة إرباك شديد دبت بين أوساط القيادات الحوثية، حيث انقسمت إلى قسمين احدهما اعتبر استمرار المواجهات طريق النهاية بالنسبة لهم، فيما الآخر راهن على انها معركة مقدسة حتى تنتهي بالسيطرة على كامل البلاد شمالها وجنوبها، واصفا حلفاء الشرعية "دول التحالف" بالغزاة والمحتلين، فيما القوات المدعومة منهم في مصاف "المرتزقة والخونة".

محللون عسكريون، اعتبروا في حديثهم لـ"خبر"، انقسام قيادات الحوثيين الى قسمين هو ضمن اوراق اللعب السياسي لديهم، خصوصا بعد تسيير قافلة المساعدات المقدمة من القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي وما حظيت به من ترحيب واسع لدى وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة الاركان ومحافظ المحافظة ورجال القبائل، فضلا عن التحالف العربي.

تحذيرات

وحذر المراقبون من مخاطر المساومات الحوثية، وتوقف القوات الحكومية والمقاومة والوحدات المساندة لها في مختلف جبهات الجوف ومأرب من استمرار التقدم واستعادة المواقع التي استولت عليها المليشيا خلال الاشهر الماضية، في ظل ما تشهده صفوقها من انهيار واسع.

وكانت قد اعترفت المليشيا بتكبدها خسائر بشرية فادحة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينها قيادات بارزة، ابرزها القيادي المدعو "محمد بن محمد عبد الله شرف الدين"، الذي كان يعمل لديها وكيل نيابة القضاء العسكري وينتحل رتبة عميد، ولقي مصرعه في جبهات مأرب. ومصرع العميد الركن "ناصر سعيد البرحتي"، منتحل منصب رئيس أركان اللواء ستة وعشرين مشاة، وعشرات آخرين، في معركة تحرير جبهة الجدافر بالجوف.