أكثر من 40 نشراً في يوم واحد استهدفت سفير اليمن في الإمارات.. الصورة عن كثب
في إحصائية سريعة، تم حصر أكثر من 40 تداولاً ونشراً خلال يوم واحد، بمضمون متشابه، بل متطابق تماماً، في مواقع محلية متشابهة أيضاً، باتجاه شخص وموقع واعتبارية سفير اليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أحمد علي عبدالله صالح. ويبلغ العدد أكثر من ذلك بإضافة مواد النشر التي غايرت الأولى موضوعاً وقاربتها غاية وهدفاً.
ووفقاً لمعطيات مباشرة ومتجمعة، طبقاً لخبير يمني في الحملات الإعلامية، تبرز ملاحظات أولية ودالة في ضوء السياق والتدفق المتشابه والتكرار المتعاقب:
- الملاحظة الأولى، تبرز وبقوة واحدية المرجعية ومطبخ إنتاج وضخ المواد المنشورة.
- الثانية، اعتماد أسلوب الشائعة والكذب والفبركة والتحريض الموجَّه. بما يعني أن المطبخ المسئول عنها والمحتكم على وسائل وبوابات النشر المذكورة، يدير حرباَ تحريضية مكرَّسة وموجَّهة ضد شخص وحيد وبعينه. ولا يصعب هنا إكمال فراغات السيناريو.
- الثالثة، المطبخ الذي يقف وراء هذا الكم من الشائعات والتحريض ووسائل النشر الموظفة خصيصاً لهذه الغاية، يُعطي تصوراً، دون أية ضبابية، حيال النزعة الشخصية المفرطة التي تدير كل هذا العبث والتخريب الإعلامي والامتهان اليومي للوسيلة والرسالة الإعلامية وتوظيفها، بشكل فجّ، ضمن دورة متكاملة؛ لإشاعة أجواء الصراع وإشعال معارك صغيرة إلهاءً وتغطية على مواضيع وقضايا كبيرة تملأ الأرجاء والأجواء.
ـ الرابعة، الكثرة المفرطة في الوسائل والمواقع المتوالدة والمتناسخة، إضافة إلى الكثرة النوعية البائسة في المواضيع والمواد المتشابهة، تعتبر مؤشراً موضوعياً ومادياً قوياً إلى الجهة / الجهات (المشتركة) التي تدير عجلة العبث منزوع المسئولية. فمن يملك إمكانات طائلة تكفي للإنفاق اليومي المتصل على مصارف ومناشط عبثية وقزمة إلى هذا المستوى من الذاتية المفرطة؟؟
- والخامسة، عشرات المواقع معروفة بالضرورة لجهة تبعيتها الكاملة لجماعة الإخوان وحزبها الواجهة في اليمن وأذرعه الأخطبوطية، تنخرط بصورة حثيثة في الحملة ذاتها، زائداً عشرات أخرى وتتكاثر يوماً عن يوم معروفة بتبعيتها لما بات يُعرف بمطبخ ومكتب إعلامي يخص مراكز / مركز نفوذ طارئ حول أعلى نقطة في السلطة بحكم القرابة والصلة المباشرة بشاغل الرئاسة الانتقالية، ومستعجل جداً في الاستيطان كلاعب مركزي يدير صراعاته الخاصة بصدد توطين طموحات خاصة تشرئب بعنقها إلى يمن في المجهول.
في المقابل، يترافق هذا مع تضييق متزايد وبأساليب واتجاهات مختلفة، جميعها تلتقي عند وعلى إسكات وتهميش وترهيب وتخريب وسائل إعلام ونشر تمثل بمعنى ما؛ الرأي الآخر، المُحاصر بأكثر من طريقة. والمحتوى الموضوعي النابذ لفلسفة وسياسة القطيع السائدة إعلامياً كما سياسياً أو تبعاً له.
فيما تتسع دائرة التوهان الجماعي والرسمي حيال مشاكل وأزمات يمنية مستوطنة ومتوالدة، وتتعمق المعاناة الاقتصادية توازياً مع عجز وفشل حكومي ورسمي في مواجهة التحديات وتحجيم خطرها وتداعياتها، وانتهت الخيارات لدى السلطات اليمنية إلى الرهان اليومي والوحيد على جلب واستدرار هبات ومساعدات مانحين خليجيين وأجانب، وهؤلاء باتوا لا يثقون بجدوى ضخ المزيد من الأموال إلى فراغ كبير يبتلعها بلا توقف.
فإن معطيات متكرسة تفيد، عن كثب، بأن أموالهم وهباتهم تنتهي إلى أيدي طائشين ومتنفذين ينفقون الأموال بسفه على مناشط وأعمال "تخريبية" و"تقويضية"؛ تشتغل على الإثخان في السلم الأهلي، وتغذي الاحتقانات والتوتر، وتضاعف من ثقل ووقع الأزمات المخدومة عن عمد كبرنامج عمل وحيد يحترفه صغار واتتهم الصدفة العمياء ووجدوا أنفسهم خلف مقود امتيازات ونفوذ مغتصب انصرفوا إلى إهدار كليهما في مشاغل عابثة تبني على الأهواء والأغراض الخاصة والشخصية، وتنزع نحو غايات تصب جميعها في مستنقع الصراع والصراع وحده.