سوريا.. انفجار يقتل 30 مسلحا من فصائل موالية لتركيا

لقي نحو 30 شخصا مصرعهم في شمال سوريا، الثلاثاء، غالبيتهم مقاتلون موالون لأنقرة، جراء انفجار ألغام زرعتها قوات سوريا الديموقراطية، في حوادث متفرقة شهدتها مناطق حدودية مع تركيا، فيما قتل آخرون في انفجارات وهجمات متزامنة -ولا يعرف إن كانت متصلة -  في مناطق المعارضة السورية.

وانفجرت سيارتان مفخختان تباعا في مدينتي الباب وعفرين في محافظة حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما نصبت قوات سوريا الديموقراطية "كميناً" لمقاتلين سوريين موالين لأنقرة قرب مدينة عين عيسى في شمال الرقة. 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "21 مقاتلا من الفصائل الموالية لأنقرة"، قتلوا، وأصيب تسعة آخرون في الأقل في كمين "ألغام" زرعتها قوات سوريا الديمقراطية بعد انسحابها من "قرية معلق" الواقعة عند أطراف مدينة عين عيسى، ذات الأغلبية الكردية.

ووقع الكمين الدامي في ليلة الإثنين على الثلاثاء، فيما أفاد متحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية ليلا عن "معارك عنيفة" قرب مدينة عين عيسى.

وتسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ هجوم شنته ضد المقاتلين الأكراد في أكتوبر 2019، على منطقة حدودية واسعة بطول 120 كيلومتراً تمتد بين بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة).

وينتشر المقاتلون الموالون لأنقرة منذ ذلك الحين شمال عين عيسى، حيث تدور بين الحين والآخر اشتباكات متقطعة مع قوات سوريا الديموقراطية، التي كانت تتخذ من عين عيسى مقرا رئيسيا.

وأفاد المرصد السوري الثلاثاء عن انفجار سيارة مفخخة في مدينة الباب في شرق محافظة حلب، كان يستقلّها رئيس مخفر الشرطة في بلدة مجاورة، ما تسبّب بمقتله مع مرافقه وسائقه، بالإضافة الى مدنيين اثنين. وتسبّب الانفجار بإصابة 19 آخرين بجروح.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار في المدينة التي سيطرت عليها القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ فبراير 2017، إثر هجوم واسع شنته ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وشاهد مصور لوكالة فرانس برس في الباب عناصر من الدفاع المدني يخمدون الحريق الناجم عن الانفجار، فيما تجمع سكان لتفقد الأضرار التي طالت سيارات عدة في المكان.

وفي تغريدة، قال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية حول سوريا في الأمم المتحدة مارك كاتس معلقا على الانفجار وسقوط ضحايا "لا تزال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تشكل بلاء قاتلا في سوريا، تسبب هذا العام وحده بمقتل 132 مدنياً على الأقل (بينهم 35 إمراة وطفلا) وإصابة 461 آخرين بجروح، وفقاً لرصد الأمم المتحدة". 

وفي وقت لاحق، أدى انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين بجروح، بحسب المرصد.

وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ آذار/مارس 2018، على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، إثر هجوم شنّته ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة "إرهابيين".

وغالباً ما تشهد عفرين اعتداءات مماثلة لا تتبناها أي جهة، وتتهم أنقرة المقاتلين الأكراد بالوقوف خلفها. وأدى تفجير صهريج مفخخ في 29 نيسان /أبريل إلى مقتل 46 شخصاً على الأقلّ بينهم مدنيون ومقاتلون سوريون موالون لأنقرة بحسب المرصد